القوات العراقية تسيطر على مطار كركوك وقاعدة «كي وان» الجوية وتواصل تقدمها بالمدينة

مسؤول بوزارة النفط أكد استرجاع شركة نفط الشمال والمصفاة من دون قتال مع البيشمركة

القوات العراقية داخل مدينة كركوك (رويترز)
القوات العراقية داخل مدينة كركوك (رويترز)
TT

القوات العراقية تسيطر على مطار كركوك وقاعدة «كي وان» الجوية وتواصل تقدمها بالمدينة

القوات العراقية داخل مدينة كركوك (رويترز)
القوات العراقية داخل مدينة كركوك (رويترز)

اصدر الجيش العراقي، اليوم (الاثنين)، بيانا أكد فيه سيطرته الكاملة على مطار كركوك.
وجاء في البيان أن "القوات العراقية تنتزع مطار كركوك من أيدي القوات الكردية". فيما دعا رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي وهو القائد العام للقوات المسلحة قوات البيشمركة الكردية للعمل تحت قيادة السلطة الاتحادية العراقية.
وفي سياق الأحداث نقلت وكالة أنباء "رويترز" عن قائدين عراقيين، قولهما إن "الجيش العراقي لم يتلق أوامر بدخول كركوك وهدفه هو تأمين محيط المدينة".
وتأتي هذه التطورات في وقت أعلن فيه قائد بالجيش العراقي أن "الأكراد يوافقون على تسليم جميع منشآت نفط الشمال وغاز الشمال للقوات العراقية"، حسب ما نقلت وكالة (رويترز).
من جانبه، قال مسؤول نفطي عراقي اليوم إن القوات العراقية استعادت السيطرة على مقر شركة نفط الشمال، شمال غربي كركوك، ومصفاة نفط تقع بالقرب منها من القوات الكردية من دون قتال.
وقال المسؤول الذي مقره كركوك للوكالة إن القوات العراقية تحركت إلى مقر شركة نفط الشمال المملوكة للدولة بعد السيطرة على قاعدة (كي وان) الجوية القريبة، وتنتشر القوات أيضا في حقل بابا كركر القريب ومصفاة نفط الشمال.
وقال مسؤول آخر بوزارة النفط العراقية للوكالة في بغداد، إن إنتاج النفط والغاز بمدينة كركوك يمضي كالمعتاد رغم العملية العسكرية العراقية الجارية لانتزاع السيطرة على المنطقة من القوات الكردية.
بدوره، قال قائد عسكري مشارك في العملية ان "بعض القيادات الكردية الأخوية المخلصة وافقت على تسليم منشآت شركة نفط الشمال وشركة غاز الشمال التابعة للدولة". فيما قال مسؤول الوزارة "لدينا اتفاق مع بعض القيادات الكردية بأن تبقى منشآت النفط والغاز بعيدة عن الصراع".
وتساهم نفط الشمال بحصة صغيرة من إجمالي إنتاج النفط في العراق وتضخ الخام بشكل رئيسي من حقول في الجنوب.
وكانت القوات العراقية قد بدأت عملية عسكرية لإعادة انتشارها وفرض وجودها في كركوك قد أسفرت الى الآن عن السيطرة على عدد من المواقع جنوب كركوك من أيدي المقاتلين الأكراد، اليوم، في محاولة لاستعادة السيطرة على المدينة الغنية بالنفط وهي جزء من منطقة أجرت استفتاء على الانفصال الشهر الماضي.
وقال بيان عسكري إن من بين المناطق التي انتزعت القوات العراقية السيطرة عليها قاعدة (كي وان) الجوية و"منشأة غاز الشمال... ومصفى بجانب منشأة الغاز" وكذلك "محطة توليد كهرباء كركوك" والحي الصناعي.
وأضاف البيان "ما زالت القطعات (القوات) مستمرة بالتقدم".
ولم تؤكد حكومة إقليم كردستان العراق السيطرة على هذه المواقع، إلا أن قناة روداو الكردية التلفزيونية قالت إن قوات البيشمركة الكردية تراجعت من مواقع جنوب كركوك.
ومدينة كركوك تحت سيطرة الأكراد، ولكن تقدم القوات العراقية إلى الحي الصناعي جعلها مسيطرة على الطرق المؤدية إلى جنوب المدينة.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.