مصر: جدل بشأن إجراء الانتخابات الرئاسية في ظل «الطوارئ»

TT

مصر: جدل بشأن إجراء الانتخابات الرئاسية في ظل «الطوارئ»

بموافقة البرلمان المصري، أول من أمس، على إعلان حالة الطوارئ لثلاثة أشهر مقبلة، أبدى سياسيون مخاوفَ من «الإجراءات الاستثنائية» المصاحبة للقرار، على الانتخابات الرئاسية المرتقبة، التي يُفتح باب الترشح لها رسمياً في غضون 4 أشهر، وبدأت حملات دعائية في جمع توقيعات لدعم إعادة ترشيح الرئيس عبد الفتاح السيسي لفترة ثانية.
وتنص المادة 140 من الدستور على أن «يُنتخب رئيس الجمهورية لمدة أربع سنوات، تبدأ من اليوم التالي لانتهاء مدة سلفه، ولا تجوز إعادة انتخابه إلا لمرة واحدة. وتبدأ إجراءات انتخاب رئيس الجمهورية قبل انتهاء مدة الرئاسة بمائة وعشرين يوماً على الأقل، ويجب أن تعلن النتيجة قبل نهاية هذه المدة بثلاثين يوماً على الأقل».
وفي يونيو (حزيران) 2014 تسلم السيسي مهام منصبه بشكل رسمي، ما يعني بدء إجراءات الانتخابات الرئاسية في فبراير (شباط) 2018، على أن تجرى الانتخابات، وتعلن النتائج بحد أقصى في مايو (أيار) من العام نفسه.
وهذه هي المرة الثالثة التي تُعلن فيها حالة الطوارئ في مصر خلال العام الحالي، إذ فُرضت للمرة الأولى في أعقاب تفجيرين متزامنين استهدفا كنيستين في محافظتي الإسكندرية وطنطا في أبريل (نيسان) الماضي، وأسفرا عن مقتل ما يزيد على 40 شخصاً غالبيتهم من الأقباط، وتقرر تمديد الطوارئ لثلاثة أشهر أخرى في يوليو (تموز) الماضي بموافقة مجلس النواب. وعقب انتهاء سريان الإجراءات أصدر الرئيس قراراً جديداً في 12 من الشهر الحالي بتطبيق الطوارئ.
غير أن عضو لجنة الإصلاح التشريعي أستاذ القانون صلاح فوزي أشار إلى أنه في حال تقرر تمديد العمل بحالة الطوارئ، مع بدء استحقاق الانتخابات الرئاسية، فإنه «لا يوجد مانع قانوني أو دستوري يحول دون ذلك». وأضاف أن «دولة مثل فرنسا نفسها أجرت الانتخابات الرئاسية التي جاءت بالرئيس الحالي إيمانويل ماكرون، في ظل فرض حالة الطوارئ».
وأوضح فوزي لـ«الشرق الأوسط» أن ما يترتب على الطوارئ من «إجراءات وقائية لحماية النظام، حددها القانون رقم 1 لعام 1913، وتتضمن اشتراك القوات المسلحة مع عناصر الشرطة في حماية المنشآت، ومنحهما حق الضبطية القضائية». ولفت إلى أن قانون الطوارئ «لا يحظر التجمهر لفاعلية سياسية»، ويؤكد أن موافقة مجلس النواب الأخيرة على القرار الجمهوري 510 لسنة 2017 المتعلق بإعلان حالة الطوارئ، يترتب عليه في حال تمديده أو إصدار قرار آخر في فترة إجراء الانتخابات الرئاسية «أن تؤمن القوات المسلحة عملية الاقتراع والتصويت، من دون الحاجة إلى قرار جديد».
ويقول الباحث السياسي والقانوني أيمن عقيل لـ«الشرق الأوسط» إنه «ومع مراعاة كل الأسباب الأمنية الداعية إلى إعلان حالة الطوارئ، وما تواجهه مصر من عمليات إرهابية، فإن إجراء الانتخابات الرئاسية في ظل تلك الحالة مزعج، ومضر سياسياً في الداخل والخارج، وقد يستخدم للتشكيك في نزاهة الانتخابات وحياديتها».
وأضاف أن «القوانين العادية القائمة التي لا تتضمن إجراءات استثنائية، تتضمن ما يكفي لفرض الأمن، خصوصاً أنه طوال مدة فرض الطوارئ، سواء في الشهور الستة الماضية، أو ما سبقها في أعقاب ثورتي 25 يناير و30 يونيو، أثبتت عدم الجدوى، وتواصلت العمليات الإرهابية».
من جهته قال النائب البرلماني، شريف الورداني، «إنه لا توجد علاقة بين إقرار الطوارئ وإجراء الانتخابات الرئاسية، خصوصاً أن الأول يتعلق بمكافحة جرائم الإرهاب ومرتكبيها، ومحاولة مواجهتها بشكل استباقي، ولن يضار منه سوى المتورطين في تلك الجرائم»، مضيفاً أنه «سبق وأن تعهد رئيس مجلس الوزراء شريف إسماعيل بعدم استخدام إجراءات الطوارئ الاستثنائية في المساس بالحريات».
وتابع الورداني، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: «الانتخابات المقبلة، بموجب الدستور القائم والقانون، ستتضمن معايير النزاهة والشفافية المطلوبة، وتتكفل الهيئة الوطنية للانتخابات، وهي الجهة المستقلة، بإتمامها على أفضل وجه».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.