بدأت فرق المنطقة الشرقية «الفتح، وهجر، والخليج»، في غياب الاتفاق «الرمز الأبرز للكرة في المنطقة» الاستعدادات للموسم الرياضي المقبل، في ظل المتغيرات الكبيرة على صعيد المنافسات الكروية السعودية، التي شهدت ظهور أبطال غابوا عن المشهد الرياضي لسنين.
وفاجأ «الفتح» الشارع الرياضي السعودي باستغنائه عن خدمات المدرب التونسي المعروف فتحي الجبال الذي انتشل الفريق خلال ست سنوات من غياهب دوري الدرجة الأولى إلى قمة دوري الكبار، قبل أن يتراجع الفريق في الموسم الماضي إلى فرق الوسط، ويخفق في أولى مشاركاته الآسيوية، ما حتم الاستغناء عن خدماته والتعاقد مع الإسباني ماكيدا وطاقم من بني جلدته.
الجبال الذي يراه الفتحاويون من أبناء النادي المخلصين، دقت ساعة رحيله، ليفك ارتباطه مع نموذجي الأحساء بالتراضي بين الطرفين، بعد انقضاء الموسم السابع ليبحث كل منهم عن طريق جديد يمكن أن يحقق خلاله المجد.
ولم يكتف «الفتح» بالاستغناء عن الجبال وكافة طاقمه المساعد، بل سبق ذلك الاستغناء عن مواطنه عمار الجمل، واللبناني محمد حيدر، فيما جرى الاحتفاظ بالبرازيلي إلتون، والكونغولي دوريس سالمو، كما تُبذل مساع لاستعادة السنغالي سيسكو الذي كان من أميز مدافعي الموسم قبل الماضي، قبل أن يتعرض لإصابة أبعدته لمدة عام ما بين فترة العلاج والتأهيل. وتنسق إدارة «الفتح» حاليا مع المدرب الجديد لاستقطاب عناصر أجنبية ومحلية لدعم صفوف الفريق، الذي فقد كذلك أحد أبرز لاعبيه المحليين ممثلا في لاعب خط الوسط حسين المقهوي الذي جرى بيع بقية عقده لنادي أهلي جدة.
ويرى رئيس نادي «الفتح» المهندس عبد العزيز العفالق أن الفريق قادر على استعادة أمجاده في الموسم المقبل، وأن المدرب فتحي الجبال كان يعمل ضمن مجموعة، وكان من المساهمين في تحقيق الإنجازات التي حصلت بجهد جماعي، مشيرا إلى أن الجبال لم يقصر يوما تجاه عمله، ولكن التغيير هو سنة الحياة، وكان لا بد من حصول فك الارتباط، ولكن، بكل تأكيد، العلاقة لن تنقطع، فالجبال سيكون قريبا ومتابعا للفريق، وأقرب إلى مستشار للإدارة في المستقبل.
وأشار رئيس «الفتح» إلى أن المدرب الجديد اختير بعناية فائقة، وقد حقق نجاحات مشهودة مع الأندية التي قادها، وآخرها الشعلة الذي ثبت أقدامه في دوري عبد اللطيف جميل، على الرغم من وضعه الحرج جدا منذ بداية الدوري، كما أنه عمل بمعية مدربين عالميين في بلاده، منها ريال مدريد، وعمل مساعدا لمدرب المنتخب السعودي الحالي لوبيز كارو. في المقابل، أعلن المدرب أنه سيبذل كل الجهود اللازمة لإعادة الفريق إلى المنافسة القوية في المنافسات المحلية.
الفريق الشرقاوي الثاني «هجر» وهو أيضا القطب الثاني في محافظة الأحساء أكبر محافظات المنطقة الشرقية، وأكثرها تعدادا للسكان، عاد للمرة الثالثة في تاريخه، إلى دوري الكبار، بعد أن حصد درع دوري ركاء لأندية الدرجة الأولى، واحتفظت الإدارة الشابة برئاسة سامي الملحم، بمدربها التونسي نصيف البياوي، وجرى التعاقد مع لاعبين؛ هما الأردني علاء الشقران، والسنغالي منصور غويي.
ويطمح القائمون على النادي في تثبيت الفريق في دوري جميل لموسمين على الأقل، قبل التخطيط للمنافسة، مثل حال جارهم الفتح على المنافسة على خطوط المقدمة في الدوري.
وعلى الرغم من الجماهيرية الكبيرة التي يتميز بها النادي، إلا أنه لا يملك أعضاء شرف مؤثرين سوى القليل، مقارنة بالفتح كما أن الفريق يمر حاليا بفترة تجديد كبيرة في العناصر، وقد استغنت الإدارة عن عدد كبير من اللاعبين المخضرمين بعد الهبوط في الموسم قبل الماضي، والذي تصادف مع تتويج جاره بلقب الدوري.
ويتوقع بعض المتابعين أن تكون لـ«هجر» كلمة قوية الموسم الرياضي المقبل، خصوصا أن الإدارة الحالية كانت تمثل جزءا من الإدارة السابقة التي قادت الفريق إلى عدد من الإنجازات المتمثلة في الصعود إلى الممتاز، أو تحقيق بطولات على مستوى دوري الأولى.
وإذا كانت الكرة بالمنطقة الشرقية قد فقدت مع نهاية الموسم المنصرم فريقين كبيرين، هما الأعرق على مستوى الإنجازات والتنافس الرياضي، بالهبوط إلى دوري ركاء لأندية الدرجة الأولى ممثلين في الاتفاق والنهضة من مدينة الدمام، العاصمة الإدارية للمنطقة الشرقية، فإنها في المقابل زفت فريقين إلى دوري جميل، فبالإضافة إلى «هجر»، صعد فريق «الخليج» وهو من الأندية الجماهيرية، بل بات يضرب به المثل في الوفاء، وترافق الجماهير فريقها في جميع مناطق السعودية، وتشتهر بأهازيج «الهول واليامال» الشهيرة في الساحل الشرقي.
ومن أبرز القرارات التي اتخذتها إدارة النادي، الاستغناء عن المدرب الوطني سمير هلال الذي قاد الفريق إلى هذا الإنجاز الذي يتحقق للمرة الثالثة، وتعاقدت مع المدرب التونسي جلال قادري الذي يملك خلفية جيدة عن المنافسات الكروية السعودية، وقاد «النهضة» الموسم الماضي في دوري جميل بعد منتصف الدوري، ولكنه لم يتمكن من إبقاء الفريق بين الكبار؛ حيث استلم فريقا مترنحا مليئا بالمشكلات الفنية.
وتعاقدت إدارة «الخليج» الشابة كذلك برئاسة المهندس فوزي الباشا مع اللاعبين الأردنيين الدوليين إبراهيم الزواهرة وعدنان شريف، بالإضافة إلى الإيفواري حبيب مايتي، والأخير يعرفه قادري جيدا واستقطبه الموسم الماضي لـ«لنهضة» في فترة التسجيل الثانية. ولا يختلف طموح «الخليج» عن طموح رفيق دربه «هجر» في الثبات موسمين على الأقل في دوري جميل ثم التخطيط للإنجازات.
فرق «الشرقية» تتأهب لاستعادة الهيبة المفقودة في الدوري السعودي
الفتح وهجر والخليج استعدت بخطط استثنائية للموسم الجديد
فرق «الشرقية» تتأهب لاستعادة الهيبة المفقودة في الدوري السعودي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة