استمرار الفتور في سوق العقارات الصينية

وزير الإسكان: المبيعات ستتباطأ حتى نهاية العام

تواصل الحكومة الصينية تدابير تهدئة السوق لتفريغ ما وصفته بفقاعات الأصول
تواصل الحكومة الصينية تدابير تهدئة السوق لتفريغ ما وصفته بفقاعات الأصول
TT

استمرار الفتور في سوق العقارات الصينية

تواصل الحكومة الصينية تدابير تهدئة السوق لتفريغ ما وصفته بفقاعات الأصول
تواصل الحكومة الصينية تدابير تهدئة السوق لتفريغ ما وصفته بفقاعات الأصول

أظهرت بيانات رسمية في الصين استمرار الفتور بسوق العقارات الصينية، بعد ما انخفضت أسعار المنازل وسجلت تباطؤاً في النمو بالمدن الرئيسية وسط سياسات حكومية مشددة.
وقالت مصلحة الدولة للإحصاء إنه على الأساس السنوي للمدن الـ70 التي شملها المسح في سبتمبر (أيلول) الماضي، تباطأت وتيرة النمو في أسعار المنازل الجديدة في 15 مدينة مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي.
وعلى أساس شهري، انخفضت أسعار المنازل الجديدة أو ظلت مستقرة في 15 مدينة خلال سبتمبر وفقاً لبيانات المصلحة، إذ انخفضت أسعار المساكن الجديدة والمستعملة في مدن الدرجة الأولى في البلاد بنسبة 0.2 في المائة، مقارنة بالشهر السابق، بينما ارتفعت أسعار المنازل الجديدة في مدن الدرجة الثانية بنسبة 0.2 في المائة على أساس شهري، بالتساوي مع النمو في أغسطس (آب) الماضي.
وفي المدن الصغيرة من الدرجة الثالثة، ارتفعت أسعار المنازل الجديدة والمستعملة بنسبة 0.2 و0.3 في المائة على التوالي، أي أقل من النمو في الشهر السابق.
ويعد هذا هو الشهر الثاني عشر على التوالي للتباطؤ في نمو المنازل الجديدة والمستعملة في مدن الدرجة الأولى مقارنة مع العام الماضي.
وقال وزير الإسكان الصيني إن مبيعات العقارات ستتباطأ في الربع الأخير من العام، وإن الأسعار ستظل مستقرة، مشيراً إلى أنه تم احتواء الارتفاع السريع في أسعار العقارات.
وتابع وانغ مين جوي وزير الإسكان الصيني وفقاً لـ«رويترز»، أن الحكومة ستحافظ على اتساق الإجراءات، ولن تخفف القيود المفروضة بالقطاع، وأضاف أن سوق العقارات الصينية قوية ومستقرة في الوقت الحالي.
وتوفر البيانات دليلاً جديداً على أن فقاعة سوق العقارات في الصين تتجه إلى الزوال، وفقاً لما وصفته وكالة «شينخوا» للأنباء الصينية في تقرير لها صدر أول من أمس، في الوقت الذي تواصل فيه الحكومة تدابير تهدئة السوق لتفريغ فقاعات الأصول.
ومنذ أواخر العام الماضي، فرضت عشرات الحكومات المحلية أو وسعت قيوداً على شراء المنازل وزادت الحد الأدنى من الدفعات المقدمة للرهن العقاري، وتمت تهدئة السوق من خلال أوضاع السيولة المشددة نسبياً مع تحرك الحكومة لاحتواء الديون والمخاطر في النظام المالي.
وأظهرت بيانات سابقة من بنك الشعب الصيني (البنك المركزي) أن القروض المقدمة للقطاع العقاري الصيني واصلت نموها بوتيرة أبطأ، حيث ارتفعت القروض المستحقة بنسبة 22.8 في المائة على أساس سنوي لتصل إلى 31.1 تريليون يوان (4.7 تريليون دولار) نهاية سبتمبر الماضي، بانخفاض 1.4 نقطة مئوية عن المعدل الذي شهدته نهاية يونيو (حزيران) الماضي.
وتأتي هذه البيانات في وقت قال فيه هي لايفنغ رئيس اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح بالصين، إن الاقتصاد الصيني في طريقه لتحقيق مستوى النمو المستهدف رسمياً لعام 2017، مضيفاً: «نتوقع تحقيق الحد المستهدف من النمو للعام كله وهو نحو 6.5 في المائة».
ويعتقد معظم الاقتصاديين أن النمو الفعلي قد يتجاوز بسهولة المستهدف، ونما الاقتصاد الصيني 6.8 في المائة في الربع الثالث من العام و6.6 في المائة في النصف الأول، وفقاً لما نقلته وكالة «رويترز» للأنباء.
من ناحية أخرى، قال تشانغ يونغ نائب رئيس اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح، إن الصين ستطبق إجراءات تهدف إلى توجيه الاستثمارات الخاصة إلى مجالات تنطوي على احتمالات أكبر لتحقيق نمو.
وقال تشانغ على هامش مؤتمر الحزب الشيوعي الصيني إن الصين ستتخذ أيضاً خطوات لتقليص حد الاستثمار بالنسبة لمستثمري القطاع الخاص، وأضاف أن قطاع الصناعات التحويلية بالإضافة إلى سوق العقارات اللذين يقودان استثمارات القطاع الخاص ضعيفان تماماً الآن.


مقالات ذات صلة

إطلاق برج ترمب جدة... علامة فارقة في سوق العقارات الفاخرة بالسعودية

الاقتصاد يقع البرج في منطقة استثنائية على كورنيش جدة (شركة دار جلوبال على «تويتر»)

إطلاق برج ترمب جدة... علامة فارقة في سوق العقارات الفاخرة بالسعودية

في حدث استثنائي شهدته مدينة جدة، جرى تدشين مشروع برج ترمب، بحضور إريك ترمب، نائب رئيس منظمة ترمب.

أسماء الغابري (جدة)
عالم الاعمال خالد الحديثي الرئيس التنفيذي لشركة «وصف» ورامي طبارة الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي المشارك في «ستيك» ومنار محمصاني الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي المشارك في المنصة ويزيد الضويان المدير التنفيذي للعمليات بـ«الراجحي السابعة» وهنوف بنت سعيد المدير العام للمنصة بالسعودية

«ستيك» منصة تتيح للأفراد من مختلف أنحاء العالم الاستثمار في العقارات السعودية

أعلنت «ستيك» للاستثمار العقاري في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إطلاقها منصتها الرسمية بالسعودية

الاقتصاد «دار غلوبال» أعلنت إطلاق مشروعين في العاصمة السعودية الرياض بالشراكة مع منظمة ترمب (الشرق الأوسط)

«دار غلوبال» العقارية و«منظمة ترمب» تطلقان مشروعين جديدين في الرياض

أعلنت شركة «دار غلوبال» إطلاق مشروعين في العاصمة السعودية الرياض، بالشراكة مع «منظمة ترمب».

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد منازل سكنية في جنوب لندن (رويترز)

أسعار المنازل البريطانية تشهد ارتفاعاً كبيراً في نوفمبر

شهدت أسعار المنازل في المملكة المتحدة ارتفاعاً كبيراً في نوفمبر (تشرين الثاني)، متجاوزة التوقعات؛ مما يعزّز من مؤشرات انتعاش سوق العقارات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
خاص تصدرت «سينومي سنترز» أعلى شركات القطاع ربحيةً المدرجة في «تداول» خلال الربع الثالث (أ.ب)

خاص ما أسباب تراجع أرباح الشركات العقارية في السعودية بالربع الثالث؟

أرجع خبراء ومختصون عقاريون تراجع أرباح الشركات العقارية المُدرجة في السوق المالية السعودية، خلال الربع الثالث من العام الحالي، إلى تركيز شركات القطاع على النمو.

محمد المطيري (الرياض)

تأثيرات «كورونا» تظهر على العقارات المصرية

سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
TT

تأثيرات «كورونا» تظهر على العقارات المصرية

سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس

بعد الانتشار المتزايد لفيروس «كورونا المستجد» في معظم أنحاء العالم، يحذّر خبراء الاقتصاد من التداعيات السلبية التي يشهدها الاقتصاد العالمي خصوصاً بعد الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الدول ومن بينها إغلاق الحدود وتعليق الرحلات الجوية والبحرية، وهو ما امتد بدوره إلى قطاع العقارات في مصر، حيث تشهد السوق العقارية في البلاد حالياً تراجعاً في نسب المبيعات، بالإضافة إلى إلغاء فعاليات ومؤتمرات تسويقية عقارية.
ويؤكد مستثمرون عقاريون مصريون من بينهم المهندس ممدوح بدر الدين، رئيس مجلس إدارة شعبة الاستثمار العقاري بالاتحاد العام للغرف التجارية، أن «القطاعات الاقتصادية تشهد تباطؤاً وجموداً حاداً في الآونة الأخيرة، وهذا سيكون له تبعاته على سوق العقار»، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «أتوقع أن تخرج مصر من الأزمة سريعاً، وبأقل الخسائر نتيجة للإجراءات الاحترازية التي اتخذتها أخيراً للحد من انتشار المرض».
وشهدت سوق مبيعات العقارات في مصر «تراجعاً نسبياً منذ بداية أزمة كورونا»، وفق الخبير والمسوق العقاري محمود سامي، الذي قدّر «نسبة التراجع في مستويات البيع والشراء، بنسبة تتراوح من 20 إلى 30%، في بداية الأزمة، لتصل إلى 50% مع نهاية الأسبوع الماضي، مع اتخاذ مصر وعدد من الدول العربية إجراءات احترازية جريئة للحد من انتشار المرض».
ورغم أن مؤشرات الطلب على شراء العقارات التي تقاس وفق حجم الطلب على المواقع الإلكترونية المخصصة لبيع وشراء العقارات، لم تعكس هذا التراجع في شهر فبراير (شباط) الماضي، وفقاً لمؤشر موقع «عقار ماب» المتخصص في السوق العقارية، بعدما سجل ثبات مستوى الطلب على العقارات في شهري يناير (كانون الثاني) وفبراير الماضيين، لكن المؤشر أوضح أنه «كان هناك تزايد في الطلب في النصف الأول من شهر فبراير، إلا أن هذا التزايد تراجع في الأسبوعين الأخيرين ليستقر المؤشر عند نفس معدل الشهر السابق»، ولا توجد إحصائيات واضحة عن شهر مارس (آذار) الجاري، والذي تفاقمت فيه أزمة «كورونا».
وعكس ما يؤكده المسوق العقاري محمود سامي، من وجود تراجع في نسب مبيعات العقارات في مصر، يقول الدكتور ماجد عبد العظيم، أستاذ الاقتصاد والخبير العقاري، أن «السوق العقارية في مصر لم تتأثر حتى الآن بأزمة (كورونا)»، وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «لا يوجد ارتباط بين فيروس (كورونا) والعقارات، فمن يريد شراء شقة سيفعل ذلك»، مشيراً إلى أن «السوق العقارية المصرية تعاني من حالة ركود بدأت منذ نحو أربعة أشهر، وتظهر ملامحها في العروض التسويقية التي تقدمها شركات العقارات، ومن بينها زيادة عمولة المسوقين العقاريين، والإعلان عن تسهيلات في السداد تصل إلى عشر سنوات من دون مقدم، والدفعة الأولى بعد التسلم»، لافتاً إلى أن «حالة الركود هذه سببها الرئيسي زيادة المعروض، وارتفاع الأسعار بشكل مبالغ فيه».
ورغم أن العاملين في التسويق العقاري لا ينكرون وجود حالة ركود في السوق، فإنهم يرون أن المسألة تزايدت مع الخوف من انتشار «كورونا»، حتى حدث «انكماش في السوق العقارية»، على حد تعبير سامي الذي أوضح أن «شركات التسويق العقاري تأقلمت مع حالة الركود، ونفّذت عمليات إعادة هيكلة وتقليص لعدد الموظفين والمقرات»، مضيفاً: «ما نشهده الآن مختلف، فهناك حالة شلل لم نشهدها من قبل إلا مع ثورتي 30 يونيو (حزيران) 2013، و25 يناير 2011. وإن كان ما نشهده حالياً أكثر حدة، فهناك إلغاء لحجوزات ومواعيد معاينات للوحدات العقارية، وتأجيل لقرارات الشراء بشكل عام حتى انتهاء الأزمة واتضاح الرؤية».
ولا يقتصر تأثير انتشار «كورونا» على حركة البيع والشراء في قطاع العقارات، بل من المتوقع أن «ينعكس التأثير على اقتصاد الشركات العقارية واستثماراتها» حسب بدر الدين، الذي أشار إلى أن «قطاع النفط تأثر بصورة كبيرة خصوصاً بعد إصرار منظمة (أوبك) على عدم تقليل إنتاجها، ليهبط سعر البرميل إلى أقل من 30 دولاراً، ما سبب خسائر للمستثمرين والصناديق العالمية، وترتبت على ذلك انخفاضات في أسعار مواد البناء وبالتالي فإن أي مستثمر لديه مخزون من هذه السلع، سيحقق خسائر بلا شك».
وتماشياً مع قرارات الحكومة المصرية إلغاء التجمعات، تم تأجيل مؤتمر ومعرض «سيتي سكيب مصر للتسويق العقاري»، الذي يعده الخبراء أحد أكبر معارض التسويق العقاري في مصر، والذي كان من المقرر عقده في منتصف الشهر الجاري، لتكتفي الشركات العقارية بالعروض التسويقية التي تقدمها وتعلن عنها إلكترونياً أو تلفزيونياً.
والتأجيل يحمي شركات العقارات من خسائر متوقعة، نظراً لصعوبة حضور العملاء، مما سيؤثر بشكل سلبي على صورة القطاع العقاري، حسب بدر الدين.
ويخشى العاملون في السوق العقارية من استمرار الأزمة فترة طويلة، وهو ما سيؤدي إلى خسائر كبيرة في القطاع، قد تضطر الشركات إلى عمليات إعادة هيكلة وتخفيض عمالة -على حد تعبير سامي- الذي قال إن «الشركات تأقلمت مع انخفاض المبيعات خلال الشهور الماضية، لكن لو استمر الوضع الحالي لمدة شهر، فالمسألة ستكون صعبة وقد تؤدي إلى إغلاق شركات وتسريح موظفين، حيث ستحتاج كل شركة إلى تخفيض نفقاتها بنسبة 40% على الأقل».
ورغم تأكيدات عبد العظيم أنه لا يوجد تأثير لأزمة «كورونا» على السوق العقارية حتى الآن، فإنه يقول: «إذا تفاقمت أزمة (كورونا) فستكون لها تأثيرات على جوانب الحياة كافة، ومنها العقارات»، وهو ما يؤكده بدر الدين بقوله إن «العالم كله سيشهد تراجعاً في معدلات النمو الاقتصادي».