اعترضت تركيا على المناورات العسكرية المشتركة بين مصر واليونان في جزيرة رودوس اليونانية، التي تجرى تحت اسم «ميدوزا - 5»، ووصفتها بأنها خرق واضح للقوانين الدولية.
وذكرت الخارجية التركية، في بيان، أنها تلقت من مصادر عسكرية أن مصر واليونان تجريان مناورات هجومية برمائية مشتركة في جزيرة رودوس في الفترة ما بين 3 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي و4 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي (اليوم السبت)، لافتة إلى أن معاهدة باريس للسلام الموقعة عام 1947 تنص على حظر كل أنواع التدريبات العسكرية في رودوس التي تخلت عنها إيطاليا لصالح اليونان بشرط نزع السلاح منها.
وأضاف البيان أن تركيا أبلغت تحذيراتها بخصوص المناورات المذكورة إلى السفارة اليونانية بأنقرة. وتمّ التذكير بضرورة الابتعاد عن الأنشطة أحادية الجانب التي تزيد من حدة التوتر في بحر إيجة.
وتابع «نشدد على توقعاتنا حول ابتعاد جارتنا اليونان عن القيام بأنشطة معادية ومخالفة للقوانين الدولية، وندعو الأطراف لعدم المشاركة في هذه الخروقات». وأعلن الجيش المصري، الثلاثاء الماضي، وصول عناصر من قواته البحرية والجوية إلى اليونان للمشاركة في التدريب العسكري «ميدوزا - 5»، الذي تجرى فعالياته لعدة أيام، ولم يحدد تاريخ انطلاق التدريب المشترك أو مدته الزمنية، مشيراً إلى أنه يتضمن «تخطيط وإدارة العمليات البحرية، وتنفيذ تشكيلات إبحار نهاراً وليلاً، وتنفيذ عمليات الاعتراض البحري، وحق الزيارة والتفتيش للسفن المشتبه بها، وتنفيذ إجراءات البحث والإنقاذ، وتدريب أطقم الوحدات البحرية على تنفيذ التمارين المختلفة بالبحر».
وأجرت مصر واليونان تدريبات عسكرية مشتركة، منذ ديسمبر (كانون الأول) 2015، أحدثها على سواحل البحر المتوسط في أغسطس (آب) الماضي، بهدف تنسيق الجهود والعمل لمواجهة التحديات المتنامية بمنطقة البحر المتوسط.
وفي 2 أكتوبر الماضي، أعلن وزير الدفاع اليوناني بانوس كامينوس أن بلاده ستشارك في تدريبات عسكرية مشتركة ستجرى قريباً مع سلاح الجو المصري، إضافة إلى دول أخرى، بهدف تعزيز استقرار الوضع الأمني في منطقة الشرق الأوسط.
وتجدد التوتر بين تركيا واليونان منذ أشهر على خلفية زيارة قام بها وزير الدفاع اليوناني بانوس كامينوس إلى جزيرة أغاثونيسي المتنازع عليها في بحر إيجة، وصفتها أنقرة بـ«الاستعراضية»، قائلة إنها لن ترد بالمثل.
وتتنازع اليونان وتركيا، العضوان في حلف شمال الأطلسي (ناتو) السيادة على عدد من الجزر في بحر إيجة، وكادت الأمور تصل عام 1996 إلى حد اندلاع حرب بين البلدين.
ومن المنتظر أن يقوم الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بزيارة لليونان في ديسمبر (كانون الأول) المقبل. ووصف نائب رئيس الوزراء التركي هاكان جاويش أوغلو الزيارة المرتقبة بـ«التاريخية» قائلاً إنها ستكون بمثابة استكمال للمباحثات رفيعة المستوى المستمرة منذ فترة بين الجانبين لتطوير العلاقات. وقال المسؤول التركي للصحافيين، أمس الجمعة، عقب زيارة رسمية أجراها إلى العاصمة أثينا لإجراء مباحثات ولقاءات مع مسؤولي البلاد، مشيراً إلى أن زيارة إردوغان لليونان تكتسب أهمية تاريخية كبيرة، كونها أول زيارة على مستوى رئاسة الجمهورية التركية لليونان منذ 52 عاماً. ولفت إلى وجود تعاون مهم وكبير بين أنقرة وأثينا في مجالات الاقتصاد والسياحة والطاقة، وقد يتم اتخاذ خطوات تتعلق بتعزيز التعاون بين البلدين ضمن هذا الإطار خلال مباحثات إردوغان في اليونان. وشدّد جاويش أوغلو على «أهمية المباحثات الرفيعة المتزايدة بين البلدين خلال الآونة الأخيرة، بالنسبة لتطوير التعاون الثنائي».
وتطرق إلى الاجتماع الخامس لمجلس التعاون رفيع المستوى بين البلدين المقرر انعقاده في مدينة سلانيك اليونانية في فبراير (شباط) المقبل، لافتاً إلى وجود أهداف مشتركة بين البلدين مثل إنشاء خط لنقل المسافرين والحمولات بين إزمير وسلانيك، وخط قطار سريع بين إسطنبول وسلانيك.
أنقرة تعترض على مناورات عسكرية مصرية ويونانية في رودوس
إردوغان يزور اليونان كأول رئيس تركي منذ 52 عاماً
أنقرة تعترض على مناورات عسكرية مصرية ويونانية في رودوس
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة