عنصريو كهانا الداعون إلى ترحيل الفلسطينيين يعقدون مؤتمراً علنياً في القدس

تحدّوا «الشاباك»... ومستوطنو غور الأردن يقيمون وحدة قتالية لمجابهة الفلسطينيين

TT

عنصريو كهانا الداعون إلى ترحيل الفلسطينيين يعقدون مؤتمراً علنياً في القدس

على الرغم من الحظر المفروض على حركة «كاخ» اليمينية المتطرفة في إسرائيل، بسبب خطابها السياسي العنصري ونشاطها الإرهابي، فقد تمكنت من عقد مؤتمر علني لها في القدس الغربية، أول من أمس. وعادت خلاله، إلى تكرار شعاراتها العنصرية ضد العرب، وتمجيد إرهابيين يهود نفذوا مذابح بحق الفلسطينيين، وهاجموا حتى جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك)، واعتبروه منظمة إرهابية.
وقد عقد المؤتمر في ذكرى مرور 27 عاماً على مقتل زعيم الحركة، الحاخام مائير كهانا في نيويورك. وحضره المئات من قادة وأعضاء الجماعات المتطرفة، من بينهم شخصيات من حركة «عوتسماه يهوديت» المتطرفة، مثل المحامي ايتمار بن جبير، المستوطن في قلب مدينة الخليل، وزميله النائب السابق ميخائيل بن آري، وبنسي جوفشطين رئيس حركة «لهافاة»، التي تلاحق الفلسطينيين المتزوجين من نساء يهوديات، فتختطفهن وتعيدهن إلى عائلاتهن.
وبرز من بين الحضور ناشطون من حركة «فتية التلال» المتطرفة، بينهم ياكير اشبل، العريس من «عرس الكراهية» الذي أثار ضجة العام الماضي، ومائير اتنغر حفيد كهانا، الذي يعتبر هدفاً مركزياً للقسم اليهودي في جهاز «الشاباك». وقال اتنغر في كلمته: «هم يخافون كهانا لأنهم يعرفون أنه كان على حق. قبل عامين عندما اعتقلتني المنظمة الإرهابية (الشاباك) في سجن كيشون، أذكر أن رجال (الشاباك) كانوا يخافون في كل مرة سمعوا اسم كهانا، لقد جُنُّوا».
وجرى خلال المؤتمر عرض فيلم صفق له الحضور بقوة، عندما ظهرت شخصية باروخ غولدشتاين، الإرهابي الذي قتل 29 مصلياً في المسجد الإبراهيمي بالخليل، في 25 فبراير (شباط) 1994.
وقال رئيس حركة «لهافا» نتسي غوفشطين في كلمته: «عندما اعتقلت حلمت بأننا نقوم بإنشاء ميليشيا مجموعة من اليهود مع سوالف، زجاجات ومضارب بيسبول، يخرجون إلى الشوارع يبحثون عن حنين زعبي وأصدقائها من القائمة المشتركة، حتى يفرغوا غضبهم بهم. بعد انتهائنا منهم، سيفرون وهم يسيلون دماً ويعرجون، ثم سنهتم باليساريين اليهود الذين يناصرون الفلسطينيين، مثل تنظيم (كسر الصمت)، وسنلاحق زهافا غالئون (رئيسة حزب ميرتس) المختلة عقلياً». وأضاف: «سنكسر أضلع الخونة. وسنقضي على الإرهابيين اليساريين. أيضاً، إيلان غالئون (عضو كنيست من ميرتس) سيتلقى ضربة أو اثنتين. أنا لن أقوم بهذا بنفسي، بالطبع أنا مشغول. يوجد لدي ما أقوم به في اليوم نفسه. ماذا تقولون عن هذا الحلم؟ هل أحببتموه؟ ماذا سيقول شاي نيتسان والنائب العام عن هذا الحلم، قانوني أم لا؟».
من جهة ثانية، كُشف النقاب أمس، عن وجود وحدة عسكرية استيطانية تتدرب منذ قرابة السنة في منطقة غور الأردن، وتضم مجندين في جيش الاحتياط من سكان المنطقة، كانوا قد أنهوا الخدمة العسكرية في الوحدات القتالية ودوريات النخبة. وتم تشكيل هذه الوحدة بمبادرة من سكان بلدات الأغوار وبالتعاون مع الجيش: «بهدف الرد الأولي على أي عمل إرهابي في المنطقة»، على حد قولهم.
وقد ادعى رجال الوحدة، التي تحمل اسم «وحدة التعزيز العاجل» (اختصارها بالعبرية «يتام»)، أنهم اكتشفوا «الفجوة الأمنية الناشئة في المنطقة». وفي أعقاب توجههم إلى الجيش تولدت فكرة تأسيس الوحدة، التي تنتشر في كل منطقة الأغوار لتقديم الرد العاجل. وتضم هذه الوحدة اجيرين ومستقلين يعملون في مهن عدة. وقد أنهت هذه الوحدة، يوم أمس، تدريباتها النهائية وتحولت إلى وحدة عسكرية، تعمل على مدار الساعة في المنطقة، بعد أن تم تأهيلها لمواجهة التهديدات الإرهابية وفقاً لتوجيهات الاستخبارات العسكرية. ومجال عملها يمتد على طول منطقة وادي الأردن، لمسافة 250 كيلومتراً.
المعروف أن في منطقة الأغوار هذه، يعيش قرابة الـ8 آلاف و500 مستوطن، في 31 مستوطنة تتبع للاحتلال الإسرائيلي، 60 في المائة منهم يعملون في الزراعة أو في بعض الخدمات المساندة للقطاع الزراعي.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».