رئيس لجنة العمليات الخارجية بالكونغرس: مصر حليف قوي في محاربة الإرهاب

وفد البرلمان المصري أكد جاهزية المطارات لاستقبال وفود السياح

TT

رئيس لجنة العمليات الخارجية بالكونغرس: مصر حليف قوي في محاربة الإرهاب

وصف هارولد هال روجرز، رئيس لجنة اعتماد العمليات الخارجية بمجلس النواب الأميركي، مصر بالشريك الذي لا غنى عنه للولايات المتحدة الأميركية، والحليف القوي في محاربة الإرهاب، وشدد خلال لقائه أمس مع وفد برلماني مصري رفيع المستوى يزور أميركا حالياً، على أهمية استمرار المساعدات العسكرية الأميركية لمصر.
من جانبه، أكد الوفد المصري على الإجراءات الأمنية العالمية الأخيرة التي تم تنفيذها في المطارات المصرية، حتى أصبحت من بين أكفأ المطارات في العالم من الناحية الأمنية، وجاهزة لاستقبال وفود الدول السياحية.
وفي إطار لقاءاته التي يعقدها على هامش زيارته على رأس وفد برلماني للولايات المتحدة التقى الدكتور على عبد العال، رئيس مجلس النواب (البرلمان) في مصر، وأعضاء الوفد البرلماني، بهارولد هال روجرز. وأكد رئيس مجلس النواب المصري خلال اللقاء أهمية العلاقات المصرية والأميركية لكلا البلدين، واصفاً إياها بالاستراتيجية، وأعرب عن تقديره لدور الكونغرس الأميركي في تعزيز العلاقات بين البلدين، ولا سيما في ملف المساعدات بشقيها الاقتصادي والعسكري.
ومن جانبه، وصف روجرز مصر بالشريك الذي لا غنى عنه للولايات المتحدة الأميركية والحليف القوى في محاربة الإرهاب.
وأكد الوفد المصري أهمية تفهم الجانب الأميركي لأهمية استمرار المساعدات الأميركية دون المساس بثوابتها، وشدد عبد العال على ضرورة عدم ربط المساعدات الأميركية بالمشروطية السياسية.
وكانت مصر قد وقّعت مع الولايات المتحدة اتفاقيات تعاون اقتصادي جديدة نهاية سبتمبر (أيلول) الماضي، تتضمن تعديلات للمساعدات الثنائية، بقيمة تزيد على 121 مليون دولار أميركي، فيما بدا أنه مسعى منهما لتجاوز الآثار السلبية لقرار واشنطن خفض قيمة المعونة السنوية المقدمة إلى مصر أغسطس (آب) الماضي.
وكانت الحكومة الأميركية قد قررت في أغسطس تعليق 95.7 مليون دولار من المساعدات المقدمة إلى مصر، وتأجيل أخرى قيمتها 195 مليونا، بسبب ما اعتبرته «إخفاق مصر في إحراز تقدم في ملفي احترام حقوق الإنسان والديمقراطية»؛ وهو ما أثار ردود فعل غاضبة في مصر، وتلويحاً بانعكاسات سلبية على العلاقات بين البلدين. وخلال لقائه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي سبتمبر الماضي، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إن «الولايات المتحدة ستدرس استئناف بعض المساعدات المعلقة لمصر».
في السياق ذاته، أكد الوفد البرلماني المصري على الإجراءات الأمنية العالمية الأخيرة التي تم تنفيذها في المطارات المصرية، وعلى جاهزيتها لاستقبال الوفود السياحية للدول، وذلك خلال لقائه بأعضاء غرفة التجارة الأميركية بواشنطن. وأشار كوش شوكسي، مساعد المدير التنفيذي للغرفة، إلى أن مصر شريك تجاري مهم للولايات المتحدة، مشيداً بالجهود الجادة التي تقوم بها مصر في مجال الإصلاح الاقتصادي لكي تكون البيئة الاقتصادية في مصر أكثر استقراراً، وجاذبة للاستثمارات الأجنبية.
وكانت موسكو ودول أخرى قد علقت رحلات الطيران إلى مصر في نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2015، وذلك بعد شهر من تحطم طائرة روسية فوق شبه جزيرة سيناء، عقب إقلاعها من مطار شرم الشيخ، يرجح أنه نتيجة عمل إرهابي، بينما أعلن تنظيم داعش المتشدد مسؤوليته عن الحادث الذي أودى بحياة جميع ركابها الـ217، وأفراد طاقمها السبعة.
وعقب تلك الحادثة طالبت روسيا الجانب المصري بتعزيز تدابير الأمن في مطاراته، وتم تشكيل لجان عمل مشتركة، بما في ذلك خبراء من روسيا متخصصون في مجال أمن المطارات.
وتقول مصر إن مطاراتها استعدت منذ فترة كبيرة لاستقبال الوفود الروسية، مشددة على أن الأنظمة الأمنية التي تم تركيبها واتباعها في المطارات تفوق المطارات العالمية.
في غضون ذلك، أكد رئيس مجلس النواب في مصر، أن العلاقات المصرية - الأميركية لها تاريخ طويل، موضحا أنه لا يمكن فصل السياسة عن الاقتصاد، واستعرض في هذا السياق أهم التشريعات التي أصدرها مجلس النواب في إطار خطة الإصلاح الاقتصادي، مثل قانون الاستثمار وقانون القيمة المضافة، وبعض الإجراءات الأخرى، مثل تحرير سعر الصرف وتحرير أسعار الطاقة، وهي كلها أمور كانت محل إشادة من جانب المؤسسات الاقتصادية العالمية، وفي مقدمتها البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، لافتاً إلى أهمية تحقق الاستقرار السياسي والأمني في مصر، وحاجة البلاد إلى المزيد من الشركات الأجنبية، وبخاصة الأميركية للاستثمار في مصر.
وتطرقت المباحثات إلى أهمية تطبيق اتفاقية التجارة الحرة بين البلدين، كما شملت أهمية تنشيط السياحة الأميركية إلى مصر في ضوء ما تتمتع به الأخيرة بنحو 1400 نقطة سياحية جاذبة للسياح الأميركيين.



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».