تفاهم على مخصصات قوى الأمن في لبنان

TT

تفاهم على مخصصات قوى الأمن في لبنان

انتهت أزمة التشكيلات العسكرية في قوى الأمن الداخلي التي أنتجت خلافاً منذ 7 أشهر بين «تيار المستقبل» و«حركة أمل» التي يترأسها الرئيس نبيه بري، بالإعلان عن تشكيلات جديدة في مراكز خدمة بعض الضباط القادة في لبنان، الأمر الذي دفع وزير المال علي حسن خليل للإفراج عن المخصصات السرية للمديرية العامة لقوى الأمن الداخلي.
وبعد الإعلان عن تشكيلات جديدة، أفادت قناة «إل بي سي» التلفزيونية بأن وزير المال، وهو أحد أعضاء «حركة أمل» في الحكومة، أحال المخصصات السرية للمديرية العامة لقوى الأمن الداخلي التي كانت متوقفة على خلفية التشكيلات الأمنية السابقة.
والمقصود بالمخصصات السرية، هو ميزانية لتمويل العمل الأمني التي تُعطى للأجهزة الأمنية. وفي حالة قوى الأمن الداخلي، فإنها تُعطى لـ«شعبة المعلومات».
وتوقفت تلك المخصصات في أعقاب خلاف على التشكيلات التي أصدرها المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان في الربيع الماضي، وأثارت امتعاض «حركة أمل» بشأن بعض الضباط الذين اختارهم عثمان على رأس بعض المهمات الحساسة. وكانت «أمل» تصر على اختيار الضباط الذين تراهم مناسبين للمراكز البارزة التي تعد من حصة «الشيعة»، وهو الأمر الذي رفض اللواء عثمان الامتثال له في ذلك الوقت، وكان سبباً في توقيف وزارة المال المخصصات السرية للمديرية إلى حيث إيجاد التسوية، علما بأن وزير الداخلية نهاد المشنوق كان طالب أكثر من مرة بصرف تلك المخصصات.
وترددت معلومات في ذلك الوقت أن بري اعترض على بعض التشكيلات كون بعض الضباط في قيادة المناطق من حصة الشيعة، وتم تعيينهم خلافاً لرغبة «أمل» التي ترشح أسماء أخرى.
ومن المعروف أن الطوائف في لبنان لها حصص من التعيينات العسكرية والقضائية والوظائف الإدارية في مؤسسات الدولة، وهو ما يصطلح على تسميته التوازن الطائفي. ومن ضمن تلك الوظائف، تأتي وظائف الفئة الأولى والوظائف الحساسة التي يتم اختيار الأشخاص لها من قبل الجهات السياسية النافذة في الطوائف، ونادراً ما تخضع لمعايير غير طائفية وغير سياسية.
ويعتبر اللواء عثمان، وهو سني، من حصة «تيار المستقبل» في الأجهزة الأمنية اللبنانية، بينما يتولى قيادة الجيش ومديرية المخابرات ضابط من حصة الطائفة المسيحية المارونية، فيما يعتبر منصب المدير العام للأمن العام من حصة الشيعة، كما يعتبر موقع «مدير عام جهاز أمن الدولة» من حصة الطائفة المسيحية الأرثوذكسية.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.