«الهيئة العليا» تبدأ اجتماعاتها تحضيراً لـ«مؤتمر الرياض2»

TT

«الهيئة العليا» تبدأ اجتماعاتها تحضيراً لـ«مؤتمر الرياض2»

انطلقت، أمس، اجتماعات «الهيئة العليا التفاوضية» في الرياض، حيث من المتوقع أن تستمر ليومين أو ثلاثة، وعلى جدول أعمالها بشكل أساسي توسعة الوفد والتحضير لمؤتمر «رياض2».
وأوضح مصدر في «الهيئة» مشارك في الاجتماعات لـ«الشرق الأوسط»، أن البحث سيرتكز على التحضير لمؤتمر الرياض الذي من المرجح أن يُعقد قبل نهاية الشهر ليسبق موعد مفاوضات جنيف المقبلة.
وتركّزت اجتماعات اليوم الأول على «توسعة الوفد» التي أكد المصدر أن هناك رغبة شبه جامعة في تحقيقها، وذلك عبر إدخال شخصيات وطنية من الداخل، مثل تنظيمات المجتمع المدني، وإجراء تعديلات على ممثلي الفصائل، إضافة إلى انضمام منصتي «موسكو» و«الرياض» التي لا تزال المباحثات معهما مستمرة. ورجّح أن يكون الإعلان عن الوفد الجديد في مؤتمر «الرياض2»، بحيث من المتوقع زيادة العدد من 33 إلى نحو 56 شخصاً.
كانت الهيئة العامة لـ«الائتلاف الوطني السوري»، قد أرسلت توصية إلى «الهيئة العليا» نشرتها «الشرق الأوسط» في وقت سابق، طلبت فيها من منسقها رياض حجاب والأعضاء، التحضير لمؤتمر «رياض2» مع تأكيدها ثوابت المعارضة، بما فيها رفض قبول رئيس النظام بشار الأسد في المرحلة الانتقالية، وتمسكها بها لتكون منطلقاً للمفاوضات السياسية، ووضع آلية تمكّن من تشكيل وفد تفاوضي واحد وموحد برؤية ومرجعية تفاوضية عبر الهيئة العليا للمفاوضات. كما دعا «الائتلاف» في توصيته إلى «مأسسة (الهيئة العليا) تعنى بالملفات التفاوضية وتفعيل عملها لتصبح أكثر فعالية، ووضع هيكلية إدارية ونظام داخلي يحقق الأهداف».
وبعدما كانت اللجنة التحضيرية التي تشكلت من ممثلي الائتلاف وهيئة التنسيق والفصائل والمستقلين برئاسة جورج صبرا، قد بدأت التواصل مع الأطراف المعنية والعمل لضمان نجاح المؤتمر والخروج بمسودات مشاريع القرارات واللوائح المقترحة، من المفترض أن تظهر نتائج المباحثات المستمرة مع منصتي «موسكو» و«القاهرة» في الأيام القليلة المقبلة، والتي كانت قد وصلت في وقت سابق إلى حائط مسدود. مع العلم أن مصادر في «الائتلاف» كانت قد أشارت إلى أن الدعوات لحضور «مؤتمر رياض2» ستوجه إلى منصتي موسكو والقاهرة، على أن يبقى لهما قرار المشاركة من عدمه.
وقبل ذلك كانت الهيئة قد أصدرت بياناً في شهر أغسطس (آب) الماضي، قالت فيه إن «مؤتمر الرياض2» سيضم «نخبة مختارة من القامات الوطنية السورية وناشطي الثورة، من أجل توسيع قاعدة التمثيل». وأشار البيان إلى أن الرياض وافقت على الطلب، وأنه تم تشكيل لجنة للتحضير لهذا الاجتماع «بمشاركة أوسع طيف من الشخصيات الوطنية السياسية والعسكرية والثورية ومن ممثلي المجتمع المدني وتشمل كل أطياف الشعب السوري».



بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
TT

بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)

وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (الخميس) إلى الأردن، مستهِلاً جولة لبحث الأزمة في سوريا بعد إطاحة الرئيس السوري بشار الأسد، وفق ما أفاد صحافي من «وكالة الصحافة الفرنسية» كان ضمن فريق الصحافيين المرافق له في الطائرة.

وقال مسؤولون أميركيون، للصحافيين المرافقين، إن بلينكن المنتهية ولايته سيلتقي العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ووزيرَ خارجيته في مدينة العقبة (نحو 325 كيلومتراً جنوب عمان) على البحر الأحمر، في إطار سعيه إلى عملية «شاملة» لاختيار أعضاء الحكومة السورية المقبلة. وفور وصوله، توجَّه بلينكن إلى الاجتماع، ومن المقرر أن يسافر في وقت لاحق من اليوم إلى تركيا.

ودعا بلينكن إلى عملية «شاملة» لتشكيل الحكومة السورية المقبلة تتضمَّن حماية الأقليات، بعدما أنهت فصائل معارضة بقيادة «هيئة تحرير الشام» حكم بشار الأسد المنتمي إلى الطائفة العلوية التي تُشكِّل أقلية في سوريا.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية، لدى إعلانها عن جولة بلينكن، إنه سيدعو إلى «قيام سلطة في سوريا لا توفر قاعدة للإرهاب أو تُشكِّل تهديداً لجيرانها»، في إشارة إلى المخاوف التي تُعبِّر عنها كل من تركيا، وإسرائيل التي نفَّذت مئات الغارات في البلد المجاور خلال الأيام الماضية. وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر إلى أنه خلال المناقشات في العقبة على البحر الأحمر «سيكرر بلينكن دعم الولايات المتحدة لانتقال جامع (...) نحو حكومة مسؤولة وتمثيلية». وسيناقش أيضاً «ضرورة (...) احترام حقوق الأقليات، وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية، ومنع تحول سوريا إلى قاعدة للإرهاب أو أن تُشكِّل تهديداً لجيرانها، وضمان تأمين مخزونات الأسلحة الكيميائية وتدميرها بشكل آمن». وهذه الزيارة الثانية عشرة التي يقوم بها بلينكن إلى الشرق الأوسط منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وهجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على إسرائيل، التي ردَّت بحملة عنيفة ومُدمِّرة ما زالت مستمرة على قطاع غزة.

وانتهت رحلة بلينكن السابقة بخيبة أمل بعد فشله في تأمين صفقة تنهي فيها إسرائيل و«حماس» الحرب في مقابل إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة. وسيغادر بلينكن منصبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل مع إدارة الرئيس جو بايدن.

ووصف الرئيس المنتخب دونالد ترمب الوضع في سوريا بـ«الفوضى». وقال إن الولايات المتحدة لا ينبغي أن تتدخل، رغم أنه لم يوضح السياسة الأميركية منذ سقوط الأسد.