مطعم الاسبوع: «أو غورميه ليبانيه»... بعيد عن العين وقريب من المعدة

أجدد عنوان للأكل اللبناني في مشروع لندني راقٍ على ضفاف النهر

فرن من الحجر يعمل بالطريقة التقليدية يتوسط المطعم ويشكل الميزة الأهم فيه
فرن من الحجر يعمل بالطريقة التقليدية يتوسط المطعم ويشكل الميزة الأهم فيه
TT

مطعم الاسبوع: «أو غورميه ليبانيه»... بعيد عن العين وقريب من المعدة

فرن من الحجر يعمل بالطريقة التقليدية يتوسط المطعم ويشكل الميزة الأهم فيه
فرن من الحجر يعمل بالطريقة التقليدية يتوسط المطعم ويشكل الميزة الأهم فيه

يختبئ في مشروع سكني رائع في منطقة باترسي اللندنية، يعانق نهر التي مز من بين الأبنية العملاقة التي تلامس الماء. «أو غورميه ليبانيه» O Gourmet Libanais «أجدد عناوين الأكل اللبناني في لندن، لا تراه إلا إذا كنت تقصده، فهو خجول من حيث الموقع ولكنه جريء من حيث النكهة لأنه يركز على المذاق التقليدي في قالب حديث.
الهدف من افتتاح المطعم في منطقة سكنية راقية جدا لأن هذا المشروع من أجمل وأرقى عناوين السكن الجديدة في هذا القسم من العاصمة، الهدف هو نشر المطبخ اللبناني بأصالته للمقيمين في تلك البيوت الفاخرة والزائرين من الأماكن الأخرى القريبة.
لأنه واقع ما بين أبنية شاهقة من حيث العلو تراه مختبئا عند زاوية وتقاطع للطريق الخاص الذي يربط الأبنية بعضها ببعض، مساحة جميلة للجلوس في الخارج تمت تهيئتها للصيف المقبل، ولن تتفتح بعد لأن المطعم فتح أبوابه أمام الذواقة للتو.
يعتمد ديكوره على أسلوب ومفردات الأرابيسك ولكن بطريقة عصرية، أرضية من البلاط المزخرف وثريات ملونة متدلية من الأسقف، وأهم ما يطالعك في المطعم الفرن الحجري التقليدي الذي يشبه الأفران اللبنانية التقليدية القديمة وهذا ما يجعل تذوق الخبز في المطعم حتميا بالإضافة إلى المعجنات الأخرى، لأن العجينة لذيذة جدا وطريقة خبزها رائعة.
داخل المطعم تشعر وكأنك في إحدى القرى اللبنانية، ويقول أصحاب المطعم إن الطعام الذي يقدم هو أشبه بأكل المنزل الذي تربت عليه أجيال العائلة.
الفرن الذي يتصدر واجهة المطعم هو النقطة الأهم التي تجذب الذواقة إلى المكان ويتم الاعتماد عليه في كثير من الأطباق المشوية أيضا مما يضفي نكهة إضافية لارتفاع درجة الحرارة فيه التي تساعد على الشي بطريقة أفضل.
المطبخ اللبناني بشكل عام يناسب هؤلاء الذين يعانون من الحساسية على بعض المكونات على رأسها الـ«غلوتين» لذا تم التنبه لهذه المسألة وتمت مراعاة هؤلاء الذواقة لكي يتمكنوا من تذوق 99 في المائة من الأطباق الخالية من الدقيق أو التي تم استبدال مكونات معينة فيها بمكونات لا تتعارض مع الحساسية.
قد يظن البعض أن المازة اللبنانية تتشابه وقد يكون الأمر غير بعيد عن الحقيقة، ولكن الفارق الأهم بين أطباق مازة لبنانية وأخرى هو النوعية، وهنا نتكلم عن نوعية المكونات، ويقول ربيع فرح مدير المطعم إن ميزة «أو غورميه ليبانيه» هو أنه يركز على نوعية المنتج الأفضل والأغلى ثمنا، وعندما يتم اختيار اللحم أو السمك وحتى الخضراوات يتم شراء الأفضل بغض النظر عن السعر وهذا ما يجعل المطعم مميزا ويختلف عن عناوين الأكل الأخرى المنتشرة بكثرة في لندن.
مذاق الطعام جيد جدا، لا سيما الحمص والباذنجان المتبل، والمحمرة بالإضافة إلى المشاوي والأطباق الرئيسية الأخرى مثل السمك واللحوم.
وبما أن المطعم في بدايته، فمن الملاحظ أن الزبائن من يأتون من المساكن القريبة والمحيطة به، وهناك إقبال كبير على التوصيل إلى المنازل واللافت هو أن هناك علاقة وطيدة ما بين العاملين والزبائن لأن جميعهم زبائن دائمون من سكان المنطقة.
ويقول المدير بأن المشروع آخذ في التوسع وحاليا المطعم يختبئ بين تلك الأبنية العملاقة ولكن بحلول الصيف المقبل سيتم تغيير خريطة الدخول إلى المجمع لتصبح المساحة الخارجية للمطعم مطلة مباشرة على الطريق العام وبالتالي سيكون المكان واضحا أكثر على العين من الخارج.


مقالات ذات صلة

6 نقاط قد تعيد تفكيرك في الطهي بأواني الحديد الزهر

صحتك 6 نقاط قد تعيد تفكيرك في الطهي بأواني الحديد الزهر

6 نقاط قد تعيد تفكيرك في الطهي بأواني الحديد الزهر

لا يزال كبار الطهاة العالميين، إضافة إلى ربات البيوت الماهرات في الطهي، يستخدمون أواني الطهي المصنوعة من الحديد الزهر Cast Iron Cookware.

د. عبير مبارك (الرياض)
مذاقات توابل فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)

«أبو حصيرة» من غزة إلى القاهرة

من غزة إلى القاهرة انتقل مطعم «أبو حصيرة» الفلسطيني حاملاً معه لمساته في الطهي المعتمد على التتبيلة الخاصة

نادية عبد الحليم (القاهرة)
مذاقات إم غريل متخصص بالمشاوي (الشرق الاوسط)

دليلك إلى أفضل المطاعم الحلال في كاليفورنيا

تتمتع كاليفورنيا بمشهد ثقافي غني ومتنوع، ويتميز مطبخها بكونه خليطاً فريداً من تقاليد عالمية ومكونات محلية طازجة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
مذاقات صندوق من الكعك والكعك المحلى من إنتاج شركة «غريغز سويت تريتس» في نيوكاسل أبون تاين - بريطانيا (رويترز)

حلويات خطيرة لا يطلبها طهاة المعجنات أبداً في المطاعم

في بعض المطاعم والمقاهي، توجد بعض الخيارات الاحتياطية التي تجعل طهاة المعجنات حذرين من إنفاق أموالهم عليها؛ لأنها على الأرجح خيار مخيب للآمال.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
مذاقات «الأقاشي» السودانية تغازل سفرة المصريين

«الأقاشي» السودانية تغازل سفرة المصريين

لقمة خبز قد تأسر القلب، ترفع الحدود وتقرب الشعوب، هكذا يمكن وصف التفاعل الدافئ من المصريين تجاه المطبخ السوداني، الذي بدأ يغازلهم ووجد له مكاناً على سفرتهم.

إيمان مبروك (القاهرة)

«أبو حصيرة» من غزة إلى القاهرة

توابل  فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
توابل فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
TT

«أبو حصيرة» من غزة إلى القاهرة

توابل  فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
توابل فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)

من غزة إلى القاهرة انتقل مطعم «أبو حصيرة» الفلسطيني حاملاً معه لمساته في الطهي المعتمد على التتبيلة الخاصة، وتنوع أطباقه التي تبدأ من زبدية الجمبري والكاليماري إلى الفسيخ بطريقة مختلفة.

وتعتبر سلسلة المطاعم التي تحمل اسم عائلته «أبو حصيرة» والمنتشرة بمحاذاة شاطئ غزة هي الأقدم في الأراضي الفلسطينية، لكن بسبب ظروف الحرب اتجه بعض أفراد العائلة إلى مصر؛ لتأسيس مطعم يحمل الاسم العريق نفسه، وينقل أطباق السمك الحارة المميزة إلى فضاء جديد هو مدينة القاهرة، وفق أحمد فرحان أحد مؤسسي المطعم.

«صينية السمك من البحر إلى المائدة»، عنوان إحدى الأكلات التي يقدمها المطعم، وهي مكونة من سمك الـ«دنيس» في الفرن بالخضراوات مثل البقدونس والبندورة والبصل والثوم والتوابل، وإلى جانب هذه الصينية تضم لائحة الطعام أطباق أسماك ومقبلات منوعة، تعتمد على وصفات قديمة وتقليدية من المطبخ الفلسطيني. وتهتم بالنكهة وطريقة التقديم على السواء، مع إضفاء بعض السمات العصرية والإضافات التي تناسب الزبون المصري والعربي عموماً؛ حيث بات المطعم وجهة لمحبي الأكلات البحرية على الطريقة الفلسطينية.

على رأس قائمة أطباقه السمك المشوي بتتبيلة خاصة، وزبدية الجمبري بصوص البندورة والتوابل وحبات القريدس، وزبدية الجمبري المضاف إليها الكاليماري، والسمك المقلي بدقة الفلفل الأخضر أو الأحمر مع الثوم والكمون والليمون، وفيليه كريمة مع الجبن، وستيك، وجمبري بصوص الليمون والثوم، وجمبري بالكريمة، وصيادية السمك بالأرز والبصل والتوابل.

فضلاً عن قائمة طواجن السمك المطهو في الفخار، يقدم المطعم قائمة متنوعة من شوربات السي فود ومنها شوربة فواكه البحر، وشوربة الكريمة.

يصف محمد منير أبو حصيرة، مدير المطعم، مذاق الطعام الفلسطيني لـ«الشرق الأوسط»، قائلاً: «هو أذكى نكهة يمكن أن تستمتع بها، ومن لم يتناول هذا الطعام فقد فاته الكثير؛ فالمطبخ الفلسطيني هو أحد المطابخ الشرقية الغنية في منطقة بلاد الشام، وقد أدى التنوع الحضاري على مر التاريخ إلى إثراء نكهته وطرق طبخه وتقديمه».

أطباق سي فود متنوعة يقدمها أبو حصيرة مع لمسات تناسب الذوق المصري (الشرق الأوسط)

وأضاف أبو حصيرة: «وفي مجال المأكولات البحرية يبرز اسم عائلتنا التي تتميز بباع طويل ومميز في عالم الأسماك. إننا نتوارثه على مر العصور، منذ بداية القرن الماضي، ونصون تراثنا الغذائي ونعتبر ذلك جزءاً من رسالتنا».

«تُعد طرق طهي الأسماك على الطريقة الغزاوية خصوصاً حالة متفردة؛ لأنها تعتمد على المذاق الحار المميز، وخلطات من التوابل، والاحتفاء بالطحينة، مثل استخدامها عند القلي، إضافة إلى جودة المكونات؛ حيث اعتدنا على استخدام الأسماك الطازجة من البحر المتوسط المعروفة»، وفق أبو حصيرة.

وتحدث عن أنهم يأتون بالتوابل من الأردن «لأنها من أهم ما يميز طعامنا؛ لخلطتها وتركيبتها المختلفة، وقوتها التي تعزز مذاق أطباقنا».

صينية أسماك غزوية يقدمها أبو حصيرة في مصر (الشرق الأوسط)

لاقت أطباق المطعم ترحيباً كبيراً من جانب المصريين، وساعد على ذلك أنهم يتمتعون بذائقة طعام عالية، ويقدرون الوصفات الجيدة، والأسماك الطازجة، «فنحن نوفر لهم طاولة أسماك يختارون منها ما يريدون أثناء دخول المطعم».

ولا يقل أهمية عن ذلك أنهم يحبون تجربة المذاقات الجديدة، ومن أكثر الأطباق التي يفضلونها زبدية الجمبري والكاليماري، ولكنهم يفضلونها بالسمسم أو الكاجو، أو خليط المكسرات، وليس الصنوبر كما اعتادت عائلة أبو حصيرة تقديمها في مطاعمها في غزة.

كما انجذب المصريون إلى طواجن السي فود التي يعشقونها، بالإضافة إلى السردين على الطريقة الفلسطينية، والمفاجأة ولعهم بالخبز الفلسطيني الذي نقدمه، والمختلف عن خبز الردة المنتشر في مصر، حسب أبو حصيرة، وقال: «يتميز خبزنا بأنه سميك ومشبع، وأصبح بعض الزبائن يطلبون إرساله إلى منازلهم بمفرده أحياناً لتناوله مع وجبات منزلية من فرط تعلقهم به، ونلبي لهم طلبهم حسب مدير المطعم».

تحتل المقبلات مكانة كبيرة في المطبخ الفلسطيني، وهي من الأطباق المفضلة لدى عشاقه؛ ولذلك حرص المطعم على تقديمها لزبائنه، مثل السلطة بالبندورة المفرومة والبصل والفلفل الأخضر الحار وعين جرادة (بذور الشبت) والليمون، وسلطة الخضراوات بالطحينة، وبقدونسية بضمة بقدونس والليمون والثوم والطحينة وزيت الزيتون.

ويتوقع أبو حصيرة أن يغير الفسيخ الذي سيقدمونه مفهوم المتذوق المصري، ويقول: «طريقة الفسيخ الفلسطيني وتحضيره وتقديمه تختلف عن أي نوع آخر منه؛ حيث يتم نقعه في الماء، ثم يتبل بالدقة والتوابل، ومن ثم قليه في الزيت على النار».

لا يحتل المطعم مساحة ضخمة كتلك التي اعتادت عائلة «أبو حصيرة» أن تتميز بها مطاعمها، لكن سيتحقق ذلك قريباً، حسب مدير المطعم الذي قال: «نخطط لإقامة مطعم آخر كبير، في مكان حيوي بالقاهرة، مثل التجمع الخامس، أو الشيخ زايد».