الحكومة البلجيكية تعلق مساعداتها للمدارس الفلسطينية

بعد إطلاق اسم دلال المغربي على مدرسة في جنوب الخليل

TT

الحكومة البلجيكية تعلق مساعداتها للمدارس الفلسطينية

قررت الحكومة البلجيكية تعليق مساعداتها للمدارس الفلسطينية، وذلك في أعقاب نشر وسائل إعلام محلية أخبارا حول إطلاق اسم فتاة فلسطينية، سبق أن شاركت في هجوم ضد الإسرائيليين في أواخر السبعينات، على مدرسة فلسطينية في جنوب الخليل.
وقال بيان صادر عن الخارجية البلجيكية، باسم كل من وزير الخارجية ديديه رايندرس، والوزير ألكسندر ديكرو، المكلف بالمساعدات والتعاون الإنمائي، إن الحكومة البلجيكية قدمت في الفترة ما بين 2012 و2013 الدعم لبناء مدرسة فلسطينية في جنوب الخليل، وكانت تسمى «بيت عوا الأساسية للبنات». ولكن جرى في وقت لاحق، تغيير الاسم إلى «مدرسة دلال المغربي الابتدائية»، ولم تكن الحكومة البلجيكية على علم بهذا التغيير.
وحسب ما جاء في البيان، فإن تغيير الاسم «أمر غير مقبول»؛ لأن «دلال المغربي كانت إرهابية فلسطينية ونفذت هجوما إرهابيا ضد إسرائيل في عام 1978، وتسبب في مقتل 38 مدنيا من بينهم 13 طفلا»، حسب ما ورد في البيان، الذي قال أيضا إن الحكومة البلجيكية تدين أي تمجيد للهجمات الإرهابية ولأسماء الإرهابيين، وإنها أجرت اتصالا بالسلطة الفلسطينية حول الموضوع وتنتظر ردا رسميا.
وفي الوقت عينه، جرى تعليق مشروع بقيمة 3 ملايين و300 ألف يورو لبناء مدارس فلسطينية. ونوه البيان إلى أن بلجيكا تعد منذ فترة طويلة شريكا رئيسيا لخطة التعليم الاستراتيجي الفلسطينية.
واختتم البيان بالقول: «إن بلدنا ملتزم باحترام حقوق الإنسان وكرامة الإنسان وبالتسامح، وينبغي أن تنعكس هذه المبادئ في المناهج الدراسية للمدارس التي تمولها الدولة البلجيكية من أموال دافعي الضرائب من البلجيكيين. كما ينبغي أن تنعكس هذه المبادئ في أسماء وشعارات تلك المدارس».
وقالت وسائل الإعلام المحلية - نقلا عن مصادر الخارجية البلجيكية - إن بلجيكا تعتبر منذ سنوات داعما قويا ومهما للسلطة الفلسطينية، وخاصة فيما يتعلق ببناء المدارس والمعاهد التدريبية والتعليمية، ويكفي أنه في الفترة ما بين 2012 و2015، قدمت بلجيكا 33 مليون يورو للفلسطينيين. كما اهتمت الحكومة البلجيكية بتأهيل وتعليم الفتيات لتحقيق المساواة بين الجنسين. وفي هذا الإطار جاء بناء مدرسة «بيت عوا» للفتيات في الضفة الغربية، وعند الافتتاح كانت هناك لافتة كبيرة مكتوب عليها كلمات شكر للحكومة البلجيكية لمساعدتها في إنشاء هذه المدرسة.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.