جنرال إسرائيلي في عمان لتسوية أزمة السفارة

سلطات الأردن تصر على محاكمة الحارس القاتل أولاً

TT

جنرال إسرائيلي في عمان لتسوية أزمة السفارة

كشفت مصادر سياسية في تل أبيب أمس، أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أرسل الجنرال يوآف مردخاي، منسق الإدارة المدنية للجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية، إلى العاصمة الأردنية عمان سراً قبل أيام، في محاولة لتطويق الأزمة السياسية الناجمة عن جريمة قتل مزدوج ارتكبها ضابط في سفارة إسرائيل، وراح ضحيتها طبيب وعامل أردنيان.
وعلى الرغم من تأكيد الطرفين أنهما غير معنيين بتصعيد الموقف أو تشديد الأزمة، فإن السلطات الأردنية أوضحت للمبعوث الإسرائيلي أن الحكومة الأردنية لن توافق على إعادة فتح السفارة إلا إذا قامت إسرائيل بتحقيقات جدية تفضي إلى محاكمة الضابط الإسرائيلي زيف مويال، الذي قتل المواطنين الأردنيين البريئين، واعتذر رئيس الوزراء عن استقباله الاحتفالي لهذا الضابط.
وكانت الأزمة الدبلوماسية قد نشبت بين البلدين في يوليو (تموز) الماضي، عندما أقدم الضابط المذكور على قتل العامل الأردني محمد جواودة، الذي كان يركب خزانة داخل بيته المحاذي للسفارة الإسرائيلية في عمان، وقتل الطبيب بشار حمارنة، صاحب البيت الذي حضر لفك الخلاف، وادعى الضابط أنه كان يدافع عن نفسه، وأن العامل حاول طعنه بالسكين لكونه يهودياً، تأثراً بالأحداث المتوترة التي سادت وقتها في المسجد الأقصى المبارك. لكن شهود عيان أردنيين أكدوا أن الخلاف لم يكن سياسياً، وأن الشجار بين العامل والضابط نشب بسبب خلاف عمل بينهما، موضحين أن الضابط الإسرائيلي قتل الطبيب صاحب البيت دون سبب.
ومباشرة بعد الجريمة، طوقت قوات الأمن الأردنية السفارة لنحو يومين، وسمحت بإخلاء السفارة وطواقمها بتدخل من الإدارة الأميركية وبعد تعهد إسرائيل بإجراء محاكمة عادلة للقاتل. لكن نتنياهو أجرى استقبالاً احتفالياً للقاتل في مقر رئاسة الحكومة، وهو ما اعتبره الأردنيون استفزازاً لهم واستهتاراً بحياة مواطنيهم. ومنذ ذلك الوقت، ظلت السفارة مغلقة. كما رفضت الأردن عودة السفيرة عنات شلاين إليها، وطالبت بتغييرها بدبلوماسي آخر، باعتبارها شخصية لم يعد مرغوباً بها في الأردن، وأصرت على أن يتم تحقيق جدي مع الضابط ومحاكمته بتهمة القتل.
وأكد الدكتور محمد المومني، الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية، أكثر من مرة أن موقف الأردن ثابت وصارم فيما يتعلق بإعادة فتح السفارة الإسرائيلية في عمان، مشدداً على أن السفارة لن تفتح حتى تنصاع إسرائيل للقانون الدولي.
وحسب مصادر إسرائيلية، فإن الملك عبد الله الثاني توجه إلى الجالية اليهودية في الولايات المتحدة، طالباً ممارسة ضغوط على الحكومة الإسرائيلية من أجل استنفاذ التحقيق مع حارس السفارة الإسرائيلية بعمان الذي قتل المواطنين الأردنيين. لكن بعض العقبات التي تقف أمام تسوية الخلاف هي إصرار إسرائيل على أن التحقيق الخاص الذي أجراه جهاز مخابراتها «الشاباك»، خلص إلى أن «حارس الأمن تعرض لهجوم بدافع قومي من قبل عامل الأثاث، وبالتالي تصرف كما هو متوقع للدفاع عن النفس، وعليه لا يمكن تقديمه للمحاكمة».
وما زاد الطين بلة أن الحكومة الإسرائيلية اليمينية تتصرف في الموضوع باستعلاء بارز، ولا تبدي انفعالاً من هذه المطالب والتطورات، وتسرب تصريحات إلى الصحف بأن «الأردن يعرف أنه يحتاج إلى إسرائيل»، وبالتالي فهم على يقين من أنه «سوف تتاح له الفرصة للنزول من الشجرة التي تسلقها».
لكن مصادر أخرى قالت إنه «إذا لزم الأمر، ستوافق إسرائيل على الاعتذار من أجل تخفيف احتواء وإنهاء الأزمة، وقد توافق على محاكمة الضابط بتهمة القتل غير المتعمد»، وأكدت أن مردخاي نقل هذا الاقتراح إلى عمان، وأن إسرائيل تنتظر الرد.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.