الحريري يبحث مع البابا فرنسيس الأزمة السورية و«اللاجئين»

البابا فرنسيس مع الحريري وزوجته لارا في الفاتيكان أمس (رويترز)
البابا فرنسيس مع الحريري وزوجته لارا في الفاتيكان أمس (رويترز)
TT

الحريري يبحث مع البابا فرنسيس الأزمة السورية و«اللاجئين»

البابا فرنسيس مع الحريري وزوجته لارا في الفاتيكان أمس (رويترز)
البابا فرنسيس مع الحريري وزوجته لارا في الفاتيكان أمس (رويترز)

بحث رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري، أمس، في الفاتيكان مع البابا فرنسيس وأمين سر الدولة المونسنيور بيترو بارولين، المستجدات اللبنانية، وكذلك الأزمات التي تعصف بالمنطقة، خصوصا الأزمة السورية.
وفي حين وصف الحريري لقاءاته بأنها كانت «جيدة جدا»، قالت «الوكالة الوطنية للإعلام» إن رئيس مجلس الوزراء اللبناني عرض في اجتماع مع البابا الوضع في لبنان والمنطقة وانعكاسات الأزمة السورية على الأوضاع اللبنانية والعلاقات مع الفاتيكان. بعد ذلك توجه الحريري إلى مكتب أمين سر الدولة المونسنيور بيترو بارولين وعقد معه اجتماعا تم خلاله إجراء جولة أفق شاملة تناولت الأوضاع في لبنان من مختلف جوانبها والأزمات التي تعصف بالمنطقة، خصوصا الأزمة السورية وانعكاساتها السلبية على الأوضاع في لبنان. وتم تبادل وجهات النظر في كيفية مساعدة لبنان لتخفيف وطأة وجود اللاجئين السوريين.
وتحدث الحريري للصحافيين بعد اللقاءات التي عقدها، لافتا إلى أنه على الفاتيكان مسؤولية في ملف اللاجئين السوريين، مؤكدا أن البابا سيعمل على هذا الأمر. وقال: «لكن الأساس بالنسبة إليّ وبالنسبة إلى النازحين هو أنه لا أحد يمنع اليوم أيا منهم من العودة إلى سوريا، ولكن الأساس هو إيجاد الوسيلة المناسبة لعودتهم»، عادّاً أنه «يجب أن تكون هناك مناطق آمنة في سوريا، يقتنع من خلالها النازح بالعودة الآمنة إلى بلاده وإلى هذه المناطق تحديدا». وأضاف: «بهذه الطريقة نكون قد أمنّا عودة النازحين إلى سوريا. أما الكلام عن نوع من إرغامهم على العودة إلى بلادهم، فهو أمر غير وارد وغير طبيعي وغير إنساني».
وشدد الحريري كذلك على وجوب «حماية المواطن اللبناني من خلال تطبيق القوانين اللبنانية فيما يتعلق بالعمل وغيره، لما فيه مصلحة اللبنانيين، ومنعا لأن تؤخذ الوظائف وفرص العمل من دربهم، وليس بهدف أن يكون هذا التطبيق بوجه السوريين».
وأشار رئيس الحكومة اللبنانية إلى أنه سمع من البابا الذي وعد بزيارة لبنان كم أن هذا البلد «مهم بالنسبة إليه، وكم أن العيش المشترك في لبنان يشكل بالنسبة إليه مثلا ومثالا للمنطقة كلها، يجب الحفاظ عليه». وقال: «كما تطرقنا إلى المشاكل التي تواجهها المنطقة والتخوفات حيالها، ومن الواضح أن قداسة البابا إنسان مقدام، فقد ذهب إلى مصر ليؤكد وجود الفاتيكان وأهمية الحوار، خصوصا بين المسلمين والمسيحيين، وكذلك بالنسبة إلى قبوله الذهاب إلى لبنان إن شاء الله قريبا، وهذا أمر إيجابي».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.