دبلوماسية «الشرعية» تواجه «مغالطات إيران» في أميركا اللاتينية

TT

دبلوماسية «الشرعية» تواجه «مغالطات إيران» في أميركا اللاتينية

كثفت دبلوماسية الحكومة اليمنية الشرعية تحركاتها في أميركا اللاتينية «لتوضيح الصورة الحقيقية حول الملف اليمني»، وشهدت جولات مكوكية لتصحيح ما ينقل من معلومات مغلوطة لوكالات الأنباء ووسائل الإعلام في تلك الدول.
وتواجه الدبلوماسية العربية، وفقاً لمحمد ناشر، سفير اليمن في كوبا، النفوذ الإيراني في العديد من دول أميركا اللاتينية، وتوسعها بشكل كبير في عدد من المشاريع، ومنها وسائل الإعلام، لافتاً إلى أن إيران استفادت كثيراً من وجود العداء السياسي لبعض هذه الدول مع الولايات المتحدة، وبدأت تتوسع على خريطة هذه الدول من هذا الجانب المشترك في العداء للسياسة الأميركية في المنطقة.
ورغم التغلغل الإيراني في تلك الدول، والحديث للسفير اليمني، إلا أن دبلوماسية دول التحالف نجحت في كسر هذا الجمود في النقل الإعلامي الذي يعتمد على مراسلين للعديد من دول أميركا في «بيروت وطهران»، وبدأنا نلمس تحسناً في العديد من وسائل الإعلام في دول أميركا اللاتينية في نقل الأخبار عن المنطقة، وحرصها في نقل الكثير من الأخبار غير المغلوطة، التي لا تعتمد على مصادر حقيقية لنفي أو تأكيد أي واقعة.
ولفت السفير ناشر، إلى أن هناك تحركاً كبيراً لسفراء الدول العربية المشكلة من دول التحالف العربي «السعودية، ومصر، والإمارات»، وتحركهم في دول أميركا بشكل مشترك وفي كافة الاتجاهات، كما أن هناك تحركاً للسفارة اليمنية في كوبا بشكل منفصل ومكمل لهذه الجهود التي تصب في نفس الاتجاه، لتوضيح توجهات دول التحالف حول القضية اليمنية التي طلبت من هذه الدول إنهاء الانقلاب، وفقاً للقانون الدولي الذي يجيز الاستعانة لفرض السلام في دولة ما أثناء حدوث مثل هذه الانقلابات على الحكومة المنتخبة.
واستطرد السفير، أن لقاءً مثمراً جمعه مع رئيس وكالة الأنباء الكوبية الرسمية «برنسا لاتينا»، وجرى الحديث عن جملة من المواضيع وما يحدث فعلياً في المنطقة، إضافة إلى حقيقة ما يحدث في اليمن والعملية الانقلابية، وما نتج عن هذا الانقلاب في حق الشعب اليمني، ووضحنا أن القضية اليمنية تدعمها جميع الدول الفاعلة والأمم المتحدة التي أصدرت القرار 2216 بحق الانقلابيين، وأن السلام لن يعود دون تطبيق هذا القرار ومخرجات الحوار.
وزاد: «طلبنا من الوكالة ووسائل إعلام كوبية، أن تستقصي عن المعلومات الصحيحة من الجهات الرسمية وقوات التحالف العربي حول أي معلومة يريدون الوصول إليها، وألا يعتمدوا على مراسلين بعيدين عن الحدث، ووجدنا تفهماً كبيراً في هذا الجانب حول نقل المعلومة للرأي العام بشكل عام في أميركا اللاتينية وكوبا على وجه الخصوص»، لافتاً إلى أن مثل هذه الاجتماعات تأتي بثمارها، إذ من المتوقع أن تبرم الحكومة اليمنية، والإماراتية، والسعودية، اتفاقية مباشرة مع الوكالة، تهدف من خلالها لنقل الحقيقة فقط.
وشدد السفير اليمني في كوبا على أهمية أن يلعب الإعلام العربي دوراً مهماً في المرحلة المقبلة، إذ ما زال الإعلام العربي ضعيفاً في جميع دول أميركا اللاتينية، الأمر الذي انعكس في ضعف نقل الرسالة للرأي العام في كافة القضايا والأحداث، ومنها الملف اليمني الذي يشوبه تشويه في عدد من تلك الدول.


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
TT

بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)

وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (الخميس) إلى الأردن، مستهِلاً جولة لبحث الأزمة في سوريا بعد إطاحة الرئيس السوري بشار الأسد، وفق ما أفاد صحافي من «وكالة الصحافة الفرنسية» كان ضمن فريق الصحافيين المرافق له في الطائرة.

وقال مسؤولون أميركيون، للصحافيين المرافقين، إن بلينكن المنتهية ولايته سيلتقي العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ووزيرَ خارجيته في مدينة العقبة (نحو 325 كيلومتراً جنوب عمان) على البحر الأحمر، في إطار سعيه إلى عملية «شاملة» لاختيار أعضاء الحكومة السورية المقبلة. وفور وصوله، توجَّه بلينكن إلى الاجتماع، ومن المقرر أن يسافر في وقت لاحق من اليوم إلى تركيا.

ودعا بلينكن إلى عملية «شاملة» لتشكيل الحكومة السورية المقبلة تتضمَّن حماية الأقليات، بعدما أنهت فصائل معارضة بقيادة «هيئة تحرير الشام» حكم بشار الأسد المنتمي إلى الطائفة العلوية التي تُشكِّل أقلية في سوريا.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية، لدى إعلانها عن جولة بلينكن، إنه سيدعو إلى «قيام سلطة في سوريا لا توفر قاعدة للإرهاب أو تُشكِّل تهديداً لجيرانها»، في إشارة إلى المخاوف التي تُعبِّر عنها كل من تركيا، وإسرائيل التي نفَّذت مئات الغارات في البلد المجاور خلال الأيام الماضية. وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر إلى أنه خلال المناقشات في العقبة على البحر الأحمر «سيكرر بلينكن دعم الولايات المتحدة لانتقال جامع (...) نحو حكومة مسؤولة وتمثيلية». وسيناقش أيضاً «ضرورة (...) احترام حقوق الأقليات، وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية، ومنع تحول سوريا إلى قاعدة للإرهاب أو أن تُشكِّل تهديداً لجيرانها، وضمان تأمين مخزونات الأسلحة الكيميائية وتدميرها بشكل آمن». وهذه الزيارة الثانية عشرة التي يقوم بها بلينكن إلى الشرق الأوسط منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وهجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على إسرائيل، التي ردَّت بحملة عنيفة ومُدمِّرة ما زالت مستمرة على قطاع غزة.

وانتهت رحلة بلينكن السابقة بخيبة أمل بعد فشله في تأمين صفقة تنهي فيها إسرائيل و«حماس» الحرب في مقابل إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة. وسيغادر بلينكن منصبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل مع إدارة الرئيس جو بايدن.

ووصف الرئيس المنتخب دونالد ترمب الوضع في سوريا بـ«الفوضى». وقال إن الولايات المتحدة لا ينبغي أن تتدخل، رغم أنه لم يوضح السياسة الأميركية منذ سقوط الأسد.