فرص العمل بعد التخرج بين سمعة الجامعات والتميز الذاتي

الجامعات الأميركية الأكثر جذباً للشركات... و3 جامعات سعودية تتصدر العالم العربي

يتم التواصل بين الطلبة والشركات في السنوات النهائية من الدراسة حول مجالات التوظيف قبل التخرج
يتم التواصل بين الطلبة والشركات في السنوات النهائية من الدراسة حول مجالات التوظيف قبل التخرج
TT

فرص العمل بعد التخرج بين سمعة الجامعات والتميز الذاتي

يتم التواصل بين الطلبة والشركات في السنوات النهائية من الدراسة حول مجالات التوظيف قبل التخرج
يتم التواصل بين الطلبة والشركات في السنوات النهائية من الدراسة حول مجالات التوظيف قبل التخرج

توفر الدراسة الجامعية فرص التعلم واكتساب المهارات اللازمة لعالم الأعمال، بينما تسعى الشركات والمؤسسات من ناحيتها إلى اجتذاب أفضل العناصر من بين الخريجين للعمل في صفوفها. وترسل الشركات سنويا بعثات إلى الجامعات قبيل موعد تخرج الطلبة، لكي تعرض الفرص الوظيفية المتاحة لهم. وفي أفضل الجامعات، يختار الطلبة من بين كثير من الفرص لديهم، وفقا لميولهم الشخصية وسمعة الشركة التي تعرض الوظائف.
وفي الغالب يتم التواصل بين الطلبة والشركات في السنوات النهائية من الدراسة، حول مجالات التوظيف من قبل التخرج، حيث توجد في بعض الجامعات مكاتب لفرص التوظيف تكون هي حلقة الوصل بين الطلبة وبين الشركات. ويدرس الطلبة فرص الوظائف المتاحة ويختارون من بينها. ويتم التعاقد أحيانا من قبل التخرج، حتى تضمن الشركات ضم أفضل العناصر إليها، ويضمن الطالب وظيفته من قبل التخرج.
لكن الحصول على وظائف بعد التخرج ليس مضمونا، حتى في أفضل الجامعات، فالأمر يتعلق أيضا بمقابلات شخصية، وتقييم من الشركات لمدى صلاحية الخريج للوظيفة المعروضة. والتفوق الدراسي هو أحد وسائل جذب أفضل الوظائف، كما أن التوجه إلى المناصب الإدارية في عالم الأعمال اليوم يلزمه على الأقل الحصول على درجة الماجستير في إدارة الأعمال.
من النقاط المهمة التي يجب أخذها في الاعتبار، أن النجاح في مجال التوظيف لا يعتمد فقط على التخرج في أفضل الجامعات، فهناك خريجون في جامعات أخرى يتفوقون بقدراتهم الذاتية ويصلون إلى أعلى المناصب. أيضا، التوظيف ليس هو الطريق الوحيد نحو النجاح بعد التخرج، فهناك مجال الأعمال الحرة والنشاط التجاري الذي قد يؤدي إلى درجات من النجاح والثروة أعلى من أي وظيفة.

برامج وكتيبات إرشادية

توفر بعض الجامعات كتيبات خاصة لطلبة السنوات النهائية تتعلق بفرص التوظيف المتاحة، والمهارات المطلوبة التي يجب الاستعداد بها للحصول على وظيفة. وتشمل هذه الكتيبات نصائح حول التخطيط لتنمية المهارات الشخصية، ولائحة بالخدمات التي توفرها الجامعة لمساعدة الطلبة على تنمية هذه المهارات والتدريب على الوظائف المختلفة.
كما توجه بعض الجامعات الطلبة نحو ما يسمى «خبرة العمل» (Work Experience) للتدريب في مؤسسات وشركات مجانا، أو بأجور رمزية، من أجل الاستعداد للأعمال التي يريدون الالتحاق بها في المستقبل، ثم تعرض الجامعات مواعيد عقد معارض الوظائف التي تعقدها الشركات من أجل اجتذاب الخريجين.
ومن ناحية أخرى توفر الدراسة الجامعية فرص التعلم واكتساب المهارات اللازمة لعالم الأعمال، بينما تسعى الشركات والمؤسسات من ناحيتها إلى اجتذاب أفضل العناصر من بين الخريجين للعمل في صفوفها. وترسل الشركات سنويا بعثات إلى الجامعات قبيل موعد تخرج الطلبة لكي تعرض الفرص الوظيفية المتاحة لهم. وفي أفضل الجامعات يختار الطلبة من بين كثير من الفرص لديهم، وفقا لميولهم الشخصية وسمعة الشركة التي تعرض الوظائف.
وفي الغالب يتم التواصل بين الطلبة والشركات في السنوات النهائية من الدراسة حول مجالات التوظيف من قبل التخرج، حيث توجد في بعض الجامعات مكاتب لفرص التوظيف تكون هي حلقة الوصل بين الطلبة وبين الشركات. ويدرس الطلبة فرص الوظائف المتاحة ويختارون من بينها. ويتم التعاقد أحيانا من قبل التخرج، حتى تضمن الشركات ضم أفضل العناصر إليها، ويضمن الطالب وظيفته من قبل التخرج.
من المعلومات التي توفرها الجامعات أيضا كيفية التصرف في المقابلات الشخصية. وأحيانا لا يكفي التفوق الدراسي في جذب أفضل الوظائف. كما أن التوجه إلى المناصب الإدارية في عالم الأعمال اليوم يلزمه على الأقل الحصول على درجة الماجستير في إدارة الأعمال.
ولا يعتمد النجاح في مجال التوظيف فقط على التخرج في أفضل الجامعات، فهناك خريجون في جامعات متوسطة المستوى يتفوقون بقدراتهم الذاتية ويصلون إلى أعلى المناصب. وتعتمد أساليب البحث والحصول على وظائف على مجال الدراسة، وما تقدمه المجالات المختلفة من تسهيلات لجذب الطلبة. ففي مجال العلوم البيولوجية توفر بعض الجامعات دورة تدريبية لتطوير فرص العمل بعد التخرج، ويحصل الطلبة فيها على درجات تسهل لهم بعد ذلك الحصول على وظائف في مجالهم.

تميز أميركي
صدر مؤخرا أحدث تصنيف عالمي للجامعات التي توفر لخريجيها أفضل فرص العمل بعد التخرج، من مؤسسة «كيو إس» التي تنشر هذا التصنيف سنويا.
وفي أحدث تصنيف لعام 2018 شمل 495 جامعة حول العالم، في مجال أفضل فرص التوظيف بعد التخرج، يتم ترتيب الجامعات من حيث سهولة حصول خريجيها على وظيفة بعد التخرج. وفي التصنيف الأخير حافظت جامعة «ستانفورد» الأميركية على مركزها الأول بتسجيل نسبة توظيف لخريجيها تصل إلى 100 في المائة، وتألقها في مجالات التعاون مع الشركات لتوظيف الطلبة. ويشمل التقييم سمعة الشركات التي تتعاون مع الجامعة ودرجة رضاء الطلبة أنفسهم.
واحتلت جامعات أميركية المراكز الثلاثة الأولى، حيث جاءت بعد «ستانفورد» جامعتا «كاليفورنيا لوس أنجليس»، و«هارفارد». كما جاء معهد «ماساتشوستس للتكنولوجيا» في المركز الخامس، وجامعة «كاليفورنيا باركلي» في المركز التاسع. ولحقت جامعة «سنغوا» الصينية بقائمة العشر الأوائل في هذه اللائحة، وهي جامعة تأسست عام 1911 وتتخصص في الأبحاث، وبها 56 كلية في كافة التخصصات. وتعد الجامعة هي الأفضل في الصين، ويقع مبناها الرئيسي في شمال بكين.
من الملاحظ أيضا أن ربع لائحة أفضل مائة جامعة من حيث تشغيل الخريجين يشمل 31 جامعة أميركية، أي أكثر من الثلث. ومن بعد الجامعات الخمس الأميركية التي تمثل نصف لائحة العشر الأوائل، تأتي جامعة «نيويورك» في المركز الـ11، وبعدها جامعة «كولومبيا» في المركز الـ12، ثم جامعة «برنستون» في المركز الـ13 على التوالي. وشملت المراكز العشرة الأولى جامعتين من أستراليا، واثنتين من بريطانيا، هما «كمبردج»، و«أكسفورد».
من الجامعات الأميركية المرموقة على هذه اللائحة، تقع جامعة «ييل» في المركز الـ18، وجامعة «شيكاغو» في المركز الـ21. وفي المركز الـ64 مكرراً، تقع جامعتا «جونز هوبكنز» و«واشنطن». ومن آسيا جاءت جامعة «طوكيو» في المركز الـ14 عالميا، وهي واحدة من سبع جامعات يابانية تقع بين أفضل مائة جامعة في العالم في توظيف خريجيها. أما الصين فلديها أربع جامعات فقط بين المائة الأوائل.

الجامعات العربية... هندسة وطب وعلوم كومبيوتر
وعلى المستوى العربي تأتي جامعة «الملك فهد للبترول والمعادن» في المركز الأول عربيا، والـ173 عالميا، وهي حائزة على تصنيف «خمسة نجوم» من مؤسسة «كيو إس»، وتأتي في المركز الـ21 عالميا في مجال تخصصها في الهندسة والمعادن. وكانت الجامعة قد تأسست بقرار ملكي في عام 1963، وبدأت نشاطها في العام التالي بعدد طلاب يبلغ 67 طالبا. ويلتحق بالجامعة حاليا نحو ثمانية آلاف طالب. وتوفر الجامعة لطلابها كثيرا من الفرص التوظيفية في مجالات النفط والمعادن داخل السعودية، كما تقوم بكثير من الأبحاث العلمية لتعزيز هذه الصناعات الحيوية للبلاد. وحافظت الجامعة على مركزها الأول منذ عام 2015.
ويشمل تصنيف أفضل الجامعات العربية ثلاث جامعات سعودية، تضم إلى جانب جامعة «الملك فهد للبترول والمعادن» في المركز الأول، كلا من جامعتي «الملك سعود» التي تأسست عام 1957 في الرياض، وهي الأقدم بين الجامعات السعودية، وتأتي في المركز الثالث، ثم جامعة «الملك عبد العزيز» في جدة وتقع في المركز الرابع، ويدرس بها نحو 82 ألف طالب في مبان منفصلة للطلاب والطالبات. وهي تشتهر بالتفوق في علوم الرياضيات والهندسة الميكانيكية وعلوم الكومبيوتر والمعلوماتية، بالإضافة إلى الطب والكيمياء.
أما بقية تصنيف الجامعات العربية في المراكز العشرة الأولى، فيشمل «الجامعة الأميركية» في بيروت، وتقع في المركز الثاني، وهي من أقدم الجامعات في الشرق الأوسط، حيث تأسست في عام 1866. وهي جامعة خاصة ويدرس بها نحو 8400 طالب وطالبة، منهم 1700 من الأجانب، يدرسون في 130 تخصصا، توفره سبع كليات. وهي تشتهر بتخصصات الطب وعلوم الكومبيوتر.
في المركز الخامس تأتي «الجامعة الأميركية» في القاهرة، وهي أيضا جامعة خاصة، وتعتبر الأولى في الترتيب بين الجامعات المصرية. وتأسست الجامعة في عام 1919، ويدرس بها طلاب من 60 دولة، وبها أكبر مكتبة باللغة الإنجليزية في مصر. وهي تشتهر بدراسة اللغات ودراسات التنمية البشرية والاقتصادية.
في المركز السادس، تأتي جامعة «الإمارات العربية»، وهي من أولى الجامعات التي تأسست بالإمارات في عام 1976، ويلتحق بها حاليا 14 ألف طالب وطالبة. وهي تقع في مدينة العين، ولديها أكبر مجموعة من الأدوات الإلكترونية التعليمية في المنطقة العربية. وتخرج في الجامعة بعض كبار الشخصيات في الإمارات، في مجالات الأعمال والدبلوماسية والحكومة.
في المركزين السابع والثامن عربيا، تأتي «الجامعة الأميركية» في الشارقة، وجامعة «الأردن»، تليهما جامعة «قطر»، ثم جامعة «القاهرة» في المركز العاشر.
وهناك أيضا كثير من الجامعات الأجنبية التي أسست لها فروعا ناجحة في المنطقة العربية، وهي تتميز بنسب توظيف عالية بين خريجيها، رغم أن بعضها يقع خارج التصنيف. من هذه الجامعات جامعة «السوربون» في أبوظبي، وجامعة «فيلادلفيا» في الأردن، و«الجامعة البريطانية» في مصر، وجامعة «نوتردام» في بيروت.


مقالات ذات صلة

دراسة تكشف: مدرستك الثانوية تؤثر على مهاراتك المعرفية بعد 60 عاماً

الولايات المتحدة​ دراسة تكشف: مدرستك الثانوية تؤثر على مهاراتك المعرفية بعد 60 عاماً

دراسة تكشف: مدرستك الثانوية تؤثر على مهاراتك المعرفية بعد 60 عاماً

أظهر بحث جديد أن مدى جودة مدرستك الثانوية قد يؤثر على مستوى مهاراتك المعرفية في وقت لاحق في الحياة. وجدت دراسة أجريت على أكثر من 2200 من البالغين الأميركيين الذين التحقوا بالمدرسة الثانوية في الستينات أن أولئك الذين ذهبوا إلى مدارس عالية الجودة يتمتعون بوظيفة إدراكية أفضل بعد 60 عاماً، وفقاً لشبكة «سكاي نيوز». وجد الباحثون أن الالتحاق بمدرسة مع المزيد من المعلمين الحاصلين على تدريب مهني كان أوضح مؤشر على الإدراك اللاحق للحياة. كانت جودة المدرسة مهمة بشكل خاص للمهارات اللغوية في وقت لاحق من الحياة. استخدم البحث دراسة استقصائية أجريت عام 1960 لطلاب المدارس الثانوية في جميع أنحاء الولايات المتحدة

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
العالم العربي مصر: نفي رسمي لـ«إلغاء مجانية» التعليم الجامعي الحكومي

مصر: نفي رسمي لـ«إلغاء مجانية» التعليم الجامعي الحكومي

نفت الحكومة المصرية، أمس السبت، عزمها «إلغاء مجانية التعليم الجامعي»، مؤكدة التزامها بتطوير قطاع التعليم العالي. وتواترت أنباء خلال الساعات الماضية حول نية الحكومة المصرية «إلغاء مجانية التعليم في الجامعات الحكومية»، وأكد مجلس الوزراء المصري، في إفادة رسمية، أنه «لا مساس» بمجانية التعليم بكل الجامعات المصرية، باعتباره «حقاً يكفله الدستور والقانون لكل المصريين».

إيمان مبروك (القاهرة)
«تشات جي بي تي»... خصم وصديق للتعليم والبحث

«تشات جي بي تي»... خصم وصديق للتعليم والبحث

لا يزال برنامج «تشات جي بي تي» يُربك مستخدميه في كل قطاع؛ وما بين إعجاب الطلاب والباحثين عن معلومة دقيقة ساعدهم «الصديق (جي بي تي)» في الوصول إليها، وصدمةِ المعلمين والمدققين عندما يكتشفون لجوء طلابهم إلى «الخصم الجديد» بهدف تلفيق تأدية تكليفاتهم، لا يزال الفريقان مشتتين بشأن الموقف منه. ويستطيع «تشات جي بي تي» الذي طوَّرته شركة الذكاء الصناعي «أوبن إيه آي»، استخدامَ كميات هائلة من المعلومات المتاحة على شبكة الإنترنت وغيرها من المصادر، بما في ذلك حوارات ومحادثات بين البشر، لإنتاج محتوى شبه بشري، عبر «خوارزميات» تحلّل البيانات، وتعمل بصورة تشبه الدماغ البشري. ولا يكون النصُّ الذي يوفره البرنامج

حازم بدر (القاهرة)
تحقيقات وقضايا هل يدعم «تشات جي بي تي» التعليم أم يهدده؟

هل يدعم «تشات جي بي تي» التعليم أم يهدده؟

رغم ما يتمتع به «تشات جي بي تي» من إمكانيات تمكنه من جمع المعلومات من مصادر مختلفة، بسرعة كبيرة، توفر وقتاً ومجهوداً للباحث، وتمنحه أرضية معلوماتية يستطيع أن ينطلق منها لإنجاز عمله، فإن للتقنية سلبيات كونها قد تدفع آخرين للاستسهال، وربما الاعتماد عليها بشكل كامل في إنتاج موادهم البحثية، محولين «تشات جي بي تي» إلى أداة لـ«الغش» العلمي.

حازم بدر (القاهرة)
العالم العربي بن عيسى يشدد على أهمية التعليم لتركيز قيم التعايش

بن عيسى يشدد على أهمية التعليم لتركيز قيم التعايش

اعتبر محمد بن عيسى، الأمين العام لمؤسسة منتدى أصيلة، ووزير الخارجية المغربي الأسبق، أن مسألة التعايش والتسامح ليست مطروحة على العرب والمسلمين في علاقتهم بالأعراق والثقافات الأخرى فحسب، بل أصبحت مطروحة حتى في علاقتهم بعضهم ببعض. وقال بن عيسى في كلمة أمام الدورة الحادية عشرة لمنتدى الفكر والثقافة العربية، الذي نُظم أمس (الخميس) في أبوظبي، إن «مسألة التعايش والتسامح باتت مطروحة علينا أيضاً على مستوى بيتنا الداخلي، وكياناتنا القطرية، أي في علاقتنا ببعضنا، نحن العرب والمسلمين».

«الشرق الأوسط» (أبوظبي)

كلية الطب في بيروت... 150 عاماً من النجاحات

كلية الطب في بيروت... 150 عاماً من النجاحات
TT

كلية الطب في بيروت... 150 عاماً من النجاحات

كلية الطب في بيروت... 150 عاماً من النجاحات

التحدث عن كلية الطب في «الجامعة الأميركية» وما حققته من إنجازات وتطورات منذ تأسيسها عام 1867 لا يمكن تلخيصه بمقال؛ فهذه الكلية التي تحتل اليوم المركز الأول في عالم الطب والأبحاث في العالم العربي والمرتبة 250 بين دول العالم بالاعتماد على QS Ranking، استطاعت أن تسبق زمنها من خلال رؤيا مستقبلية وضعها القيمون عليها، وفي مقدمتهم الدكتور محمد صايغ نائب الرئيس التنفيذي لشؤون الطب والاستراتيجية الدولية وعميد كلية الطب في الجامعة الأميركية، الذي أطلق في عام 2010 «رؤيا (2020)»، وهي بمثابة خطة طموحة أسهمت في نقل الكلية والمركز الطبي إلى المقدمة ووضعهما في المركز الأول على مستوى المنطقة.

رؤية 2025

اليوم ومع مرور 150 عاماً على تأسيسها (احتفلت به أخيراً) ما زالت كلية الطب في «الجامعة الأميركية» تسابق عصرها من خلال إنجازات قيمة تعمل على تحقيقها بين اليوم والغد خوّلتها منافسة جامعات عالمية كـ«هارفرد» و«هوبكينز» وغيرهما. وقد وضعت الجامعة رؤيا جديدة لها منذ يوليو (تموز) في عام 2017 حملت عنوان «رؤية 2025»، وهي لا تقتصر فقط على تحسين مجالات التعليم والطبابة والتمريض بل تطال أيضاً الناحية الإنسانية.
«هي خطة بدأنا في تحقيقها أخيراً بحيث نستبق العلاج قبل وقوع المريض في براثن المرض، وبذلك نستطيع أن نؤمن صحة مجتمع بأكمله». يقول الدكتور محمد صايغ. ويضيف خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «لا نريد أن ننتظر وصول وفود المرضى إلى مركزنا الطبي كي نهتم بهم، بل إننا نعنى بتوعية المريض قبل إصابته بالمرض وحمايته منه من خلال حملات توعوية تطال جميع شرائح المجتمع. كما أننا نطمح إلى إيصال هذه الخطة إلى خارج لبنان لنغطي أكبر مساحات ممكنة من مجتمعنا العربي».
تأسَّسَت كلية الطب في الجامعة الأميركية في بيروت عام 1867، وتعمل وفقاً لميثاق صادر من ولاية نيويورك بالولايات المتحدة الأميركية، ويقوم على إدارتها مجلس أمناء خاص ومستقل.
وتسعى الكلية لإيجاد الفرص التي تمكن طلبتها من تنمية روح المبادرة، وتطوير قدراتهم الإبداعية واكتساب مهارات القيادة المهنية، وذلك من خلال المشاركة في الندوات العلمية والتطبيقات الكلينيكية العملية مما يُسهِم في تعليم وتدريب وتخريج أطباء اختصاصيين.
وملحَق بكلية الطب في الجامعة الأميركية في بيروت مركز طبي يضم أقساماً للأمراض الباطنية والجراحة والأطفال وأمراض النساء والتوليد ‏والطب النفسي. كما يقدم المركز الطبي خدمات الرعاية الصحية المتكاملة في كثير من مجالات الاختصاص، وبرامج للتدريب على التمريض وغيرها ‏من المهن المرتبطة بالطب.

اعتمادات دولية

منذ عام 1902، دأب المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت على توفير أعلى معايير الرعاية للمرضى في مختلف أنحاء لبنان والمنطقة. وهو أيضاً المركز الطبي التعليمي التابع لكلية الطب في الجامعة الأميركية في بيروت التي درّبت أجيالاً من طلاب الطب وخريجيها المنتشرين في المؤسسات الرائدة في كل أنحاء العالم. المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت هو المؤسسة الطبية الوحيدة في الشرق الأوسط التي حازت على خمس شهادات اعتماد دولية وهي JCI)، وMagnet، وCAP، وACGME - I و(JACIE مما يشكّل دليلاً على اعتماد المركز أعلى معايير الرعاية الصحية المتمحورة حول المريض والتمريض وعلم الأمراض والخدمات المخبرية والتعليم الطبي والدراسات العليا. وقد خرَّجَت كلية الطب أكثر من أربعة آلاف طالب وطبيب. وتقدم مدرسة رفيق الحريري للتمريض تعليماً متميزاً للعاملين في مجال التمريض، ويلبي المركز الطبي احتياجات الرعاية الصحية لأكثر من 360 ألف مريض سنوياً.
ويتألف المركز من عدد من مراكز الامتياز كمركز سرطان الأطفال التابع لمستشفى «سانت جود» البحثي في ولايتي ممفيس وتينيسي. كما تتضمن برنامج باسيل لأورام البالغين وفيه وحدة لزرع نخاع العظام، إضافة إلى مراكز طب الأعصاب المختلفة وأمراض القلب والأوعية الدموية ومركز للرعاية الصحية للنساء.
«هناك استثمارات تلامس نحو 400 مليون دولار رصدت من أجل بناء البنية التحتية اللازمة للمركز الطبي مع مشروع افتتاح عدة مبانٍ وأقسام جديدة خاصة بأمراض السرطان وأخرى تتعلق بالأطفال، إضافة إلى نقلة نوعية من خلال زيادة عدد الأسرة لتلبية الحاجات الصحية المختلفة لمرضانا»، كما أوضح د. صايغ في سياق حديثه.

تبرعات للمحتاجين

يعمل المركز الطبي على تأمين العلاج المجاني لأمراض مستعصية من خلال تأسيس صناديق تبرُّع للمحتاجين، هدفها تأمين العلاج لذوي الدخل المحدود. وهي تخصص سنوياً مبلغ 10 ملايين دولار لمساعدة هذه الشريحة من الناس التي تفتقر إلى الإمكانيات المادية اللازمة للعلاج.
وينظم المركز الطبي مؤتمراً سنوياً ودورات وورش عمل (MEMA) تتناول مواضيع مختلفة كطب الصراعات ومواضيع أخرى كصحة المرأة، والصحة العقلية، وعبء السرطان وغسل الكلى أثناء الصراع وتدريب وتثقيف المهنيين الصحيين للتعامل مع تحديات العناية بأفراد المجتمع.
تُعدّ كلية الطب في الجامعة الأميركية السباقة إلى تأمين برنامج تعليمي أكاديمي مباشر لطلابها، بحيث يطبقون ما يدرسونه مباشرة على الأرض في أروقة المركز الطبي التابع لها.
ويرى الدكتور محمد صايغ أن عودة نحو 180 طبيباً لبنانياً عالمياً من خريجيها إلى أحضانها بعد مسيرة غنية لهم في جامعات ومراكز علاج ومستشفيات عالمية هو إنجاز بحد ذاته. «ليس هناك من مؤسسة في لبنان استطاعت أن تقوم بهذا الإنجاز من قبل بحيث أعدنا هذا العدد من الأطباء إلى حرم الكلية وأنا من بينهم، إذ عملت نحو 25 عاماً في جامعة (هارفرد)، ولم أتردد في العودة إلى وطني للمشاركة في نهضته في عالم الطب». يوضح دكتور محمد صايغ لـ«الشرق الأوسط».

رائدة في المنطقة

أبهرت كلية الطب في الجامعة الأميركية العالم بإنجازاتها على الصعيدين التعليمي والعلاجي، ففي عام 1925. تخرجت فيها أول امرأة في علم الصيدلة (سارة ليفي) في العالم العربي، وبعد سنوات قليلة (1931) كان موعدها مع تخريج أول امرأة في عالم الطب (ادما أبو شديد). وبين عامي 1975 و1991 لعبت دوراً أساسياً في معالجة ضحايا الحرب اللبنانية فعالج قسم الطوارئ لديها في ظرف عام واحد (1976 - 1977) أكثر من 8000 جريح. وفي عام 2014 تلقت إحدى أضخم التبرعات المالية (32 مليون دولار) لدعم المركز الطبي فيها وتوسيعه.
كما لمع اسمها في إنجازات طبية كثيرة، لا سيما في أمراض القلب، فكان أحد أطبائها (دكتور إبراهيم داغر) أول من قام بعملية القلب المفتوح في العالم العربي، في عام 1958. وفي عام 2009، أجرت أولى عمليات زرع قلب اصطناعي في لبنان، وفي عام 2017 أحرز فريقها الطبي أول إنجاز من نوعه عربياً في أمراض القلب للأطفال، عندما نجح في زرع قلب طبيعي لطفل.
كما تصدرت المركز الأول عربياً في عالم الطب لثلاث سنوات متتالية (2014 - 2017) وحازت على جوائز كثيرة بينها «الجائزة الدولية في طب الطوارئ» و«جائزة عبد الحميد شومان» عن الأبحاث العربية، و«جائزة حمدان لأفضل كلية طبية في العالم العربي» لدورها في التعليم الطبي لعامي 2001 – 2002.