واشنطن تدعو إلى تحرك أممي ضد إيران لتزويدها الحوثيين بالصواريخ

الانقلابيون يواصلون تهديداتهم... وطهران تعتبر الاتهامات الموجهة لها «مخالفة للواقع»

يمنيات ينتظرن لملء قنينات الغاز في صنعاء أمس (رويترز)
يمنيات ينتظرن لملء قنينات الغاز في صنعاء أمس (رويترز)
TT

واشنطن تدعو إلى تحرك أممي ضد إيران لتزويدها الحوثيين بالصواريخ

يمنيات ينتظرن لملء قنينات الغاز في صنعاء أمس (رويترز)
يمنيات ينتظرن لملء قنينات الغاز في صنعاء أمس (رويترز)

دعت الولايات المتحدة أمس إلى تحرك أممي ضد إيران لتزويدها المتمردين الحوثيين بصواريخ وانتهاكها لقرارات أممية.
وقالت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي في بيان إن «نظام طهران يؤكد مرة جديدة الازدراء بشكل كامل بالتزاماته الدولية». وأوضحت هايلي أن الاتهام يستند أساسا إلى معلومات سعودية حددت أصلا إيرانيا لصاروخ أطلق على السعودية في يوليو (تموز) 2017. وأوضح البيان أن هذا الصاروخ كان من نوع «قيام» ولم يكن مدرجا ضمن الأسلحة الموجودة في اليمن قبل بدء النزاع.
وشددت هايلي على أن قوات «الحرس الثوري» الإيراني، انتهكت، من خلال تزويدها هذا النوع من الأسلحة للميليشيات الحوثية، قرارين للأمم المتحدة في الوقت نفسه (2216 و2231)». وأضافت: «من كانت لديه معلومات عليه أن ينقلها لتحميل إيران مسؤولية دعمها للعنف والإرهاب في المنطقة والعالم. الولايات المتحدة ملتزمة القيام بكل شيء للتصدي لأعمال إيران المزعزعة للاستقرار ولن تغض النظر عن انتهاكات طهران الخطيرة للقانون الدولي». وتابعت: «إننا نشجع الأمم المتحدة والشركاء الدوليين على اتخاذ الإجراءات اللازمة لمساءلة النظام الإيراني عن هذه الانتهاكات».
يذكر أن القرارين الأمميين اللذين أشارت إليهما السفيرة الأميركية، يحظران على طهران توريد أو بيع أو نقل أسلحة خارج البلاد ما لم يوافق عليها مجلس الأمن الدولي مسبقا، والثاني يمنع توريد الأسلحة إلى الزعيم الحوثي عبد الملك الحوثي، والرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح ونجله و«أولئك الذين يتصرفون باسمهم أو بتوجيههم».
وجاءت الدعوة الأميركية إلى تحرك ضد إيران بعد إعلان السعودية أن قواتها اعترضت السبت الماضي فوق مطار الرياض صاروخا باليستيا أطلقه الحوثيون، ما أدى إلى سقوط شظايا منه في حرم المطار. والصاروخ هو الأول الذي يبلغ مداه العاصمة السعودية.
وأكدت قيادة التحالف من أجل دعم الشرعية في اليمن أول من أمس، احتفاظ السعودية بحقها في الرد على إيران «في الوقت والشكل المناسبين». وبعد اعتراض الصاروخ، قرر التحالف إغلاق منافذ اليمن الجوية والبحرية والبرية بشكل مؤقت، حيث منع كذلك دخول المساعدات تحت إشراف أممي رغم مناشدات الأمم المتحدة.
وأكد التحالف أن تحركه يهدف إلى «سد الثغرات الموجودة في إجراءات التفتيش الحالية والتي تسببت في استمرار تهريب تلك الصواريخ» إلى المتمردين.
بدورها، نفت إيران أمس الاتهامات السعودية لها بالمسؤولية عن تزويد الحوثيين بالصواريخ، إذ قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في اتصال هاتفي مع نظيره البريطاني بوريس جونسون إن ما تطرحه السعودية «مخالف للواقع وخطيرة»، حسبما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي. وندد ظريف أيضا بما سماه «الأعمال الاستفزازية التي تقوم بها الحكومة السعودية في المنطقة».
وواصل المتمردون الحوثيون تهديداتهم أمس عبر إصدار بيان زعموا فيها أن «إرادتهم لم تنكسر»، وتوعدوا بأن «كل المطارات والموانئ والمنافذ والمناطق ذات الأهمية بالنسبة لهم ستكون هدفا مباشرا للسلاح اليمني المناسب». وجاء في البيان الصادر عن «المجلس السياسي الأعلى» التابع للحوثيين «لن نقف مكتوفي الأيدي وسندرس خيارات أكبر وأشد حسما»، مشيرين إلى أنهم يريدون الحيلولة دون ما سموه «وقوع مزيد من حصار الشعب اليمني».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.