رد «الحرس الثوري» الإيراني على مواقف أوروبية وأخرى أميركية تعهدت بوقف البرنامج الباليستي، بإصدار بيان أمس، أكد فيه مواصلة تطوير الصواريخ ومد نفوذه الإقليمي «بوتيرة أسرع» على الرغم من الضغوط، فيما قال قائد «الحرس الثوري» محمد جعفري، أمس، في بيان منفصل إن «جغرافية نفوذ» بلاده في الوقت الحالي «غير قابلة للتحكم»، عادّاً أن دعوات «تعميم المفاوضات النووية على مجالات قوة النظام» تأتي بالتزامن مع «بداية مرحلة تكامل الثورة الإيرانية» التي تقضي على الحضارة الغربية؛ حسب زعمه. وقال «الحرس الثوري» في بيان رسمي نشره الموقع الإعلامي الناطق باسمه «سباه نيوز» أمس إن «تطوير القدرات الصاروخية يتواصل بوتيرة أسرع»، مشيرا إلى أن العقوبات «لم توقف تطوير البرنامج».
وتأتي الخطوات التصعيدية من «الحرس الثوري» في سياق الرد الإيراني على خطوة الرئيس الأميركي دونالد ترمب الجمعة الماضي برفض التصديق على الاتفاق النووي وإعادته إلى الكونغرس، وإعلانه عن استراتيجية لمواجهة ما وصفه بتهديد إيران المتنامي في المنطقة، خصوصا برنامج الصواريخ الباليستية.
ووصف بيان «الحرس الثوري» الرئيس الأميركي دونالد ترمب بـ«المارق والأحمق»، وزعم البيان أن موقفه «دليل على فشل السياسات الأميركية والصهيونية لتغيير خريطة المنطقة وتقسيم الدول»، كما عدّ أن أميركا «غاضبة» من دور قوات «الحرس الثوري» في المنطقة.
ويشدد «الحرس الثوري» في البيان على أنه «أكثر عزما من السابق على مواصلة رسالته الثورة».
والجمعة الماضي، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب استراتيجية لمواجهة الصواريخ الباليستية، وأعلنت وزارة الخزانة الأميركية فرض عقوبات على كيانات في «الحرس الثوري» على صلة بالبرنامج الصاروخي.
وأقر مجلس الأمن بالإجماع الاتفاق النووي الذي تم التوصل إليه في 2015، متحملا بذلك مسؤولية مراقبة حسن تطبيقه. وتعرض قرار ترمب لموجة انتقادات حادة من قبل شركاء واشنطن في الاتفاق؛ فقد انتقده الأعضاء الدائمون في مجلس الأمن؛ فرنسا وبريطانيا والصين وروسيا، وكذلك ألمانيا من خارج المجلس.
ورغم معارضة حلفاء واشنطن الأوروبيين (فرنسا وألمانيا وبريطانيا) فإن الدول الثلاث شددت على ضرورة التصدي للبرنامج الصاروخي وخطر التغلغل الإيراني في المنطقة.
وفرضت واشنطن جملة من العقوبات على كيانات «الحرس الثوري»، وقالت إن البرنامج الصاروخي «يعارض روح الاتفاق النووي».
في سياق متصل، قال قائد «الحرس الثوري» محمد جعفري إن الحضارة الغربية تواجه تحديا جديا بسبب ما عدّه تنامي «الثورة» الإيرانية، مؤكدا أن بلاده تواصل مسارها القوي تحت تأثير توصيات المرشد الإيراني علي خامنئي لإقامة «حضارة إسلامية». وصرح بأن «ثورة» بلاده «في طور الاتساع»، مشددا على أن «جغرافية نفوذها غير قابلة للتحكم».
وأوضح جعفري أن بلاده تشهد حاليا «بداية مرحلة تكامل الثورة الإيرانية» وأضاف: «مرحلة من أبرز مؤشراتها تصاعد عواء المفاوضات وتعميم نموذج المفاوضات النووية على مجالات قوة النظام».
وفي إشارة ضمنية إلى قرار ترمب، قال جعفري إن «تنشيط تهديدات الأعداء ضد الشعب الإيراني أظهر أن أولويات النظام هي تنمية القدرات الدفاعية لإمطار الأعداء بالقذائف النارية»، لافتا إلى أن قواته «تتعهد بالوقوف أمام الأعداء في سياق العبور من المرحلة الثالثة للثورة الإيرانية».
وذكر جعفري أن أميركا وحلفاءها الإقليميين «لو كان بإمكانهم لألحقوا الضرر بإيران خلال 40 عاما، وما كانوا ليضعوا دقيقة من أجل ذلك».
وجاء بيان جعفري للإشادة بالمواقف الداخلية الداعمة لـ«الحرس الثوري». وكانت التيارات السياسية المحسوبة على الجناح الإصلاحي المعتدل أعلنت عن تأييدها سياسات «الحرس الثوري» الإقليمية، خصوصا المتعلقة بالبرنامج الصاروخي، بعد ما تم تداوله الأسبوع الماضي عن عزم الولايات المتحدة تصنيف «الحرس الثوري» على قائمة المنظمات الإرهابية.
وكان جعفري توعد باعتبار القوات الأميركية في خندق واحد مع تنظيم داعش. كما تحدث جعفري عن تنسيق جيد بين «الحرس» ووزارة الخارجية الإيرانية أمام مواقف أعداء النظام. وتأتي تصريحات جعفري غداة كلمة السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي، التي طالبت فيها أعضاء مجلس الأمن بالتصدي لإيران بسبب سلوكها «العدواني والمزعزع للاستقرار والمنتهك للقوانين» في المنطقة.
وكانت هيلي تتحدث في الاجتماع الشهري لمجلس الأمن لمناقشة الأوضاع في الشرق الأوسط في أول خطاب لها عقب رفض ترمب التصديق على الاتفاق النووي. وقالت هيلي إن «الولايات المتحدة انطلقت في مهمة تهدف إلى التصدي للسلوك الإيراني المدمر بجميع جوانبه، وليس جانبا واحدا منه». وأضافت: «من الضروري أن يقوم المجتمع الدولي بالأمر ذاته». وأشارت في كلمتها إلى صفقات بيع الأسلحة والدعم العسكري لجهات مقاتلة في اليمن وسوريا ولبنان، على أنها تشكل أمثلة على انتهاك إيران قرارات الأمم المتحدة، عادّةً إجراء إيران تجارب صاروخية «التهديد الأخطر الذي يشكله النظام الإيراني»، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.
وقالت هيلي: «إيران يجب أن تحاكم على مجمل سلوكها العدواني والمزعزع للاستقرار والمنتهك للقوانين»، مؤكدة أن «هذا المجلس أمامه الآن فرصة لتغيير سياسته تجاه النظام الإيراني».
في شأن متصل، دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أمس، إلى ضمان التزام إيران الصارم بالاتفاق النووي الموقع عام 2015، وفق ما نقلت وكالة «رويترز».
وقال مكتب ماكرون في بيان بعد أن اجتمع الرئيس الفرنسي مع مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو: «دعا الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى ضمان الالتزام الصارم ببنود الاتفاق بجميع أبعادها».
«حرس» إيران يشدد على مواصلة تمديد نفوذها الإقليمي وتطوير الصواريخ
جعفري: نرفض تعميم المفاوضات النووية على مجالات قوة النظام
«حرس» إيران يشدد على مواصلة تمديد نفوذها الإقليمي وتطوير الصواريخ
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة