بينما عقد المجلس الوطني لـ«حزب الأصالة والمعاصرة» المغربي اجتماعاً في منتجع الصخيرات بضواحي الرباط أمس، بدا أن المجتمعين كانوا يتجهون لرفض استقالة الأمين العام للحزب إلياس العماري.
وحسب ما تسرب عن الاجتماع المغلق، فإن استقالة العماري تحولت من آخر نقطة مدرجة في جدول أعمال الاجتماع تحت عنوان «إخبار باستقالة»، إلى الموضوع الرئيسي للاجتماع. ومع انطلاق أشغال المجلس (برلمان الحزب)، ارتفعت أصوات تطالب بمناقشة استقالة الأمين العام، التي كان أعلن عنها عقب خطاب العاهل المغربي الملك محمد السادس بمناسبة عيد الجلوس بداية أغسطس (آب) الماضي، وتقديم توضيحات حول دوافع هذه الاستقالة.
واستجابة لاستفسارات أعضاء المجلس، أخذ العماري الكلمة، رغم أن حديثه لم يكن مدرجا في جدول الأعمال. وحسب مصادر من داخل الاجتماع، فإن العماري وصف استقالته بـ«السياسية»، وأنها جاءت في سياق تفاعله مع الخطاب الملكي الذي انتقد أداء الأحزاب السياسية والمسؤولين على إدارة الشأن العام بالمغرب. وأشار المصدر إلى أن العماري تأسف لكونه الوحيد من بين الأمناء العامين للأحزاب المغربية الذي اتخذ هذا القرار.
وخلال المناقشة برز توجهان؛ الأول، وهو الغالب، عدّ أن استقالة العماري غير نافذة لأنها تمت عن طريق الإعلان في وسائل الإعلام، وأنها لم تسلك الإجراءات القانونية والتنظيمية المعتمدة من طرف الحزب، في حين ذهب آخرون إلى أن العماري لم يعد أمينا عاما للحزب بفعل استقالته، رغم أنه أعلن عنها خلال مؤتمر صحافي، وطالب آخرون بتقديم المكتب السياسي للحزب استقالة جماعية.
يذكر أن هذين الموقفين قد برزا قبل انعقاد اجتماع المجلس الوطني للحزب، حيث قال عبد اللطيف وهبي، عضو المكتب السياسي، إن «استقالة العماري لا نقاش فيها». وجاء ذلك في تصريح قبل انطلاق أشغال المجلس الوطني، فيما صرح حكيم بنشماس بأن «القرار يعود للمجلس الوطني، وأنه سيد نفسه».
وكشف مصدر حزبي لـ«الشرق الأوسط» أن الخلافات التي ظهرت بين القيادات الحزبية في الآونة الأخيرة جرى تلطيفها قبل انعقاد الاجتماع، مشيراً إلى أن «جماعة الدار البيضاء» بقيادة الأمين العام السابق حسن بنعدي أصبحت في صف استمرار العماري في قيادة الحزب بعد أن كانت ضده، في حين لا تزال «جماعة أغادير»، التي يقودها وهبي تطالب بإبعاد العماري، وضرورة تخليص الحزب من هيمنة «اليساريين» الموالين للعماري.
وقبل انطلاق الاجتماع، وصل العماري إلى قصر المؤتمرات بالصخيرات مرفوقا بفاطمة الزهراء المنصوري، رئيسة المجلس الوطني للحزب، الأمر الذي عدّ مؤشراً على تقارب القياديين بعد الخلافات التي برزت بينهما قبل الاجتماع.
وعن سير الأشغال داخل قاعة الاجتماع، قال عزيز اللبار، عضو المكتب السياسي للحزب، لـ«الشرق الأوسط»، إن النقاشات بدأت حادة بين أنصار الموقفين، غير أن الغالبية مع بقاء العماري على رأس الحزب. وبرر اللبار هذا الموقف بأن الحزب لم يجد بعد زعيماً بديلاً للعماري. وأضاف: «حتى المعارضين لبقاء العماري بدأوا يتراجعون عن موقفهم».
من جانبه، قال جمال الشيشاوي، عضو المكتب السياسي للحزب، لـ«الشرق الأوسط»: «ناقشنا مشاكلنا بديمقراطية وانفتاح»، مضيفاً أن «حزبنا قوي، برجاله ونسائه وكفاءاته، وبمنهجه الديمقراطي. وعلى الذين يراهنون على تفجير حزب الأصالة والمعاصرة أن ينتظروا طويلاً».
«الأصالة والمعاصرة» المغربي يتجه لرفض استقالة زعيمه
العماري تأسف لأنه الوحيد من بين قادة الأحزاب الذي قرر التنحي
«الأصالة والمعاصرة» المغربي يتجه لرفض استقالة زعيمه
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة