تونس: هيئة مراقبة القوانين تفشل في طعن ضد قانون المصالحة

TT

تونس: هيئة مراقبة القوانين تفشل في طعن ضد قانون المصالحة

فشلت هيئة مراقبة دستورية القوانين بتونس في الطعن ضد قانون المصالحة الإدارية المثير للجدل، والذي يشمل مسؤولين وموظفين كباراً من النظام السابق، حسب ما أعلنت عنه وكالة الأنباء الألمانية.
وكان البرلمان قد صادق في سبتمبر (أيلول) الماضي على مشروع القانون، الذي تقدم به رئيس الجمهورية قبل عامين للعفو عن موظفين ومسؤولين، عملوا خلال فترة حكم الرئيس السابق زين العابدين قبل ثورة عام 2011 من الملاحقة القضائية لارتباطهم بقضايا فساد. وتقدمت المعارضة في البرلمان بعريضة للطعن في دستورية القانون، بعد احتجاجات واسعة في الشارع، ما دفع البرلمان إلى إحالته إلى هيئة وقتية للنظر في دستورية القوانين، وهي هيئة ظرفية لحين تكوين المحكمة الدستورية.
ونقلت وكالة الأنباء التونسية عن مصدر بالهيئة أمس قوله إنها (الهيئة) قامت بإحالة مشروع القانون إلى رئيس الجمهورية لعدم توفر الأغلبية المطلوبة لإصدار قرار بشأنه، حيث صوت ثلاثة مع القانون وثلاثة ضده.
وبحسب القانون يمكن لرئيس الجمهورية ختم القانون ونشره بالرائد (الجريدة) الرسمية، كما يمكن أن يحيله مرة أخرى إلى البرلمان لإعادة النظر فيه. فيما تقول الرئاسة التونسية إن قانون المصالحة الإدارية سيسمح بتعزيز مناخ الاستثمار، وسيسهم في الحد من البيروقراطية، بينما تنظر له الأحزاب المعارضة ومنظمات من المجتمع المدني، على أنه إفلات من العقاب وتبييض للفساد.
وعلى صعيد غير متصل، دعا منسق الاتحاد الأوروبي لمكافحة الإرهاب جيل دو كيرشوف خلال زيارة إلى تونس أول من أمس إلى تعزيز تبادل المعلومات مع السلطات التونسية في قضايا الإرهاب.
وقال دو كيرشوف في مؤتمر صحافي في تونس العاصمة، إن «تدفق المعلومات (المتبادلة) بين ضفتي البحر المتوسط يسير جيداً... وتبادل المعلومات سهّل تنفيذ عمليات» لمكافحة الإرهاب، حسب تصريح وكالة الصحافة الفرنسية.
إلا أن المنسق الأوروبي شدد على ضرورة تعزيز أمن تبادل المعلومات المتصلة بالإرهاب، وقال بهذا الخصوص: «نسعى إلى إيجاد وسيلة لمساعدة تونس في مجال حماية البيانات... وذلك لتعزيز تبادل المعلومات» بين السلطات التونسية وهيئتي التنسيق الأمني والقضائي في الاتحاد الأوروبي «يوروبول» و«يوروجاست».
وأوضح دو كيرشوف أن هذا الأمر من شأنه تعزيز التعاون في المحاكمات الجارية المرتبطة باعتداءي 2015 على أحد شواطئ سوسة (140 كلم جنوب تونس العاصمة) ومتحف باردو في ضاحية العاصمة. واشتكت عائلات ضحايا، ولا سيما فرنسية وبريطانية من عدم تبلغها الإجراءات القضائية.
ولدى سؤاله عن كيف تمكن أحمد حناشي، التونسي الذي قتل شابتين طعنا في مرسيليا قبل أن تقتله الشرطة الفرنسية، وأشقاؤه الذين تتهمهم السلطات التونسية بالتطرف، من دخول الأراضي الأوروبية، أكد دو كيرشوف صعوبة تحديد نقطة التحول «من التطرف إلى التطرف العنيف»، وقال في هذا السياق إن «أحد الأمور الأساسية هو أن تكون أكثر فأكثر دقيقا في رصد نقطة التحول التي يرتكب من بعدها المتطرف عددا من الأعمال تجعله يخضع للقانون الجزائي، كدخول مواقع تدعو إلى التطرف، أو شراء مكونات تحضير قنبلة».
ونفذ تونسي آخر هو أنيس عامري هجوما بواسطة شاحنة في سوق ميلادية في برلين في 19 من ديسمبر (كانون الأول)، أسفر عن مقتل 12 شخصا، وقتلته بعد ذلك بأربعة أيام عناصر من الشرطة في سيستو سان جيوفاني، قرب ميلانو في شمال إيطاليا.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».