انطلقت في القاهرة فعاليات الدورة الـ28 لصالون الشباب المصري، الذي يعد أحد أهم مساحات الإبداع المفتوحة أمام الفنانين الشباب في مجال الفن التشكيلي في مصر. ويعتبر الصالون بمثابة العرس السنوي للفنانين الشباب الذين يطلقون العنان لمواهبهم لكي تظهر عبر لوحات وأعمال فنية تمثل عصارة جهدهم لتكون حاضرة بهذا الملتقى الأهم بالنسبة لهم، الذي شهد منذ تأسيسه على يد الفنان أحمد نوار في عام 1989 ميلاد كثير من الفنانين الذين أصبح لهم دور فاعل في الوسط الثقافي المصري.
ويشارك في هذه الدورة 188 فناناً شاباً دون الـ35 بـ199 عملاً فنياً، تتنوع بين مجالات «التصوير، والتصوير الضوئي، والغرافيك، والخزف، والرسم، والنحت، والتجهيز في الفراغ، والكومبيوتر غرافيك، والرسوم المتحركة، والفيديو آرت».
وقالت الدكتورة هديل نظمي، قوميسير عام الصالون، لـ«الشرق الأوسط» إن «هذه الدورة ترفع تيمة (محاكاة المستقبل)، فنحن نقول للشباب إنّ الأفكار الإبداعية ملقاة على طريق المستقبل، ونتطلع لإنتاج أعمال فنية تحاكي هذا المستقبل، ويمكن إدراجها ضمن سياق بيئة تكنولوجية جديدة إبداعية ثقافية، تساعد الفنانين على استكشاف التغيير في العلاقة بين التكنولوجيا والثقافة، وذلك بطريقة عقلانية موضوعية تحاكي تطورات الزمن». وعن أهمية هذه الدورة، قالت: «هذه الدورة تأتي من أجل تأكيد وزارة الثقافة على مواصلة إتاحة فرص ومساحات من التعبير والتواصل بين شباب الفنانين لاستكمال تجاربهم المستقبلية وطموحاتهم كفنانين مصريين واعدين، يحملون بمواهبهم مسؤوليات مستقبل تغيير الفن والثقافة على المستوى الإقليمي والدولي».
يضم الصالون هذا العام، حسب هديل، 4 مسابقات، هي: مسابقة الصالون للمجالات الفنية، ومسابقة العمل الجماعي، ومسابقة الورش الفنية، ومسابقة النقد الفني. ويبلغ إجمالي الجوائز لهذه الدورة 155 ألف جنيه (نحو 9 آلاف دولار)، بالإضافة إلى منحة لمدة أسبوعين لزيارة أكاديمية الفنون في روما لعدد اثنين من الفنانين.
بدوره، أشاد الدكتور خالد سرور، رئيس قطاع الفنون التشكيلية، خلال افتتاح فعاليات الدورة، بالتطور الملحوظ الذي يشهده الصالون دورة تلو الأخرى، وهو ما يؤكد على التطور الفني لما يقدمه الشباب من تجارب فنية توازي حركة الفن في العالم، وما يحدث فيها من متغيرات وتطورات واتجاهات فنية حديثة. وتميز الافتتاح بحضور كبير، سواء من الشباب المشارك بالصالون أو الجمهور الذي تجول بقاعات العرض المختلفة.
وخلال تجول «الشرق الأوسط» في الصالون، قالت إنجي عمارة، إحدى الفنانات المشاركات، إن مشاركتها بالصالون في مجال النحت على حجر الغرانيت، موضحة أنّ هذه هي المرة الثانية التي تشارك بها في صالون الشباب، متابعة أن صالون العرض فيه مختلف كونه يركّز على فئة الشباب، ممّا يعطي الفرصة للأجيال الشابة من الفنانين لعرض أعمالهم في واحدة من أهم قاعات العرض في مصر، وهو ما يعطي لهم الأمل والتشجيع لمواصلة رحلتهم الفنية.
أما أسماء أشرف، التي تشارك بلوحة بعنوان «بين اليأس والأمل»، فتوضح أنّ لوحتها تتماشى مع تيمة الصالون الفنية «الفن والمستقبل»، وتقول: «ما حاولت توصيله من خلال لوحتي أنّ كل فرد يستطيع أن يُحدث التغيير، فلا مجال لقول لا أستطيع. وحتى لو كانت إمكانياته بسيطة، فكل إنسان يجب أن يقدم ما بوسعه حتى يصل لتحقيق المستحيل».
وعن المشاركة في الصالون، تقول: «هو مناسبة رائعة، خصوصاً أنّني خريجة جامعية جديدة، فهذا الكمّ من الأعمال يعطي لي مخزوناً بصرياً كبيراً، كما أتعرف من خلاله على الجيد والرديء، وعلى رؤى نقدية، وإيجابيات هذه الأعمال وسلبياتها، إلى جانب أن المشاركة الجماعية تعمل على تنمية روح التنافس الشريف، ومعرفة التطور الفني الذي يحدث من حولي».
199 عملاً فنياً تزين «صالون الشباب» في مصر
يشارك فيه 188 فناناً تحت شعار «محاكاة المستقبل»
199 عملاً فنياً تزين «صالون الشباب» في مصر
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة