بعد نهاية الشوط الأول من مباراة وستهام يونايتد أمام سوانزي سيتي في الجولة السابعة من الدوري الإنجليزي الممتاز قبل استئناف النشاط الدولي، قرر المدير الفني لوستهام يونايتد سلافين بيليتش تغيير مركز جناحي الفريق، حيث ذهب ميشيل أنطونيو ناحية اليسار واتجه أندريه أيو ناحية اليمين. وكانت هذه بمثابة إشارة واضحة على أن الخطة التكتيكية التي وضعها بيليتش لم تؤت ثمارها.
ومن الناحية النظرية، كان من المنطقي أن يعتمد وستهام يونايتد على طريقة 4 - 4 - 2 لكي يستفيد من قدرات أندي كارول وخافير هيرنانديز لأول مرة خلال الموسم الحالي. لكن الخطة التي تبدو جيدة على الورق لن تنجح أبدا داخل الملعب، إذا شعر اللاعبون بالارتباك بسبب التعليمات الموجهة لهم، وهو ما ظهر خلال مباراة الفريق أمام سوانزي سيتي، حيث افتقد أداء وستهام يونايتد للسلاسة وفرض الإيقاع على الفريق المنافس، وازدادت الأجواء سخطا في الملعب الأولمبي بلندن عندما حل ديافرا ساخو بديلا لهيرنانديز الذي لم يقدم الأداء المتوقع، في الدقيقة 78 من عمر اللقاء.
وكانت المباراة تسير باتجاه التعادل، ولأول مرة كان هناك شعور بالغضب الجماهيري تجاه بيليتش، الذي يبدو أنه بدأ يفقد الكثير من حب الجمهور له، وهو ما يسمح لمجلس إدارة النادي بالتفكير في إقالته دون الخوف من رد فعل الجمهور الذي كان مؤيدا لبيليتش بقوة. وهز هرنانديز رأسه بقوة وهو يجلس على مقاعد البدلاء، وتعاطف الجمهور مع اللاعب المنضم للنادي مقابل 16 مليون جنيه إسترليني.
ومع ذلك، كان الشيء الأبرز على مدى الـ12 شهرا الماضية في وستهام يتمثل في مهارة النادي في استغلال أي فوز تم تحقيقه ولو بطريقة سيئة لإنقاذ بيليتش بعدما يكون على حافة الهاوية. وقد حدث هذا الأمر عدة مرات الموسم الماضي، واستمر الأمر نفسه عندما تمكن ساخو، الذي حاول الانتقال إلى نادي رين الفرنسي خلال الصيف الحالي، من تبرير قرار بيليتش بنزوله كبديل مكان هرنانديز وسط سخط جماهيري واضح ونجح في تحويل كرة عرضية من زميله أرتور ماسوكو إلى هدف في الدقيقة 90 من عمر اللقاء.
وكان هناك شعور مماثل عندما رد وستهام على هزيمته في أول ثلاث مباريات في الموسم الجديد بتحقيق نجاح غير مقنع أمام هوديرسفيلد تاون الشهر الماضي، وهو ما جعل البعض يصل إلى استنتاج مفاده أن تحقيق الفوز بأداء باهت يعد دليلاً على أن الفريق سيكون قادراً على العودة إلى المسار الصحيح بمجرد عودة الثقة إلى اللاعبين. ومن هذا المنطلق فإن هذا هو ما أنقذ بيليتش، الذي يتمتع بذكاء كبير وشخصية كاريزمية وقدرة على الحديث من القلب والإفصاح عن مشاعره بكل صدق ووضوح. في الحقيقة، يعد بيليتش من نوعية المديرين الفنيين الذين يصعب على أي شخص أن يكرهه، وهو ما يوضح الرغبة القوية في أن تراه دائما يعمل بصورة جيدة. ولو كانت فرق أخرى في موقف وستهام الحالي لوضعت العراقيل في طريق بيليتش وأجبرته على الرحيل، لكنّ لاعبي وستهام يقاتلون بكل قوة من أجل بيليتش.
يقول بيليتش: «أرى أنهم يريدون تحقيق النجاح. بعد المباريات الثلاث الأولى وعندما كنا من دون أي نقاط، لم أر أي شكل من أشكال عدم الالتزام في معسكر الفريق. بل على العكس، شعرت بأننا نريد أن نعمل جميعا على العودة لتحقيق الانتصارات. هل يقومون بذلك من أجل المدير الفني أم من أجلهم هم؟ لا يعد هذا مهما في نهاية المطاف».
وأضاف: «يمكنكم الحديث عن الأداء الذي قدمناه اليوم، لكننا حققنا الفوز في المباراة لأننا لم نيأس. لم نقدم أداءنا المعروف في شوط المباراة الثاني، لكني لو كنت داخل الملعب فإن هذا لا يهم، وكان الشيء الأمثل ألا نهتم بالشكل، وتمكنا من إحراز هدف الفوز».
تكمن المشكلة في أنه كلما استمر هذا الوضع اعتمد بيليتش على العامل النفسي والتحفيز مع عدم الاهتمام بالجوانب التكتيكية. قد يكون هذا كافيا لإبعاد وستهام يونايتد عن منطقة الهبوط، لكنه لا يشكل أساسا متينا للنجاح. وبعدما صعد وستهام للمركز الخامس عشر في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز بسبع نقاط من أربع مباريات، بات أمام النادي فرصة لكي يبني على ذلك بعد استئناف مباريات الدوري بعد انتهاء المباريات الدولية. يقول بيليتش: «الآن أتوقع أن نقدم أداء أفضل».
قد يكون بيليتش في وضع آمن الآن، لكن هذا الأداء غير المقنع لا يضمن له البقاء على المدى الطويل. وما لم يخرج بيليتش من دائرة الحاجة إلى تحقيق فوز غير مقنع من أجل الخروج من أزمة أكبر، فإن وستهام سيكون لديه أسباب مقنعة لعدم تجديد عقد المدير الفني الكرواتي في نهاية الموسم.
مستقبل بيليتش ما زال مهدداً رغم نجاحه في وقف نزيف النقاط
مدرب وستهام يواجه ضغوطاً كبيرة وعلاقته بالجماهير لم تعد كما كانت
مستقبل بيليتش ما زال مهدداً رغم نجاحه في وقف نزيف النقاط
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة