فرنسا ستواصل عمليات المراقبة على الحدود لمواجهة التهديد الإرهابي

TT

فرنسا ستواصل عمليات المراقبة على الحدود لمواجهة التهديد الإرهابي

أعلنت وزارة الداخلية الفرنسية الخميس أن باريس ستواصل حتى 30 أبريل (نيسان) 2018 عمليات المراقبة على الحدود، التي أعيد العمل بها بعد اعتداءات نوفمبر (تشرين الثاني) 2015، مشيرة إلى «استمرار» التهديد الإرهابي. وأكدت السلطات الفرنسية في المذكرة الصادرة في 3 أكتوبر (تشرين الأول) التي أعلنت فيها قرارها للاتحاد الأوروبي، أن «عمليات المراقبة هذه ستجري في إطار احترام مبدأ النسبية». وقد أعيد العمل بعمليات المراقبة على الحدود، طبقا لإجراءات المادتين 25 و27 في قانون شنغن للحدود، بعد الاعتداءات التي وقعت في باريس في 13 نوفمبر 2015، وأسفرت عن 130 قتيلا.
إلى ذلك، شهد أول من أمس عملية استبدال واسعة النطاق لكبار مسؤولي الحكومة المركزية الفرنسية في مدينة ليون، وذلك على خلفية عدم احتجاز تونسي مقيم بشكل غير شرعي قبل أن يقتل امرأتين بسكين في محطة للسكة الحديد في مرسيليا مطلع هذا الشهر، حسبما أعلن المتحدث باسم الحكومة الفرنسية كريستوف كاستنر. وقدم رئيس إدارة المدينة هنري ميشال كوميه استقالته، ليحل محله رئيس إدارة منطقة مارسيليا ستيفان بويلون، وذلك بعد تحقيق بشأن إطلاق سراح الرجل الشهر الماضي بعد القبض عليه بتهمة سرقة.
وخلص تحقيق حول الإفراج عن المواطن التونسي أحمد حناشي الشهر الماضي إلى وجود «أوجه قصور شديد» في إجراءات إدارة المدينة في التعامل مع المهاجرين غير الشرعيين.
وذكر كاستنر أنه تم أيضا استبدال الأمين العام لإدارة المدينة المقاطعة، التي تمثل الحكومة الفرنسية على المستوى المحلي، وأوضح أن التقرير لم يحمّل أيا من المسؤولين المسؤولية بشكل فردي. يشار إلى أن المهاجم، الذي تم تحديد هويته بأنه تونسي يدعى أحمد حناشي، كان قد ألقي القبض عليه يوم الجمعة الموافق 29 سبتمبر (أيلول) بتهمة سرقة متجر في ليون، واتضح أنه مقيم بشكل غير مشروع. ورغم ذلك لم يتم توجيه اتهامات للرجل وتم إطلاق سراحه.
وفي يوم الأحد الموافق الأول من أكتوبر الحالي، قتل الرجل السيدتين طعنا بسكين في محطة قطار سان - شارل بمرسيليا، قبل أن ينتحر بالرصاص. ولكن عندما قرر ممثلو الادعاء العام، يوم السبت الماضي، عدم توجيه اتهامات، لم يتخذ مسؤول ذو منصب متوسط في إدارة المدينة أي إجراء لاحتجاز حناشي تمهيدا لترحيله، بسبب عدم وجود أي مكان شاغر في مركز محلي لاحتجاز المهاجرين.
كما لم يبلغ المسؤول نائب رئيس إدارة المدينة الموجود في الخدمة، حيث كان الأخير في مهمة رسمية.
وأوضح التقرير، الخاص باعتقال حناشي، أنه كان يمكن احتجازه بسهولة وترحيله لأنه يحمل جواز سفر ساري المفعول، خلافا لكثير من الأشخاص الذين ثبت أنهم مقيمون بصورة غير شرعية في فرنسا.
ووفقا لشهود عيان، صرخ باللغة العربية مرددا عبارة «الله أكبر». وأعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن الهجوم. وتتعامل السلطات مع الحادث باعتباره هجوما إرهابيا.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».