العثور على 36 جثة في بنغازي... والجيش يعزز وجوده في «الهلال النفطي»

عقيلة: الحوار السياسي يسير وفق الثوابت الوطنية... ولن ننسى حفتر

عناصر من الجيش الوطني الليبي على متن سيارة عسكرية في مدينة بنغازي (أ.ف.ب)
عناصر من الجيش الوطني الليبي على متن سيارة عسكرية في مدينة بنغازي (أ.ف.ب)
TT

العثور على 36 جثة في بنغازي... والجيش يعزز وجوده في «الهلال النفطي»

عناصر من الجيش الوطني الليبي على متن سيارة عسكرية في مدينة بنغازي (أ.ف.ب)
عناصر من الجيش الوطني الليبي على متن سيارة عسكرية في مدينة بنغازي (أ.ف.ب)

عثر مواطنون ليبيون على 36 قتيلاً، فجر أمس، في طريق الكسارات القريب من الأبيار جنوب مدينة بنغازي، في وقت قال مسؤولون بالجيش الوطني إنه «تم إرسال قوات إضافية إلى منطقة الهلال النفطي بناءً على تعليمات من قائد الجيش المشير ركن خليفة حفتر بهدف زيادة مستويات تأمينها» بعد الهجوم الذي شنه تنظيم داعش على بوابة أمنية في أجدابيا (شرق البلاد) قبل يومين.
وسادت حالة من الصمت بين المسؤولين الأمنيين في المنطقة الشرقية، حول الحادث، مع انتشار صور لجثث مذبوحة وغارقة في دمائها على صفحات «السوشيال ميديا»، لكن متحدثاً باسم كتيبة أمنية، رفض ذكر اسمه، رجح لـ«الشرق الأوسط»، قيام تنظيم داعش بتصفية هؤلاء المواطنين. وفتحت وزارة الداخلية بالحكومة الليبية المؤقتة، تحقيقاً في العثور على الجثث، وقالت مصادر حكومية إن «ملابسات قتل هؤلاء الأشخاص لا تزال مجهولة، ولم يتم التعرف على هوياتهم»، مرجحة أن تكون الجريمة تستهدف «خلط الأوراق» في المنطقة الشرقية. وأضافت: «إن القتلى نُقلوا إلى المشرحة في مركز بنغازي الطبي لعرضهم على الطبيب الشرعي لتحديد ملابسات وتاريخ الوفاة».
وهذه ليست المرة الأولى التي يُعثر فيها على جثث لمدنيين أو عسكريين في بنغازي، حيث عثر في يوليو (تموز) العام الماضي، على 14 جثة لأشخاص مقيدي الأيدي، بمكب للقمامة، جوار مقر صندوق الضمان الاجتماعي ببنغازي، كما عثرت دوريات السجون العسكرية ببنغازي أكتوبر (تشرين الأول) من العام الماضي، على 10 جثث مجهولة الهوية، عليها آثار تعذيب ورصاص، في منطقة أخرى بالمدينة.
إلى ذلك، قال رئيس مجلس النواب المستشار عقيلة صالح، إنه «لا تفريط في الثوابت الوطنية، أو دماء الشهداء»، في إشارة إلى نتائج جولات الحوار الرامية إلى تعديل «اتفاق الصخيرات»، والموقف من المادة الثامنة المتعلقة بالمناصب العسكرية والأمنية.
ونقل المتحدث باسم مجلس النواب عبد الله بليحق، عن عقيلة قوله خلال لقائه مشايخ وأعيان المنطقة الشرقية: «إن الحوار السياسي يسير وفقاً للثوابت الوطنية، وإنه لا إرادة تعلو إرادة الليبيين»، متابعاً: «دعمْنا وسنظل ندعم قواتنا المسلحة، ولن ننسى دور المشير خليفة حفتر القائد العام للقوات المسلحة وما قدمه للوطن ولبناء المؤسسة العسكرية».
ومضى عقيلة يقول: «وطنيتنا ليست للمساومة ولا المزايدة وبأنه سيظل محافظاً على ذلك، ولا تفريط في كرامة ليبيا وشعبها مهما تعرضنا للضغوط والمؤامرات الداخلية والخارجية».
في غضون ذلك، قال مصدر عسكري إن «عملية انتشار أمنية مشتركة جرت بين جهاز حرس المنشآت النفطية وبين غرفة عمليات أجدابيا، وتحديداً (الكتيبة 152 مشاة)، أمس، لزيادة التأمين والتمشيط، عقب فرار إرهابيين، باتجاه المنطقة الصحراوية القريبة من الحقول والموانئ النفطية».
وتابع: «رصدنا تحركات مشبوهة للإرهابيين في محيط منطقة الهلال، ونحن على جاهزية تامة للتعامل معهم وردعهم».
وقُتل جنديان وأصيب 3 آخرون من قوات الجيش الوطني الليبي في هجوم تبناه تنظيم داعش واستهدف حاجزاً عسكرياً للجيش بضواحي مدينة أجدابيا التي تبعد 160 كيلومتراً جنوب مدينة بنغازي، بالقرب من منطقة الهلال النفطي.
وتضم منطقة الهلال النفطي، التي تبعد 500 كيلومتر شرق العاصمة طرابلس، المخزون الأكبر من النفط في ليبيا، إضافة إلى مرافئ السدرة ورأس لانوف والبريقة، الأكبر في البلاد.
كانت قوات الجيش قد نجحت في استعادة السيطرة على المنطقة بالكامل قبل نهاية العام الماضي، بعد تنفيذ عملية عسكرية حملت اسم «البرق الخاطف». في شأن آخر، أقال رئيس الحكومة المؤقتة عبد الله الثني، وزير الصحة في حكومته الدكتور رضا العوكلي، أول من أمس، وتمت إحالته إلى التحقيق بناءً على تقرير من لجنة الصحة في مجلس النواب.
ووزع مكتب الثني نسخة من قرار الإقالة، لكن العوكلى قال لـ«الشرق الأوسط» إنه لا يعتد بهذا القرار وسيسعى لإبطاله قانونياً، متهماً الحكومة، التي تدير العمل في منطقة شرق ليبيا، بـ«الفشل في إدارة شؤون البلاد»، واعتبر أن الثني لا يملك صلاحية إقالة أو تعيين الوزراء.
ورأى العوكلي أن هذا يعد دليلاً على أنها (الحكومة) غير قادرة على قيادة المرحلة، متابعاً: «وضع الجيش الوطني الليبي يحتاج بجواره إلى حكومة قوية، لكن أثبتنا أننا لا نعي حجم المسؤولية في ظل التخبط الراهن».
وحكومة عبد الله الثني التي تتخذ من مدينة البيضاء بشرق ليبيا مقراً لها، تليس لها سلطة كبيرة في البلاد، لكنها متحالفة مع مجلس النواب والمشير خليفة حفتر، وتعارض حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دولياً في طرابلس.
في غضون ذلك، ناقش وزير الخارجية الإيطالي أنجيلينو ألفانو، دعم مشاريع التنمية الاقتصادية واحترام حقوق الإنسان في مخيمات اللاجئين، مع المفوض الأوروبي لشؤون المساعدات الإنسانية وإدارة الأزمات كريستوس ستيليانيدس، ووصفها بأنها «أهم التحديات»، وقال: «هناك حاجة إلى مساعدة وتضامن الاتحاد الأوروبي مع ليبيا لمواجهة هذه التحديات». وخلال اللقاء الذي جرى في العاصمة روما، أمس، على هامش مؤتمر حول القانون الإنساني الدولي، نقلته وكالة «أكي» الإيطالية للأنباء، أثنى المفوض الأوروبي على «الدور الإيجابي» الذي تقوم به إيطاليا فيما يتعلق بقضايا الهجرة والأوضاع في ليبيا، مشيراً في هذا الصدد إلى أن «إيطاليا تستخدم كل الأدوات، التي تحت تصرفها، بنهج سليم وفعال».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.