وثائق «أبوت آباد»: حمزة الوجه الجديد لـ«القاعدة»

خيرية صابر زوجة بن لادن كانت من أقرب مستشاريه وساعدته في صياغة الكثير من خطاباته الدعائية

لقطة من حفل زفاف حمزة بن لادن (وسط) في إيران أفرجت عنها «سي آي إيه» («الشرق الأوسط»)
لقطة من حفل زفاف حمزة بن لادن (وسط) في إيران أفرجت عنها «سي آي إيه» («الشرق الأوسط»)
TT

وثائق «أبوت آباد»: حمزة الوجه الجديد لـ«القاعدة»

لقطة من حفل زفاف حمزة بن لادن (وسط) في إيران أفرجت عنها «سي آي إيه» («الشرق الأوسط»)
لقطة من حفل زفاف حمزة بن لادن (وسط) في إيران أفرجت عنها «سي آي إيه» («الشرق الأوسط»)

ظهر وجه الشاب اليافع حمزة بن لادن، النجم الصاعد الجديد في تنظيم القاعدة الإرهابي والنجل المفضل للزعيم الأسبق والعقل المدبر للتنظيم أسامة بن لادن، في مقطع فيديو جديد أفرجت عنه وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية في الآونة الأخيرة.
ولقد لعب حمزة دورا فاعلا في الجهود الدعائية التي أشرف عليها تنظيم القاعدة في السنوات الأخيرة، غير أنه التزم جانب الظل عازفا عن الظهور في المجال العام. وهو أشبه ما يكون، ولدرجة لافتة للنظر، قريبا من ملامح والده الراحل. وتظهر مقاطع الفيديو التي نشرتها وكالة الاستخبارات الأميركية (سي آي إيه) شابا يافعا تربى على أيدي كبار رجال القيادة العليا في التنظيم الإرهابي، كي يتولى دور والده الراحل من حيث إدارة وتوجيه أنشطة التطرف والدعاية الخاصة بالتنظيم الإرهابي.
ويعد مقطع الفيديو المشار إليه جزءا من مجموعة كبيرة من المواد التي تم العثور عليها خلال الغارة التي شنتها القوات الخاصة الأميركية على مخبأ أسامة بن لادن في باكستان عام 2011، وتعمل مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات في الوقت الراهن على تحليل مقاطع الفيديو والوثائق التي أفرجت عنها الاستخبارات الأميركية.
ويقول خبير مكافحة الإرهاب بيل روجيو، الزميل البارز لدى المؤسسة، مصرحا لمجلة «نيوزويك»: «من الواضح تماما في مقطع الفيديو المشاهد أنه يجري إعداده لتولي قيادة التنظيم. كما أنه يرافقه عدد من كبار قادة التنظيم في ذلك الفيديو، ويبدو أنه يحظى باهتمام كبار رجال القاعدة. إنها المرة الأولى التي نشاهد فيها ذلك الشاب اليافع».
وكانت والدة حمزة بن لادن، والمعروفة باسم خيرية صابر، هي الزوجة المفضلة لأسامة بن لادن. وكانت من أقرب مستشاريه، وهي التي ساعدت الزعيم الإرهابي في صياغة الكثير من خطاباته الدعائية المطولة، بحسب وثائق «أبوت آباد». ومن المتوقع لذرية هذين الشخصيتين البارزتين في عالم الإرهاب أن تضطلع الآن بدورها القيادي الجديد فيما يمكن أن تعتبر الجهود الجديدة لتوحيد الحركة الجهادية العالمية، على حد قول الخبراء.
فى مذكرات بن لادن، التي أفرجت عنها الأربعاء الماضي المخابرات الأميركية، دون أسامة بن لادن أنه يحتاج إلى نقل أفكاره حول «الثورات العربية» إلى نجله حمزة، الذي من المفترض أن يذهب إلى قطر، مادحا قطر وقائلا: «ثبت أنها هي الجهة المؤهلة لتحمل هذه المسؤوليات، وهي الجهة الأسلم لتلافى الأزمات».
وتظهر يوميات بن لادن التي جاءت في 228 صفحة، وكتبت بخط يده وأحيانا بخط إحدى ابنتيه، وعثرت عليها المخابرات الأميركية خلال الغارة التي قادتها على منزل أسامة بن لادن في منطقة أبوت آباد في باكستان التي أدت إلى مقتله، وذلك في مايو (أيار) من عام 2011، اهتمام بن لادن المطلق بثورات الربيع العربي التي احتلت أحداثها أغلب المذكرات، وكذلك اهتمامه البالغ بالثورة الليبية ودعمه بعض الفصائل المقاتلة هناك، وتواصله مع أفراد مجموعاته المختلفة أثناء الثورات.
وتفرج المخابرات الأميركية ما بين فترة وأخرى عن مجموعة من الوثائق التي عثرت عليها في منزل بن لادن بأبوت آباد، وفقا لأولويات أمنها القومي.
ويقول علي صوفان، المدير التنفيذي لمجموعة صوفان المعنية بشؤون الاستخبارات والأمن ومؤلف كتاب بارز عن شخصية حمزة بن لادن، لـ«نيوزويك»: «بعد مقتل والده في عام 2011، بدأ حمزة شيئا فشيئا في إطلاق الرسائل الدعائية، وأصبحوا يخلعون عليه الآن لقب (الشيخ)، وهو المصطلح المفضل لديهم لأصحاب القيادة في التنظيم. وكان الاسم نفسه الذي أطلقوه على والده من قبل».
وتربى حمزة بن لادن على أيدي كبار رجال تنظيم القاعدة أثناء ما كان والده مختبئا ومتواريا عن الأنظار. وكانت والدته، في الأثناء ذاتها، تؤهله وتدفعه دفعا حثيثا لتلقي العلوم الدينية على أسس أفكار ومعتقدات تنظيم القاعدة. وطلب أسامة بن لادن من أعوانه ومستشاريه أن يشملوا نجله حمزة بمزيد من الرعاية والاهتمام، وكانت ردود الفعل التي تلقاها إثر ذلك إيجابية وممتازة.
وكان حمزة بن لادن، الذي يقارب الثلاثين من عمره الآن، قد أمضى العام الماضي تقريبا في إطلاق الرسائل الصوتية الداعية التي تدعو أنصار وأتباع التنظيم إلى استهداف اليهود والأميركان والغربيين والروس. كما أنه حض أتباعه على شن الهجمات الإرهابية المنفردة باستخدام جميع الوسائل المتاحة لديهم.
ويقول حمزة بن لادن في مقطع فيديو أصدرته مجموعة «سايت» المعنية بشؤون الاستخبارات، إن «استطعتم الحصول على سلاح ناري، فهو خير لكم، وإن لم تستطيعوا، فالخيارات أمامكم كثيرة». ويظهر مقطع الفيديو، الذي صدر يوم الأربعاء الماضي، حمزة بن لادن أثناء حفل زفافه إلى سيدة يقول الخبراء إنها كريمة أحد كبار رجال تنظيم القاعدة. وكانت مراسم حفل الزفاف قد تمت في إيران عام 2009 عندما كان أسامة بن لادن لا يزال على قيد الحياة، غير أن الزعيم الأسبق لتنظيم القاعدة لم يحضر حفل زفاف نجله بسبب أنه كان مختبئا عن الأنظار وقتذاك. وفي سني الطفولة، كان حمزة دائما ما يظهر في الصور الفوتوغرافية وهو يحمل أسلحة والده الشخصية ويشترك في مختلف التدريبات العسكرية. وذكرت التقارير الإخبارية أنه كان برفقة والده عندما وقعت هجمات الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) الإرهابية على الولايات المتحدة الأميركية في عام 2001.



هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».