الإعلان عن «حكومة الإنقاذ» شمال سوريا

TT

الإعلان عن «حكومة الإنقاذ» شمال سوريا

أعلن محمد الشيخ، رئيس «حكومة الإنقاذ» في الشمال السوري بعد تكليفه من الهيئة التأسيسية المنبثقة عن المؤتمر السوري العام بتشكيلها. وفي وقت انقسمت الآراء بشأن هذه الحكومة التي اعتبر البعض أن هدفها هو تلميع صفحة «هيئة تحرير الشام» شدّد أحد وزرائها أنها ستكون على مسافة واحدة من جميع الفصائل بما فيها «هيئة تحرير الشام» وأن أحد أهدافها الأساسية هي توحيد الفصائل تحت راية واحدة بعد حلّ نفسها.
وأوضح وزير الإسكان والإعمار المعين في الحكومة ياسر النجار لـ«الشرق الأوسط» ليس هدفنا الوقوف في وجه أي طرف أو نسف أي جسم أيا كانت مرجعيته لكن هدفنا سد الفراغ في الداخل السوري والخروج من المأزق والانقسام الذي تعيشه سوريا بشكل عام والشمال بشكل خاص سياسيا وعسكريا، والوقوف على هموم السوريين في الداخل وتحسين وضعهم بعدما بات رصيد الائتلاف الوطني السوري في الداخل كما حضوره شبه معدوم. ونفى النجار الاتهامات التي تضع هذه الحكومة في خانة «تلميع صورة جبهة النصرة» قائلا: «نحن على مسافة واحدة من الجميع وهدفنا أن نكون جهة محايدة لجمع الأفرقاء وليس تفريقهم»، مضيفا: «وتعيين العقيد رياض الأسعد في موقع نائب رئيس الحكومة لشؤون الدفاع هو أكبر دليل على ذلك، وهو الذي أكّد أنه سيعمل على جمع كل الفصائل لتكون تحت راية واحدة بعد حلّ نفسها»، وقال: «آلاف المقاتلين في تحرير الشام هم أولادنا ولا بد من التواصل معهم كما مع جميع الفصائل».
وفي حين وصف مصدر في المعارضة في إدلب، «حكومة الإنقاذ» بمحاولة لإظهار «جبهة النصرة» في صورة مدنية بعد كل التهديد الذي تتعرض له وبالتالي منع المواجهة بينها وبين تركيا، أكّد مصدر في «الجيش الحر» لـ«الشرق الأوسط»: «إن كل الأسماء الموجودة في الحكومة ليست محسوبة على النصرة وبعضهم كان في صفوف المعارضة والائتلاف لكن المشكلة هي في عدم انسجامهم مع الائتلاف والحكومة المؤقتة»، مضيفا: «حاولوا تحدي الائتلاف عبر تشكيل هذه الحكومة لكن لو عمدوا إلى الظهور بصورة مجالس أو هيئة مدنية كان يمكن التعاون والتنسيق معهم أما وبعد هذه الخطوة فقد بات هذا الأمر صعبا خاصة أن الائتلاف الذي تنبثق عنه الحكومة المؤقتة والهيئة العليا التفاوضية هو الجهة الأساسية التي تمثل المعارضة».
وجاء الإعلان عن الحكومة بعد إجراء المؤتمر السوري العام والذي انبثقت عنه هيئة تأسيسية وجرى التحضير بعدها لحكومة الإنقاذ الوطني. ونقل المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مصادر قولها إن الحكومة المؤقتة تعارض التدخل التركي - الروسي - الإيراني في الداخل السوري، كما تعارض الاقتتال بين الفصائل والحركات العاملة على الأرض السورية، في حين أشارت مصادر لـ«شبكة شام» المعارضة أن هذه الحكومة ستتولى إدارة المناطق المحررة في إدلب وريفها بما فيها معبر باب الهوى، بالتزامن مع استكمال دخول القوات التركية لانتشارها في المنطقة ضمن اتفاق خفض التصعيد.
وتضمنت أسماء الحكومة إضافة إلى رئيسها محمد الشيخ والعقيد رياض الأسعد، في منصب نائب رئيس الحكومة لشؤون الدفاع، العميد أحمد نوري وزيراً للداخلية، إبراهيم محمد شاشو وزيراً للعدل، أنس محمد بشير الموسى وزيراً للأوقاف، جمعة العمر وزيراً للتعليم العالي محمد جمال الشحود وزيراً للتربية فايز أحمد الخليف وزيراً للزراعة عبد السلام الخلف وزيراً للاقتصاد، محمد علي عامر وزيراً للشؤون الاجتماعية والمهجرين، ياسر النجار وزيراً للإسكان والإعمار، فاضل طالب وزيراً للإدارة المحلية، أحمد الجرك وزيراً للصحة.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».