199 عملاً فنياً تزين «صالون الشباب» في مصر

يشارك فيه 188 فناناً تحت شعار «محاكاة المستقبل»

من أعمال الصالون
من أعمال الصالون
TT

199 عملاً فنياً تزين «صالون الشباب» في مصر

من أعمال الصالون
من أعمال الصالون

انطلقت في القاهرة فعاليات الدورة الـ28 لصالون الشباب المصري، الذي يعد أحد أهم مساحات الإبداع المفتوحة أمام الفنانين الشباب في مجال الفن التشكيلي في مصر. ويعتبر الصالون بمثابة العرس السنوي للفنانين الشباب الذين يطلقون العنان لمواهبهم لكي تظهر عبر لوحات وأعمال فنية تمثل عصارة جهدهم لتكون حاضرة بهذا الملتقى الأهم بالنسبة لهم، الذي شهد منذ تأسيسه على يد الفنان أحمد نوار في عام 1989 ميلاد كثير من الفنانين الذين أصبح لهم دور فاعل في الوسط الثقافي المصري.
ويشارك في هذه الدورة 188 فناناً شاباً دون الـ35 بـ199 عملاً فنياً، تتنوع بين مجالات «التصوير، والتصوير الضوئي، والغرافيك، والخزف، والرسم، والنحت، والتجهيز في الفراغ، والكومبيوتر غرافيك، والرسوم المتحركة، والفيديو آرت».
وقالت الدكتورة هديل نظمي، قوميسير عام الصالون، لـ«الشرق الأوسط» إن «هذه الدورة ترفع تيمة (محاكاة المستقبل)، فنحن نقول للشباب إنّ الأفكار الإبداعية ملقاة على طريق المستقبل، ونتطلع لإنتاج أعمال فنية تحاكي هذا المستقبل، ويمكن إدراجها ضمن سياق بيئة تكنولوجية جديدة إبداعية ثقافية، تساعد الفنانين على استكشاف التغيير في العلاقة بين التكنولوجيا والثقافة، وذلك بطريقة عقلانية موضوعية تحاكي تطورات الزمن». وعن أهمية هذه الدورة، قالت: «هذه الدورة تأتي من أجل تأكيد وزارة الثقافة على مواصلة إتاحة فرص ومساحات من التعبير والتواصل بين شباب الفنانين لاستكمال تجاربهم المستقبلية وطموحاتهم كفنانين مصريين واعدين، يحملون بمواهبهم مسؤوليات مستقبل تغيير الفن والثقافة على المستوى الإقليمي والدولي».
يضم الصالون هذا العام، حسب هديل، 4 مسابقات، هي: مسابقة الصالون للمجالات الفنية، ومسابقة العمل الجماعي، ومسابقة الورش الفنية، ومسابقة النقد الفني. ويبلغ إجمالي الجوائز لهذه الدورة 155 ألف جنيه (نحو 9 آلاف دولار)، بالإضافة إلى منحة لمدة أسبوعين لزيارة أكاديمية الفنون في روما لعدد اثنين من الفنانين.
بدوره، أشاد الدكتور خالد سرور، رئيس قطاع الفنون التشكيلية، خلال افتتاح فعاليات الدورة، بالتطور الملحوظ الذي يشهده الصالون دورة تلو الأخرى، وهو ما يؤكد على التطور الفني لما يقدمه الشباب من تجارب فنية توازي حركة الفن في العالم، وما يحدث فيها من متغيرات وتطورات واتجاهات فنية حديثة. وتميز الافتتاح بحضور كبير، سواء من الشباب المشارك بالصالون أو الجمهور الذي تجول بقاعات العرض المختلفة.
وخلال تجول «الشرق الأوسط» في الصالون، قالت إنجي عمارة، إحدى الفنانات المشاركات، إن مشاركتها بالصالون في مجال النحت على حجر الغرانيت، موضحة أنّ هذه هي المرة الثانية التي تشارك بها في صالون الشباب، متابعة أن صالون العرض فيه مختلف كونه يركّز على فئة الشباب، ممّا يعطي الفرصة للأجيال الشابة من الفنانين لعرض أعمالهم في واحدة من أهم قاعات العرض في مصر، وهو ما يعطي لهم الأمل والتشجيع لمواصلة رحلتهم الفنية.
أما أسماء أشرف، التي تشارك بلوحة بعنوان «بين اليأس والأمل»، فتوضح أنّ لوحتها تتماشى مع تيمة الصالون الفنية «الفن والمستقبل»، وتقول: «ما حاولت توصيله من خلال لوحتي أنّ كل فرد يستطيع أن يُحدث التغيير، فلا مجال لقول لا أستطيع. وحتى لو كانت إمكانياته بسيطة، فكل إنسان يجب أن يقدم ما بوسعه حتى يصل لتحقيق المستحيل».
وعن المشاركة في الصالون، تقول: «هو مناسبة رائعة، خصوصاً أنّني خريجة جامعية جديدة، فهذا الكمّ من الأعمال يعطي لي مخزوناً بصرياً كبيراً، كما أتعرف من خلاله على الجيد والرديء، وعلى رؤى نقدية، وإيجابيات هذه الأعمال وسلبياتها، إلى جانب أن المشاركة الجماعية تعمل على تنمية روح التنافس الشريف، ومعرفة التطور الفني الذي يحدث من حولي».



مصر تستعيد قطعاً أثرية ومومياء من آيرلندا

إحدى القطع الأثرية المصرية المُستردّة من آيرلندا (وزارة السياحة والآثار)
إحدى القطع الأثرية المصرية المُستردّة من آيرلندا (وزارة السياحة والآثار)
TT

مصر تستعيد قطعاً أثرية ومومياء من آيرلندا

إحدى القطع الأثرية المصرية المُستردّة من آيرلندا (وزارة السياحة والآثار)
إحدى القطع الأثرية المصرية المُستردّة من آيرلندا (وزارة السياحة والآثار)

أعلنت مصر استعادة قطع أثرية من آيرلندا، تضمَّنت أواني فخارية ومومياء وقطعاً أخرى، عقب زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للدولة المذكورة.

وقالت وزارة الخارجية المصرية إنّ جهود استعادة القطع الأثرية من آيرلندا استمرّت طوال عام ونصف العام، وأوضحت في بيان، الجمعة، أنّ «القطع الأثرية التي استُردَّت من جامعة (كورك) الآيرلندية، هي مومياء مصرية وعدد من الأواني الفخارية والقطع الأثرية الأخرى، والجامعة أبدت تعاوناً كبيراً في تسهيل إجراءات إعادتها».

وتمثّل القطع المُستعادة حقبة مهمّة من التاريخ المصري القديم، وجزءاً من التراث الثقافي المصري الذي يحظى باهتمام الجميع، ومن المقرَّر عرضها في المتاحف المصرية، وفق بيان «الخارجية».

وأوضح الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار في مصر، الدكتور محمد إسماعيل خالد، أنّ «استرداد هذه القطع جاء وفقاً للاتفاق الثنائي الموقَّع مؤخراً بين المجلس الأعلى للآثار وجامعة (كورك) الآيرلندية»، مشيراً في بيان لوزارة السياحة والآثار، إلى أنّ الجامعة كانت قد حصلت عليها بين الأعوام 1920 و1930؛ ومن بينها تابوت خشبي ملوَّن بداخله بقايا مومياء ومجموعة من الأواني الكانوبية المصنوعة من الحجر الجيري بداخلها أحشاء المتوفّى.

القطع الأثرية المُستردّة تعود إلى حقب تاريخية مهمّة (وزارة السياحة والآثار)

بدوره، كشف مدير الإدارة العامة لاسترداد الآثار، المُشرف على الإدارة المركزية للمنافذ الأثرية، شعبان عبد الجواد، عن أنّ «الأواني الكانوبية التي استُردَّت لكاهن يُدعى (با ور)، من الأسرة 22 من العصر المتأخر؛ كان يحمل ألقاباً من بينها (حارس حقول الإله). أما التابوت الخشبي فهو من العصر الصاوي لشخص يُدعى (حور)، وكان يحمل لقب (حامل اللوتس)؛ وتوجد بداخله بقايا مومياء وعدد من أسنانها»، وفق بيان الوزارة.

وأعلنت مصر، في وقت سابق، استرداد أكثر من 30 ألف قطعة أثرية من 2014 حتى أغسطس (آب) 2024، كما استُردَّت أخيراً 67 قطعة أثرية من ألمانيا. وكانت وزارة الخارجية قد أعلنت في يناير (كانون الثاني) 2023 استرداد 17 قطعة أثرية من الولايات المتحدة الأميركية، أبرزها «التابوت الأخضر».

في هذا السياق، يرى عالم الآثار المصري الدكتور حسين عبد البصير، أنّ «استعادة القطع الأثرية والمومياوات فرصة لإثراء بحثنا الأثري والتاريخي، إذ تساعدنا في الكشف عن جوانب جديدة من التاريخ المصري»، ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «هذه المقتنيات توفّر رؤى قيّمة حول أساليب الدفن والعادات الثقافية القديمة التي كانت جزءاً من الحياة اليومية للمصريين القدماء».

ويعدُّ عبد البصير هذه الاستردادات إسهاماً في تعزيز الهوية الوطنية، إذ تُساعد في الحفاظ على التراث الثقافي من أجل الأجيال القادمة، مؤكداً أنّ «وزارة الخارجية المصرية تلعب دوراً حيوياً في استرداد الآثار من خلال التفاوض مع الدول الأجنبية والتنسيق الدبلوماسي للوصول إلى حلول تفاوضية تُرضي الأطراف المعنيّة»، لافتاً إلى أنّ استرداد القطع يأتي بالتزامن مع زيارة الرئيس المصري إلى آيرلندا؛ مما يؤكد اهتمام الدولة على أعلى مستوياتها باسترداد آثار مصر المُهرَّبة من الخارج.

قطع متنوّعة من الآثار استردّتها مصر من آيرلندا (وزارة السياحة والآثار)

«وتسهم الاتفاقات الثنائية التي تعقدها مصر مع الدول في استعادة الآثار؛ منها 5 اتفاقات لمكافحة تهريبها والاتجار في الآثار المسروقة مع سويسرا وكوبا وإيطاليا وبيرو وكينيا»، وفق عضو لجنة التاريخ والآثار بالمجلس الأعلى للثقافة، ورئيس حملة الدفاع عن الحضارة المصرية، الخبير الآثاري الدكتور عبد الرحيم ريحان، الذي يؤكد لـ«الشرق الأوسط» أنّ «العلاقات القوية بين مصر وآيرلندا منذ تولّي الرئيس السيسي الحُكم أسهمت في استعادة هذه الآثار»، مشيراً إلى أنّ «مصر استعادت نحو 30 ألف قطعة أثرية منذ تولّيه الرئاسة، من الولايات المتحدة الأميركية، وإنجلترا، وفرنسا، وإسبانيا، وهولندا، وكندا، وألمانيا، وبلجيكا، وإيطاليا، وسويسرا، ونيوزيلندا، وقبرص، والإمارات، والكويت، والأردن».

ويتابع: «جاء ذلك بعد جهود حثيثة من إدارة الآثار المُستردة بالمجلس الأعلى للآثار، وبمتابعة مستمرّة لكل المزادات العلنية، وكل ما يُنشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وعبر وكالات الأنباء الدولية عن الآثار المصرية المنهوبة، وعن طريق مفاوضات مثمرة، بالتعاون بين وزارات السياحة والآثار والخارجية والداخلية في مصر».