هناك نزعة متزايدة في عالم الألعاب الإلكترونية، وهي إطلاق أجهزة الألعاب القديمة بصيغة مجددة تحتوي على أبرز الألعاب داخلها، وفي تصميم مصغر يشابه التصميم الأصلي لكل جهاز. وبدأت «نينتندو» هذه العملية من جانبها بإطلاق جهاز «نينتندو كلاسيك ميني» في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، والذي باعت منه 2,1 مليون جهاز في 5 أشهر فقط، لتلحقه بجهاز «سوبر نينتندو كلاسيك إيديشين» SNES Classic Edition نهاية شهر سبتمبر (أيلول) الماضي الذي يقدم 21 لعبة من أفضل ألعاب الجهاز الذي كان قد أطلق في عام 1990، متضمناً لعبة «ستار فوكس 2» التي لم تطلقها الشركة إلى الآن. ويعتبر الجهاز فرصة مثالية لجيل جديد من اللاعبين لم يختبر بعضاً من أهم الألعاب الإلكترونية التي شكّلت ماهية عديد من الألعاب الحديثة، والتي توفر متعة اللعب الفردي والجماعي دون اتصال بالإنترنت.
تجديد لمتعة الماضي
الجهاز موجود في تصميمين؛ الأول للولايات المتحدة الأميركية والآخر لأوروبا واليابان. ويقدم التصميمان جميع تفاصيل الأجهزة الأصلية، ولكن بصورة مصغرة، مع عدم القدرة على استخدام «أشرطة» الألعاب (كما كان يدعوها اللاعبون) في هذا الإصدار المصغر، ذلك أن الجهاز يحتوي على جميع الألعاب مسجلة داخله رقمياً. ويختلف التصميم الجديد عن الأصلي بأنه يجب على المستخدم تحريك واجهة الجهاز للعثور على منافذ وصل أدوات التحكم السلكية بالجهاز.
ويتميز الجهاز بسهولة وصله بالتلفزيونات الحديثة من خلال منفذ HDMI مقارنة بالجهاز الأصلي الذي لا يستطيع عرض الصورة على التلفزيونات الجديدة. ويقدم هذا الإصدار الجديد جودة عالية للصوت والصورة دون وجود أي ملاحظات إضافية على أي لعبة من حيث سرعة اللعب وتجربة الاستخدام، أي أن عملية محاكاة الجهاز الأصلي دقيقة وصحيحة بشكل تام. كما يستطيع الجهاز إضافة مؤثرات التلفزيونات القديمة على الشاشة الحديثة للحصول على تجربة كلاسيكية مميزة، مع القدرة على تسجيل تقدم اللاعب في أي لعبة ومعاودة اللعب في أي وقت، وهي ميزة لم تكن موجودة في غالبية الألعاب على الجهاز الأصلي.
وسيعرض الجهاز شاشة رئيسية لدى تشغيله تحتوي على الألعاب المتوفرة، ليختار المستخدم ما يعجبه منها ويشغلها فورا. ويمكن الضغط على زر إعادة التشغيل للعودة إلى قائمة اختيار الألعاب.
ويقدم الجهاز الألعاب المميزة التالية: Contra III: The Alien Wars وDonkey Kong Country وFinal Fantasy VI وF - Zero وKirby Super Star وThe Legend of Zelda: A Link to the Past وMega Man X وSecret of Mana وStar Fox وStar Fox 2 وSuper Ghouls ‘n Ghosts وSuper Mario Kart وSuper Mario RPG: Legend of the Seven Stars وSuper Mario World وSuper Mario World 2: Yoshi’s Island.
كما سيحصل من يقتني إصدار الولايات المتحدة على الألعاب الإضافية التالية: Super Castlevania IV وSuper Punch - Out! وStreet Fighter II Turbo: Hyper Fighting وKirby’s Dream Course وEarthbound، بينما سيحصل من يقتني الإصدار الياباني على ألعاب Fire Emblem: Mystery of the Emblem وThe Legend of the Mystical Ninja وPanel de Pon وSuper Soccer وSuper Street Fighter II: The New Challenger.
وتجدر الإشارة إلى أن اللاعبين سيحصلون على لعبة «ستار فوكس 2» في الجهاز بعد إكمال أول مرحلة من الإصدار الأول للعبة. ولكن العديد من القراصنة استطاعوا فك حماية الجهاز ونسخ لعبة «ستار فوكس 2» ونشرها للجميع عبر الإنترنت، بالإضافة إلى قدرتهم على إضافة مئات الألعاب الأخرى إلى الجهاز مجانا، ولكن يجب فك الجهاز ووصل بعض قطعه بالكومبيوتر وتشغيل بعض البرامج لتحقيق ذلك.
وبالنسبة إلى المواصفات التقنية، فيستخدم الجهاز معالج ARM Cortex A - 7 ووحدة معالجة رسومات من نوع ARM Mali 400 MP2 مع استخدام 256 ميغابايت من الذاكرة وتقديم 512 ميغابايت من السعة التخزينية المدمجة. ويعمل الجهاز بنظام التشغيل «لينوكس» ويستخدم سلسلة محاكيات طورتها «نينتندو» لتقديم التوافق المطلوب لعمل الجهاز مع الألعاب المختلفة والتي كان بعضها يحتوي على معالجات رسومات مدمجة خاصة، مثل معالج «سوبر إف إكس» Super FX في لعبة «ستار فوكس». ويبلغ سعر الجهاز 80 دولاراً أميركياً، ولكن هناك نقصاً في الكمية الموجودة في الأسواق، وقد يرتفع السعر وفقاً لذلك.
أجهزة مماثلة
وتجدر الإشارة إلى أن شركة «أتاري» كانت قد أطلقت سلسلة من أجهزتها بين عامي 2004 والعام الجاري باسم «أتاري فلاشباك» Atari Flashback تحتوي على مجموعات من الألعاب المدمجة، مع إطلاقها الإصدار الثامن من السلسلة الشهر الماضي والذي يقدم 130 لعبة وأدوات تحكم لا سلكية ومنفذ HDMI للتلفزيونات عالية الدقة، مع توفير القدرة على إرجاع مجريات اللعب إلى الخلف في حال أخطأ اللاعب، أو إيقاف اللعبة في أي لحظة ومتابعة اللعب لاحقاً. وتقدم شركة ATGames المطورة لهذا الجهاز أجهزة أخرى مشابهة، مثل جهاز The Sega Genesis Ultimate Portable Game Player الذي يقدم 85 لعبة لجهازي Sega Genesis وSega Megadrive مع وجود منفذ لبطاقة «مايكرو إس دي» لتحميل الألعاب وتوفير بطارية مدمجة تسمح بحمل الجهاز بشاشته المدمجة مع المستخدم أينما ذهب. وتقدم الشركة كذلك جهاز The Sega Genesis Classic Game Console بـ81 لعبة مدمجة ويمكن وصله بالتلفزيون، وغيرها من الأجهزة الأخرى. ولكن أفضل تجربة للاستمتاع بالألعاب القديمة تكون باستخدام جهاز «راسبيري باي 3» Raspberry Pi 3 الذي يعد دائرة إلكترونية صغيرة جداً ومميزة تستطيع محاكاة العديد من أجهزة الألعاب المفضلة، وبسعر 35 دولاراً فقط. ويمكن تحميل نظام تشغيل خاص يحتوي على عدة محاكيات اسمه RetroPie، ولكن هذه العملية تتطلب وجود بطاقة ذاكرة «مايكرو إس دي» وتحميل نظام التشغيل من الإنترنت ونسخه عليها، واستخدام أداة تحكم إضافية (يمكن استخدام أدوات التحكم اللاسلكية للأجهزة الحديثة، مثل «إكس بوكس وان» و«بلايستيشن 4»، أو أداة تحكم تعمل من خلال منفذ «يو إس بي»). ويستطيع المستخدم بهذه الطريقة تشغيل محاكيات لأجهزة «أتاري» و«نينتندو» و«نينتندو غيم بوي» و«سوبر نينتندو» و«نينتندو 64» و»نينتندو غيم كيوب» و«سيغا ماستر سيستم» و«سيغا جينيسيس» و«سيغا سي دي» و«سيغا 32 إكس» و«سيغا ساترن» و«سيغا دريمكاست» و«بي سي إنجن» و«بلايستيشن 1» و«بي إس بي» و«نيو جيو» وأجهزة صالات الألعاب Arcade المختلفة وجهاز MSX المسمى «صخر» في المنطقة العربية و«كومودور 64» و«كومودور أميغا»، وغيرها. ولكن هذه العملية تتطلب اقتناء المستخدم الألعاب الأصلية لتكون العملية قانونية، عوضاً عن تحميلها من الإنترنت.
واختبرت «الشرق الأوسط» هذا الجهاز على مجموعة من الألعاب الشخصية عبر عدة أجهزة، وكانت النتائج مبهرة للغاية وسلسة، ولكن عملية الإعداد تتطلب بعض الصبر لمن ليس لديه دراية تقنية، مع وجود العديد من عروض الفيديو في «يوتيوب» التي تسهل العملية، وبشكل كبير. ويمكن الحصول على المزيد من المعلومات حول الجهاز بزيارة موقعه https:--www.raspberrypi.org، وحول نظام التشغيل الخاص بمحاكيات أجهزة الألعاب الإلكترونية https:--retropie.org.uk.
ويدعم الجهاز شبكات «بلوتوث» و«واي فاي» اللاسلكية، مع تقديم منفذ للسماعات الصوتية وآخر للشبكات السلكية ومخرج للصوت والصورة للتلفزيونات عالية الدقة HDMI، بالإضافة إلى وجود منفذ لبطاقات الذاكرة «مايكرو إس دي» لحفظ الملفات ونظام التشغيل عليها، مع تقديم 4 منافذ «يو إس بي» للتفاعل مع العديد من الملحقات المختلفة. ويمكن مد الجهاز الصغير بالطاقة الكهربائية من خلال منفذ «مايكرو إس بي»، أي أنه يمكن استخدام بطارية محمولة ليعمل في أثناء التنقل، أو استخدام شاحن كهربائي خاص.
ويمكن استخدام جهاز «ريتروباي» لأغراض تعليم الأطفال أسس البرمجة وهندسة الإلكترونيات، أو صنع دوائر خاصة بالمستخدم، وإضافة الكثير من الملحقات إلى الجهاز لتحقيق الهدف المرغوب، مثل إضافة مستشعرات الدخان والرطوبة لتطوير كاشف حريق، أو مستشعر حركة لبدء عملية تسجيل كاميرا مراقبة شخصية، أو إضافة شاشة تعمل باللمس لتحويله إلى جهاز محمول، أو رجل آلي يسير على عجلات ويستشعر ميله وطريقه من خلال كاميرا مدمجة، والكثير غيرها من الملحقات التي يمكن الحصول عليها من متاجر الإنترنت بأسعار منخفضة تتناسب مع الفئة المستهدفة من المستخدمين، ووصلها به من خلال مجموعة من الـ«دبابيس».