يعتزم أحد القضاة الفرنسيين المكلفين بملف هجوم باريس مواجهة المتهم صلاح عبد السلام بشخص آخر يدعى علي أولقاضي. وهو من سكان البلدية نفسها التي كان يعيش فيها عبد السلام وهي بلدية مولنبيك ببروكسل المعروفة بغالبية سكانها من المهاجرين من ذوي الأصول العربية والإسلامية. وحسب ما نقلت وسائل إعلام محلية، قال ديدير ديكويفي محامي علي أولقاضي إن «قاضي التحقيق يعتزم مواجهة موكلي أولقاضي بصلاح عبد السلام خلال جلسة الاستماع». وكان علي أولقاضي قد نقل صلاح عبد السلام بسيارة من بلدية لاكن إلى بلدية سكاربيك عندما فر هذا الأخير من باريس إلى بلجيكا بعد هجمات 13 نوفمبر (تشرين الثاني) 2015. وكان محامي أولقاضي قد حل بباريس للمطالبة بالإفراج عن موكله، ومن جهته أعرب صلاح عبد السلام عن استعداده للتحدث خلال محاكمته في ديسمبر (كانون الأول) المقبل ببروكسل. ويأتي ذلك بعد أن جرى الإعلان في العاصمة البلجيكية، عن التوصل إلى اتفاق بين سلطات التحقيق في كل من بروكسل وباريس حول حضور صلاح عبد السلام، الناجي الوحيد من بين منفذي هجمات وقعت في العاصمة الفرنسية في نوفمبر 2015، جلسات محاكمته أمام القضاء البلجيكي، في قضية تتعلق بإطلاق نار على رجال الشرطة أثناء عملية مداهمة أمنية، جرت قبل أيام من اعتقال عبد السلام في بروكسل في الثامن عشر من مارس (آذار) العام الماضي.
وقال إريك فانديرسبت المتحدث باسم مكتب التحقيق الفيدرالي إن كلا الجانبين توصلا إلى حل قضائي لإتاحة الفرصة أمام عبد السلام لحضور محاكمته في بلجيكا أمام المحكمة الجنائية في بروكسل في الثامن عشر من ديسمبر (كانون الأول) المقبل وسيمثل أيضا أمام القضاء الفرنسي في ملف تفجيرات نوفمبر 2015، «وعبد السلام موجود حاليا في سجن فرنسي بينما زميله الآخر في ملف إطلاق النار على رجال الشرطة في بروكسل ويدعى سفيان عياري وهو موجود في سجن ببلجيكا».
وقالت وسائل الإعلام في بروكسل إن صلاح وبشكل غير متوقع، أعرب عن رغبته في حضور جلسات محاكمته في بروكسل، وذلك بعد أن التزم عبد السلام الصمت على مدى عام كامل ورفض الإجابة عن أسئلة المحققين حول ملابسات ما وقع في الخامس عشر من مارس من العام الماضي، عندما داهمت قوة أمنية مشتركة من عناصر الشرطة البلجيكية والفرنسية مسكنا في بلدية فورست ببروكسل.
وكان يختبئ فيه كل من عبد السلام وعياري وشخص ثالث جزائري يدعى محمد بلقايد وفوجئت عناصر الشرطة بإطلاق النار من داخل الشقة وجرى تبادل إطلاق النار وانتهى الأمر بمقتل بلقايد وهروب عبد السلام وعياري، ثم جرى اعتقالهما بعد ثلاثة أيام في مولنبيك ببروكسل وذلك قبل أيام قليلة من وقوع هجمات بروكسل التي شملت مطار العاصمة وإحدى محطات القطارات الداخلية وأسفرت عن مقتل 32 شخصا وإصابة 300 آخرين. وكانت بلجيكا قد سلمت عبد السلام إلى باريس في أواخر أبريل (نيسان) من العام الماضي، بناء على مذكرة اعتقال صدرت عن السلطات القضائية الفرنسية في مارس من العام نفسه. وفي أواخر الشهر الماضي تقرر تخفيف الإجراءات المفروضة في السجن، على صلاح عبد السلام، ورأت السلطات الفرنسية، أن تخفيف هذه الإجراءات سوف يصب في مصلحة التحقيق، وفي الوقت نفسه يمكن بذلك تفادي أي محاولة من جانب عبد السلام للانتحار قبل بدء جلسات محاكمته.
من جهة أخرى، وفي الإطار نفسه اهتمت وسائل إعلام في بروكسل بما ذكره تقرير إعلامي ألماني من أن رسائل وردت إلى هاتف منفذ اعتداء برلين بعد مقتله تسببت بحدوث إنذار خشية من وقوع اعتداءات إرهابية. وحسب التقرير جعلت إحدى تلك الرسائل السلطات الألمانية تفكر في إلغاء «كرنفال الثقافات العالمية» في برلين. ذكرت مجلة «فوكس» الألمانية في عدد نهاية الأسبوع أن رسائل وردت إلى هاتف منفذ اعتداء برلين، أنيس العامري، دفعت بالسلطات الأمنية في ألمانيا للاستنفار واستنفار أجهزة أمنية في بلدان أخرى من ضمنها بريطانيا والولايات المتحدة.
وأضافت المجلة أن الرسائل وردت من السودان وورد فيها أن «الإخوة في بلجيكا مستعدون». كما تحدثت رسالة ثانية عن «حفل عرس كبير» الأمر الذي جعل السلطات الألمانية تفكر في إلغاء «كرنفال الثقافات العالمية» في برلين. وتابعت المجلة أنه اتضح فيما بعد أن الرقم يعود لمخبر للشرطة الإسبانية وأنه كان يريد تحريض إسلامويين محتملين على إجابته. ولكن السؤال الذي طرح نفسه هو: هل كان يعرف المخبر أن الرقم يعود للعامري؟ وإذا كان الجواب بالإيجاب برز سؤال آخر: هل كان يعرف المخبر بعزم العامري على تنفيذ الاعتداء؟. والكلام دائماً للمجلة الألمانية. ويشار إلى أنه قبل ساعات من نشر التقرير الإعلامي ذكر تقرير في محطة «إيه آر دي» (ARD) الألمانية العامة أن مخبراً سرياً للشرطة الألمانية يواجه اتهامات بتحريض وتشجيع المتطرفين على ارتكاب أعمال إرهابية في ألمانيا بدلاً من السفر للجهاد في سوريا.
مواجهة بين صلاح عبد السلام وصديق ساعده في الهرب بعد تفجيرات باريس
«الإخوة في بلجيكا مستعدون»... رسالة وصلت إلى هاتف منفذ اعتداء برلين وراء تفادي هجمات أخرى
مواجهة بين صلاح عبد السلام وصديق ساعده في الهرب بعد تفجيرات باريس
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة