قاعدة إيرانية جنوب دمشق وإسرائيل تحذّر من {موطئ لمحور} طهران

قاعدة إيرانية جنوب دمشق وإسرائيل تحذّر من {موطئ لمحور} طهران
TT

قاعدة إيرانية جنوب دمشق وإسرائيل تحذّر من {موطئ لمحور} طهران

قاعدة إيرانية جنوب دمشق وإسرائيل تحذّر من {موطئ لمحور} طهران

أسقط الجيش الإسرائيلي أمس طائرة استطلاع قادمة من سوريا فوق مرتفعات الجولان، محذراً من أنه لن يسمح باستهداف أمنه، في وقت أفادت مصادر إعلامية بوجود قاعدة إيرانية جنوب دمشق.
وقال ناطق عسكري في بيان مقتضب، إن «الدفاعات الجوية الإسرائيلية أطلقت صارخاً من طراز باتريوت باتجاه طائرة مسيرة كانت تحلق على مقربة من الحدود الإسرائيلية فوق هضبة الجولان».
وأضاف الناطق، أن «الطائرة المذكورة لم تدخل الأجواء الإسرائيلية، وأنها اقتربت فقط من الحدود الإسرائيلية في منطقة قريبة من صفد، ولهذا أطلق الدفاع الجوي الإسرائيلي صاروخ باتريوت فأصابها وأسقطها». ولم يرد أي تعقيب من الجانب السوري فوراً.
وقال متحدث باسم جيش الاحتلال جوناثان كونريكوس: «يبدو أنها من صنع روسيا، وتتبع النظام السوري»، ثم قالت مصادر أخرى إن ذلك لم يتضح بشكل دقيق.
وفيما قال مسؤول عسكري إسرائيلي إن جيشه يتحرى ما إذا كانت هناك أي صلة للطائرة بإيران و«حزب الله»، قال وزير الأمن الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، إن «إسرائيل تعتبر هذه واقعة خطيرة وسترد على أي استفزاز». وتابع في بيان: «إننا نحمل النظام السوري المسؤولية عن أي إطلاق نار أو انتهاك للسيادة، ونطالبه بكبح كل الأطراف والعناصر التي تنشط على أراضيه».
وفي تلميح ضمني لتحميل إيران و«حزب الله» مسؤولية إرسال الطائرة، قال ليبرمان: «لن نسمح بتأسيس محور شيعي في سوريا كقاعدة أمامية على خط المواجهة». وتخشى إسرائيل أن يؤدي انتصار الأسد في النهاية إلى وجود حامية إيرانية دائمة في سوريا، مما يوسع نطاق تهديد في لبنان يشكله «حزب الله» المدعوم من إيران.
وهذه ليست أول طائرة من هذا النوع تسقطها إسرائيل، وكان الجيش الإسرائيلي أسقط في شهر سبتمبر (أيلول) طائرة أخرى مسيرة بواسطة صاروخ أرض - جو.
وجاء التطور بعد نحو أسبوعين على قصف إسرائيل 3 مواقع مدفعية تابعة للجيش النظامي السوري، مهدداً بتصعيد رده إذا استمر سقوط قذائف صاروخية من الجولان السوري تجاه إسرائيل.
وكانت 5 قذائف أطلقت من مناطق يسيطر عليها مسلحون في الجولان من جهة سوريا، وانحرفت باتجاه شمال الهضبة التي تحتلها إسرائيل، فدوت صفارات الإنذار في بلدات إسرائيلية قريبة من الجولان. وهدد الجيش الإسرائيلي آنذاك سوريا بعبارة «أعذر من أنذر».
وشنت إسرائيل خلال العامين الماضيين عشرات الغارات الجوية، ضد مواقع سورية وتابعة لحزب الله وشحنات أسلحة ومقاتلين من حزب الله في سوريا لوقف ما قالت إنه «عمليات تسليم شحنات أسلحة متطورة للحزب اللبناني، أحد الحلفاء الرئيسيين للنظام السوري».
ومنذ حرب يونيو (حزيران) 1967 تحتل إسرائيل 1200 كلم مربع من هضبة الجولان، في حين أن 510 كيلومترات مربعة من الهضبة تقع تحت السيطرة السورية.
والمعروف أن خط فض الاشتباك بين سوريا وإسرائيل في هضبة الجولان يعتبر هادئاً، وتوتر الوضع نسبياً في هذه المنطقة بعد اندلاع الأحداث في سوريا عام 2011.
إلى ذلك، كشفت مصادر في أجهزة استخبارات غربية، أن إيران أقامت قاعدة عسكرية «دائمة» قرب مدينة الكسوة 40 كم جنوب دمشق. ونشرت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، أول من أمس الجمعة، صورا عبر الأقمار الصناعية للموقع التي أشارت إليه الاستخبارات الغربية، تظهر اثنين من المباني الكبيرة المنخفضة الارتفاع، مرجحة أنها مستودعات للآليات ومساكن للجنود.
ونقلت عن مسؤول من دولة غربية قوله، إن طموحات إيران بوجود طويل المدى في سوريا «غير منطقية»، مضيفاً أن إيران لا تسعى فقط إلى إنشاء قوس نفوذ «شيعي»، بل لإنشاء خط إمداد لوجيستي إلى «حزب الله» في لبنان.
ولم يكن هذا التسليم الأول من نوعه لقطع عسكرية لطهران، حيث سلمت قوات الأسد مطار السين العسكري، لميليشيات تدعمها إيران في سوريا بشهر يونيو الماضي، على خلفية المعارك ضد «داعش»، والمعارضة شرق وجنوب شرقي سوريا.
وبدأت طائرات «اليوشن 76» الإيرانية، بالهبوط في ثالث أكبر مطار في سوريا بمعدل طائرتين كل ليلة، إضافة إلى تمركز طائرتي نقل عسكري «سي 130» في المطار لتقديم عمليات الدعم اللوجيستي للميليشيات الإيرانية في البادية السورية، بحسب مصادر معارضة سورية.



«هدنة غزة»: غموض يكتنف مصير المفاوضات وترقب لنتائج «جولة القاهرة»

صبي فلسطيني يحمل فانوساً وهو يمشي في حي دمرته الحرب بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
صبي فلسطيني يحمل فانوساً وهو يمشي في حي دمرته الحرب بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

«هدنة غزة»: غموض يكتنف مصير المفاوضات وترقب لنتائج «جولة القاهرة»

صبي فلسطيني يحمل فانوساً وهو يمشي في حي دمرته الحرب بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
صبي فلسطيني يحمل فانوساً وهو يمشي في حي دمرته الحرب بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

غموض يكتنف مصير الهدنة في قطاع غزة مع انتهاء المرحلة الأولى دون أفق واضح للخطوة التالية، وسط تمسك كل طرف بموقفه، ومحاولات من الوسطاء، كان أحدثها جولة مفاوضات في القاهرة لإنقاذ الاتفاق، وحديث عن زيارة مرتقبة للمبعوث الأميركي، ستيف ويتكوف، إلى إسرائيل ضمن مساعي الحلحلة، وسط مخاوف من عودة الأمور إلى «نقطة الصفر».

تلك التطورات تجعل مصير المفاوضات بحسب خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، في مهب الريح وتنتظر تواصل جهود الوسطاء وخصوصاً ضغوط أميركية حقيقية على رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو؛ للوصول لصيغة مقبولة وتفاهمات بشأن مسار الاتفاق لاستكماله ومنع انهياره، وخصوصاً أن «حماس» لن تخسر ورقتها الرابحة (الرهائن) لتعود إسرائيل بعدها إلى الحرب دون ضمانات حقيقية.

وبعد 15 شهراً من الحرب المدمّرة، بدأت الهدنة في 19 يناير (كانون الثاني) الماضي، وانتهت مرحلتها الأولى (42 يوماً)، السبت، وشملت إفراج «حماس» وفصائل أخرى عن 33 من الرهائن بينهم 8 متوفين، مقابل إطلاق سراح نحو 1700 فلسطيني من سجون إسرائيل، فيما لا يزال 58 محتجزين داخل قطاع غزة، بينهم 34 يؤكد الجيش الإسرائيلي أنهم قد تُوفوا، وسط انتظار لبدء المرحلة الثانية المعنية بانسحاب نهائي ووقف للحرب على مدار 42 يوماً، وأخرى ثالثة معنية بإعمار القطاع.

وأفادت صحيفة «تايمز أوف» إسرائيل، السبت، بأن نتنياهو أجرى، مساء الجمعة، مشاورات مطولة مع كبار الوزراء ومسؤولي الدفاع بشأن الهدنة، على غير العادة، في ظل رفض «حماس» تمديد المرحلة الأولى «ستة أسابيع إضافية» ومطالبتها بالتقدم إلى مرحلة ثانية.

وطرحت المشاورات بحسب ما أفادت به «القناة 12» الإسرائيلية، السبت، فكرة العودة إلى القتال في غزة، في حال انهيار الاتفاق، لافتة إلى أن الولايات المتحدة تضغط لتمديد المرحلة الأولى.

فلسطينيون نزحوا إلى الجنوب بأمر إسرائيل خلال الحرب يشقُّون طريقهم عائدين إلى منازلهم في شمال غزة (رويترز)

بينما نقلت «تايمز أوف إسرائيل»، السبت، عن مصدر دبلوماسي إسرائيلي، أن وفد بلادها عاد من محادثات تستضيفها القاهرة منذ الخميس بشأن المراحل المقبلة وضمان تنفيذ التفاهمات، كما أعلنت الهيئة العامة للاستعلامات المصرية الرسمية، لكن المحادثات «ستستأنف السبت»، وفق الصحيفة.

وأكدت متحدث «حماس»، حازم قاسم، السبت، أنه لا توجد حالياً أي «مفاوضات مع الحركة بشأن المرحلة الثانية»، وأن «تمديد المرحلة الأولى بالصيغة التي تطرحها إسرائيل مرفوض بالنسبة لنا»، وفق ما نقلته وكالة «رويترز»، دون توضيح سبب الرفض.

ويرى الخبير الاستراتيجي والعسكري، اللواء سمير فرج، أن مصير المفاوضات بات غامضاً مع تمسك إسرائيل بطلب تمديد المرحلة الأولى، ورفض «حماس» للتفريط في الرهائن أهم ورقة لديها عبر تمديد لن يحقق وقف الحرب.

ولا يمكن القول إن المفاوضات «فشلت»، وفق المحلل السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، الذي لفت إلى أن هناك إصراراً إسرائيلياً، على التمديد والبقاء في 3 بؤر عسكرية على الأقل في شمال وشرق القطاع و«محور فيلادليفيا»، بالمخالفة لبنود الاتفاق ورفض من «حماس».

لكنّ هناك جهوداً تبذل من الوسطاء، والوفد الإسرائيلي سيعود، وبالتالي سنكون أمام تمديد الاتفاق عدة أيام بشكل تلقائي دون صفقات لحين حسم الأزمة، بحسب الرقب.

ونقلت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية عن مصادر، قولها إنه إذا وافقت «حماس» على تمديد المرحلة الأولى من خلال الاستمرار في تحرير دفعات من الرهائن، فإنها بذلك تخسر النفوذ الرئيسي الوحيد الذي تمتلكه حالياً. وذلك غداة حديث دبلوماسي غربي كبير لصحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، أشار إلى أن نتنياهو يستعد للعودة إلى الحرب مع «حماس».

طفل يسير في حي دمرته الحرب تم وضع زينة شهر رمضان عليه في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

ووسط تلك الصعوبات، استعرض وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، بالقاهرة، مع رئيس وزراء فلسطين، محمد مصطفى مستجدات الجهود المصرية الهادفة لتثبيت وقف إطلاق النار في غزة وتنفيذ كل بنوده خلال مراحله الثلاث، وخطط إعادة الإعمار في قطاع غزة في وجود الفلسطينيين على أرضهم وترتيبات القمة العربية غير العادية المقرر عقدها يوم 4 مارس (آذار) الحالي بالقاهرة، مؤكداً دعم مصر للسلطة الفلسطينية ودورها في قطاع غزة.

ويعتقد فرج أن حل تلك الأزمة يتوقف على جدية الضغوط الأميركية تجاه إسرائيل للوصول إلى حل، مؤكداً أن التلويح الإسرائيلي بالحرب مجرد ضغوط لنيل مكاسب في ظل حاجة «حماس» لزيادة دخول المواد الإغاثية في شهر رمضان للقطاع.

وبعد تأجيل زيارته للمنطقة، ذكر ويتكوف، الأربعاء، خلال فعالية نظّمتها «اللجنة اليهودية-الأميركية»، إنه «ربّما» ينضمّ إلى المفاوضات يوم الأحد «إذا ما سارت الأمور على ما يرام».

ويرجح الرقب أن الأمور الأقرب ستكون تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق مع ضمانات واضحة لأن الوسطاء و«حماس» يدركون أن إسرائيل تريد أخذ باقي الرهائن والعودة للحرب، مشيراً إلى أن «الساعات المقبلة بمحادثات القاهرة ستكون أوضح لمسار المفاوضات وتجاوز الغموض والمخاوف الحالية».