{حركة الشباب} الصومالية تعدم 4 متهمين بالتجسس

إطلاق عملية عسكرية بمشاركة «أميصوم» جنوب البلاد

صومالي يمر أمام موقع تفجير انتحاري ضرب وسط مقديشو الأسبوع الماضي (أ.ف.ب)
صومالي يمر أمام موقع تفجير انتحاري ضرب وسط مقديشو الأسبوع الماضي (أ.ف.ب)
TT

{حركة الشباب} الصومالية تعدم 4 متهمين بالتجسس

صومالي يمر أمام موقع تفجير انتحاري ضرب وسط مقديشو الأسبوع الماضي (أ.ف.ب)
صومالي يمر أمام موقع تفجير انتحاري ضرب وسط مقديشو الأسبوع الماضي (أ.ف.ب)

أعدمت حركة الشباب المتشددة في الصومال بالرصاص، أمس، 4 رجال متهمين بالتجسس، في عملية إعدام علنية سلطت الضوء على سيطرة المتشددين على مساحات واسعة من جنوب البلاد حتى في الوقت الذي تستعد فيه الحكومة لشن هجوم عليهم.
وقال محمد أبو عبد الله، حاكم منطقة جوبا التابعة لـ«الشباب»، عبر الهاتف: «أُلقي القبض على الرجال الأربعة قبل أسابيع، وأُعدموا علناً بعد حكم المحكمة في أعقاب اعترافهم بالتجسس». وأضاف: «كان اثنان منهم يتجسسان لصالح الحكومة الإثيوبية، بينما كان الآخران يتجسسان لصالح مخابرات الحكومة الصومالية».
وذكر أن الرجال أُعدموا في بوالي، عاصمة جوبا الوسطى، وهي منطقة يخضع معظمها لسيطرة «الشباب»، وتقع إلى الجنوب من العاصمة مقديشو.
في المقابل، زار، أمس، الرئيس الصومالي محمد عبد الله فرماجو، مقر وزارة الدفاع بالعاصمة مقديشو، حيث تلقى -وفقاً لبيان رسمي- شرحاً مفصلاً عن العمليات الأمنية الجارية في البلاد، وكذلك الاستعدادات المكثفة التي تجريها قوات الجيش لشن هجوم موسع ضد ميليشيات «الشباب» المتمردة التي تعرقل الأمن والسلام.
ودعا فرماجو قواته إلى العمل بكل صدق وإخلاص وتفانٍ في أداء واجبهم الوطني من أجل كسب ثقة المواطنين، كما دعا الشعب إلى الوقوف بجانب قواته المسلحة الوطنية لتطهير ما تبقى من العناصر الإرهابية في البلاد.
كما أعلنت القوات الصومالية وقوات بعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال «أميصوم» عن إطلاق عملية أمنية كبيرة لطرد مسلحي حركة الشباب من منطقة شابيلي الوسطى جنوب الصومال.
وقال إسرائيل كاهيرو باغندا، قائد كتيبة المشاة الـ11 بقوة الدفاع الشعبي الأوغندية، إن العملية أُطلقت لتأمين طرق الإمدادات الرئيسية في المنطقة.
وأوضح في بيان صدر نقلته وكالة «شينخوا» الصينية: «هدف العملية هو ضمان التخلص من عناصر الشباب من هذه المناطق العامة، وبالطبع كما تعرفون، فإن قوات بعثة الاتحاد الأفريقي موجودة هنا لدعم قوات الأمن الوطني الصومالية التي تتحرك أمامنا في هذه العملية».
وأضاف باغندا أن العملية ستستمر لضمان تأمين طرق الإمدادات الرئيسية التي تربط المنطقة بمقديشو، للسماح بحرية حركة البضائع والخدمات.
وأوضح أن العملية ستعمل أيضاً على تحسين الوضع الأمني في المناطق المجاورة لتمكين السكان من العيش في سلام، وأن الجنود مصممون على تحقيق الأمن في الصومال وأنهم لعبوا دوراً رئيسياً في عملية تحقيق الاستقرار في البلاد.
وتابع قائلاً: «باستطاعتي أن أقول إن قوات الجيش الوطني الصومالي على الطريق الصحيح. معنوياتهم مرتفعة للغاية حتى الآن، وهذا ما يجعلهم قادرين على التحرك أمامنا، وأي شيء نقوم به هو من أجل دعمهم».
وتأتى العملية في أعقاب تلقي معلومات بأن مقاتلي جماعة الشباب يعملون على زعزعة الاستقرار في المناطق على طول طريق أفجوي - باليدوجل، وبشكل أساسي حول طريق إيلاشا بيياها – مقديشو، والمناطق المحيطة.
وقالت وكالات المساعدات إن الحالة المتدهورة لطرق الإمدادات الرئيسية جنوب - وسط الصومال هيأت الظروف لجماعة «الشباب» للاستمرار في نصب الأكمنة واستخدام العبوات الناسفة ضد قوافل بعثة الاتحاد الأفريقي والجيش الوطني الصومالي.
يشار إلى أن قوات بعثة الاتحاد الأفريقي نجحت في طرد جماعة «الشباب» من مناطق واسعة في البلاد، ومنها بعض المدن الرئيسية في الصومال.
من جهة أخرى، قُتل 7 أشخاص على الأقل في تفجيرين، أمس، في مالي، بينما ألغى رئيس الوزراء زيارةً إلى بلدة في وسط البلاد بعد اصطدام آلية أُرسلت لحماية وفده بلغم.
وتحدث مسؤولون في الشرطة والإدارة في شمال البلاد المضطرب عن انفجار لغم بحافلة، أول من أمس، أدى إلى مقتل 4 أشخاص على الأقل.
وقال مسؤول عسكري في منطقة غاو المركزية في المنطقة: «اصطدمت حافلة بلغم قرب أنسونغو»، البلدة الصغيرة التي تبعد نحو 100 كيلومتر عن غاو، مؤكداً مقتل «4 مدنيين على الأقل بينهم فتاة. كما سقط جرحى».
وأضاف مسؤول محلي: «الجهاديون هم مَن زرعوا العبوة لترهيب السكان المحليين المتهمين بتزويد قوى الأمن بالمعلومات».
وفي وسط البلاد قُتل 3 مدنيين على الأقل في هجوم استهدف شاحنتين مؤجرتين لبعثة حفظ السلام الأممية في مالي، وصرح مسؤول بأن «المهاجمين الجهاديين أحرقوا الشاحنتين»، مضيفاً أن سائق إحداهما بين القتلى.
وألغى رئيس الوزراء عبد الله إدريسا مايغا زيارة إلى قرية نيافونكي في وسط البلاد، بعد انفجار لغم في إحدى آليات الأمن التي أُرسلت لحماية وفده، على ما أعلن مسؤولون وسكان.
وصرح مسؤول من محافظة تمبكتو بأن «جندياً فقد ساقاً، وأصيب اثنان غيره بكسور»، مشيراً إلى العثور على 3 ألغام أخرى في موقع الانفجار، معلناً إلغاء رئيس الوزراء زيارته «كإجراء وقائي».
وسيطر إسلاميون متطرفون متصلون بـ«القاعدة» على الصحراء شمال مالي في بدايات 2012 بعد طرد المتمردين الطوارق منها، قبل أن تطردهم منها حملة عسكرية بقيادة فرنسية انطلقت في يناير (كانون الثاني) 2013.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».