جنبلاط يكلّف بالدفاع عن مسؤول أمنه السابق المشتبه بتعامله مع إسرائيل

TT

جنبلاط يكلّف بالدفاع عن مسؤول أمنه السابق المشتبه بتعامله مع إسرائيل

تواصل الأجهزة الأمنية اللبنانية تحقيقاتها مع الموقوف سليم أبو حمدان، المسؤول السابق عن أمن رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» النائب وليد جنبلاط، بشبهة التعامل مع العدو الإسرائيلي، وذلك بإشراف القضاء العسكري، في وقت كلّف فيه جنبلاط مفوضية العدل في الحزب، للدفاع عن أبو حمدان أمام المراجع القضائية المختصّة.
وأفادت مصادر أمنية «الشرق الأوسط»، بأن استدعاء أبو حمدان للتحقيق «جاء بعد ورود اسمه خلال التحقيق الذي تجريه الأجهزة الأمنية مع 3 موقوفين بتهمة التعامل مع الاستخبارات الإسرائيلية». وأوضحت المصادر أن «التحقيق محاط بالسرية الكاملة»، رافضة التعليق عمّا إذا كان الموقوف أدلى باعترافات عن صلة له بإسرائيل أو نفى هذه التهمة. وقالت إن «هذا السؤال يجيب عنه المرجع القضائي المختص عند انتهاء التحقيقات الأولية، فإما يأمر بإطلاق سراحه، أو يدعي عليه ويحيله موقوفاً إلى المحكمة العسكرية».
وبعد ملازمته الصمت لمدة أسبوع، أصدر النائب جنبلاط بياناً قال فيه: «لقد قمت بتكليف مفوضية العدل في الحزب التقدمي الاشتراكي، بمتابعة قضية الرفيق سليم أبو حمدان للدفاع عنه، لأننا بموازاة التزامنا بالقانون وخضوعنا لأحكامه، فليس من عاداتنا التخلي عن المناضلين في الحزب»، وذلك بعدما كان قد طلب من الحزبيين وعائلة الموقوف «التقيد بالهدوء وعدم الانجرار إلى المزايدات السخيفة في موضوع سليم أبو حمدان»، مؤكداً أن «التحقيق هو المرجع الأخير».
وترفض قيادة الحزب الاشتراكي إطلاق مواقف مسبقة بشأن قضية أبو حمدان، ما دام أنها تراهن على عدالة القضاء لبيان الحقيقة، حيث أوضح مفوض الإعلام في الحزب التقدمي الاشتراكي رامي الريس، أن «الحزب يقف إلى جانب أبو حمدان كمناضل قديم، وانطلاقاً من الالتزام الحزبي والأخلاقي». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «علمنا أن الرفيق أبو حمدان بات موقوفاً لدى إحدى المؤسسات الأمنية، وهو يخضع للتحقيق، ومن واجبنا الدفاع عنه، من دون التدخل في التحقيق».
وأكد الريس أن «الثقة بالقضاء والأجهزة الأمنية كبيرة جداً، ونحن نعوّل عليها وعلى عدالتها في كشف الحقيقة، ونحن نشدد دائماً على الركون إلى القضاء، ومارسنا هذه السياسة في كل المفاصل السابقة»، معتبراً أن الحزب الاشتراكي «يراهن دائماً على الدولة وأجهزتها الرسمية، ولذلك هو يثق بالقرارات التي تصدر عن القضاء».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.