اجتماع للتحالف الدولي ضد «داعش» في بروكسل اليوم

TT

اجتماع للتحالف الدولي ضد «داعش» في بروكسل اليوم

بمشاركة وفود من دول عربية وإسلامية عدة، ينعقد في بروكسل اليوم الخميس اجتماع للدول المشاركة في التحالف الدولي ضد تنظيم «داعش». وأوضح الأمين العام لحلف «الناتو» ينس ستولتنبرغ، في تصريحات أمس، أن وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس سيرأس الاجتماع الذي تشارك فيه دول خليجية، على هامش اجتماع لوزراء دفاع دول حلف الأطلسي انطلق الأربعاء ويستغرق يومين.
وقالت مصادر دبلوماسية في بروكسل لـ«الشرق الأوسط» إن الأطراف التي حضرت إلى بروكسل للمشاركة في الاجتماع هي نفسها التي شاركت في الاجتماع المماثل الذي انعقد في فبراير (شباط) الماضي في مقر «الناتو» ببروكسل، ومنها البحرين والكويت والمغرب والسعودية والأردن والعراق، مشيرة إلى أن الأطراف التي حضرت الاجتماع الأخير أكدت «أهمية تحقيق نتائج ملموسة على الأرض تنتهي بالقضاء على (داعش)».
من جانبه، رحّب الأمين العام لحلف «الناتو» ينس ستولتنبرغ بالتقدم الذي أحرز في الحرب ضد «داعش» وتحرير معظم الأراضي التي كان يسيطر عليها التنظيم. وقال ستولتنبرغ في مؤتمر صحافي قبل اجتماع وزراء دفاع الحلف إن «(داعش) بدأ يفقد جميع أراضيه في كل من العراق وسوريا، بيد أنه يمكنه الإعداد لهجمات إرهابية ضد حلفاء (الناتو)». ولفت إلى أنه بحث خلال اجتماعه الأخير مع المبعوث الرئاسي الأميركي في التحالف الدولي لمكافحة «داعش» بريت ماكغورك سبل تقديم «الناتو» الدعم للتحالف، مشيراً إلى أن الحلف عضو كامل في هذا التحالف ويدرب القوات العراقية. كما دعا إلى «حوار بناء» بين قوات «البيشمركة» الكردية والحكومة العراقية، قائلاً إن أي تصعيد لأعمال العنف سيضعف المعركة ضد «داعش».
وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، قالت مصادر قريبة من الاجتماعات إن المشاركين فيها سيجرون تقييماً للوضع في أعقاب الهزائم المتتالية التي لحقت بـ«داعش» في العراق وسوريا، والخطة المستقبلية للتعامل مع التنظيم. وأضافت أن المشاركين سيؤكدون على رسالتهم التي وجههوها من قبل، وهي العمل المشترك والاتحاد لتحقيق الهدف وهو القضاء على التنظيم الإرهابي.
وقال بروكس تيغنر، المتخصص في شؤون «الناتو» بمجلة «جين» العسكرية الأسبوعية البريطانية، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: «أعتقد أن الاجتماع الأخير الذي انعقد في فبراير الماضي كان مختلفاً عما سبقه من اجتماعات مماثلة، لأنه جاء في ظل رئاسة وزير دفاع أميركي جديد وإدارة أميركية جديدة أعلنت من قبل عن ضرورة مساهمة أكثر فعالية لـ(الناتو) في الحرب ضد (داعش). وهناك الآن مؤشرات على قرب سقوط (داعش)، ولكن أخشى عودته مجدداً عبر الإنترنت أو ظهوره في أماكن أخرى غير سوريا والعراق».


مقالات ذات صلة

عملية للمخابرات التركية في القامشلي... وتدخل أميركي لوقف نار في منبج

المشرق العربي فصائل الجيش الوطني السوري الموالي لتركيا تدخل منبج (إعلام تركي)

عملية للمخابرات التركية في القامشلي... وتدخل أميركي لوقف نار في منبج

يبحث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في تركيا الجمعة التطورات في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي مواطنون من عفرين نزحوا مرة أخرى من قرى تل رفعت ومخيمات الشهباء إلى مراكز إيواء في بلدة الطبقة التابعة لمحافظة الرقة (الشرق الأوسط)

ممثلة «مسد» في واشنطن: «هيئة تحرير الشام» «مختلفة» ولا تخضع لإملاءات تركيا

تقول سنام محمد، ممثلة مكتب مجلس سوريا الديمقراطي في واشنطن، بصفتنا أكراداً كنا أساسيين في سقوط نظام الأسد، لكن مرحلة ما بعد الأسد تطرح أسئلة.

إيلي يوسف (واشنطن)
المشرق العربي مقاتلون من المعارضة في حمص يتجمعون بعد أن أبلغت قيادة الجيش السوري الضباط يوم الأحد أن حكم بشار الأسد انتهى (رويترز)

«داعش» يعدم 54 عنصراً من القوات السورية أثناء فرارهم

أعدم تنظيم «داعش» 54 عنصراً من القوات الحكومية في أثناء فرارهم في بادية حمص وسط سوريا، تزامناً مع سقوط الرئيس بشار الأسد.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي عنصر من المعارضة السورية المسلحة في حمص يحتفل بدخول العاصمة دمشق (إ.ب.أ)

الأردن ومخاوف من خلط أوراق المنطقة والخشية من فوضى سوريا

يبدي أمنيون أردنيون مخاوفهم من عودة الفوضى لمناطق سورية بعد الخروج المفاجئ للأسد إلى موسكو، وان احتمالات الفوضى ربما تكون واردة جراء التنازع المحتمل على السلطة.

محمد خير الرواشدة (عمّان)
المشرق العربي تمثل سوريا في حقبة ما بعد سقوط الأسد فرصة لتنظيم «داعش» (أ.ف.ب)

«داعش» سيسعى لاستغلال حالة الفوضى في سوريا

تمثل سوريا في حقبة ما بعد سقوط الرئيس السوري بشار الأسد فرصة لمسلحي تنظيم «داعش» المتطرف الذين قد يحاولون استغلال أي حالة من الفوضى.

«الشرق الأوسط» (باريس)

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.