على غرار المعارض التي نشأت استذكاراً لمآسي الحروب وويلاتها، يتحضّر السودان لتدشين متحف يوثّق الأضرار التي لحقت بالبلد جراء العقوبات الأميركية الاقتصادية التي فرضت عليه منذ 20 سنة، ورفعت عنه الجمعة الماضية.
في هذا الخصوص، أصدر الطيب حسن بدوي وزير الثقافة السوداني، قرارا أول من أمس، بتشكيل لجنة لإنشاء هذا المتحف الذي سيوثق الأضرار التي لحقت بالمجتمع، جراء هذه العقوبات.
وسيعرض المتحف الأضرار الاقتصادية التي ألحقها الحصار والتي أثّرت في معيشة الناس والبلاد التي تقدر بنحو 500 مليار دولار، وما أحدثه من خراب في المرافق الخدمية الحكومية كالمستشفيات والمدارس والجامعات والمؤسسات، وما أحدثه من تدنٍ كبير في تقديم الخدمات للمواطنين، وستوثّقها إدارة المتحف المرتقب من الجهات نفسها التي تعرضت للأضرار، بجانب الجهاز القومي للتوثيق في البلاد.
ويضم المعرض والمتحف المرتقب تدشينه خلال أقل من شهر في العاصمة السودانية الخرطوم، صوراً وتقارير صحافية وأفلام فيديو، ونماذج للأضرار التي لحقت بكل القطاعات الإنتاجية والفكرية والثقافية ومجالات التكنولوجيا والنقل في البلاد، كما يتضمن آليات الشعب السوداني في مقاومة الحصار، وذلك من خلال عرض توثيقي للمسيرات والندوات والبرامج والابتكارات للحلول والمقاومة.
وقال الوزير أمس، إنّ المعرض سيقوم على غرار معارض اليابان عن هيروشيما، ورواندا بعد الحرب الأهلية، وجنوب أفريقيا الذي تناول التفرقة العنصرية، مشيراً إلى أنّ معرض السودان سيمثل الأضرار التي لحقت بكل القطاعات الإنتاجية والفكرية والثقافية، ومؤكداً ضرورة أن يستمر الشعب السوداني في تذكّر آثار العشرين سنة من المقاطعة والحصار.
معرض يوثق أضرار المقاطعة الأميركية على السودان
معرض يوثق أضرار المقاطعة الأميركية على السودان
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة