واصلت «قوات سوريا الديمقراطية»، أمس، تقدمها في محافظة دير الزور على حساب تنظيم داعش في إطار عملية «عاصفة الجزيرة»، في وقت كان لافتا فيه إقدام عناصر التنظيم على الانسحاب من بعض محاور القتال معها لتعزيز جبهاتهم ضد قوات النظام والقوات الروسية، بحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، وسط أنباء عن هجوم مباغت للتنظيم على قوات النظام في الميادين.
وأفاد ناشطون بأن «داعش» قتل في اليومين الماضيين عشرات من قوات النظام السوري وأبعدهم عن مدينة الميادين في دير الزور بعدما كانت هذه القوات اقتربت من محيطها، فيما تحدث «المرصد» عن انسحاب عناصر التنظيم المتطرف من عدد من القرى الواقعة على الضفاف الشرقية لنهر الفرات والمقابلة لمدينة دير الزور وامتدادها الشمالي الغربي، مما مكّن «قوات سوريا الديمقراطية» من السيطرة على قريتي حوايج بومصعة ومحيميدة الغربية، والوصول إلى منزل شيخ عشيرة البكَارة في قرية محيميدة، الذي يقاتل عدد من أفراد عشيرته إلى جانب قوات النظام في معارك دير الزور ضد تنظيم «داعش». وقد مكّن هذا التقدم عناصر «قوات سوريا الديمقراطية» في الضفاف المقابلة لمدينة دير الزور من الالتقاء مع العناصر المتقدمين من المحور الشمالي الغربي.
ولم يتطرق المركز الإعلامي لـ«سوريا الديمقراطية» لأي من عمليات الانسحاب التي تحدث عنها «المرصد»، لكنه أصدر بيانا أكّد فيه تقدم قواته نحو 10 كيلومترات في محيط بلدة مركدة وعلى محور قرية الكبر شمال غربي بلدة مركدة. وأشار البيان إلى أن عناصر «داعش» نفذوا هجوماً معاكساً على شركة «كونوكو» (كبرى شركات الغاز في دير الزور)؛ حيث نشبت اشتباكات عنيفة وضارية استطاع على أثرها المقاتلون صد الهجوم وقتل اثنين من عناصر التنظيم. أما في محور بلدة الصور، فأفادت «سوريا الديمقراطية» عن «تحرير قرية الملحة شمال بلدة الصور ومقتل عنصرين من (داعش) نتيجة الاشتباكات». وفي محور بلدة الجزرات، حاول عناصر من «داعش» تنفيذ هجوم مستخدمين سيارة مفخخة، لكن مقاتلي «قوات سوريا الديمقراطية»، بحسب البيان، استهدفوها قبل أن تصل إلى هدفها وتم تدميرها.
وبعدما كانت قوات النظام تحدثت في وقت سابق عن اقتحام مواقع لـ«داعش» في مدينة الميادين شرق دير الزور، أكد ناشطون أن التنظيم قتل عشرات من قوات النظام السوري وأبعدهم عن المدينة بعدما كانوا قد اقتربوا الجمعة إلى مسافة لا تزيد على 6 كيلومترات منها، في وقت تحدث فيه «موقع فرات بوست» عن غارات عشوائية وقصف بالفسفور من الطيران الروسي استهدف المدينة ومحيطها، وهو ما أكده ناشطون، لافتين إلى أنها باتت خالية من سكانها بعد نزوحهم.
وبالتوازي مع المعارك في دير الزور، يتواصل الصراع بين التنظيم وقوات النظام في البادية السورية؛ حيث دخلت هناك المعركة الناجمة عن الهجمات المعاكسة لـ«داعش» على محاور في ريفي حمص الشرقي والجنوبي الشرقي، وبادية دير الزور الغربية، يومها الثاني عشر على التوالي. وقال: «المرصد» إن «قوات النظام لا تزال عاجزة عن استعادة ما خسرته لصالح مجموعات التنظيم التي شنت هجمات معاكسة ومباغتة ومتتالية، في الـ28 من سبتمبر (أيلول) الماضي»، لافتا إلى أن «داعش» لا يزال يسيطر على مدينة القريتين وبلدة الطيبة وجبل ضاحك ومناطق ومرتفعات أخرى في باديتي السخنة الشمالية والشرقية ومحيط وأطراف مدينة القريتين، على الرغم من تمكن قوات النظام خلال الساعات الـ48 الماضية من إعادة فرض سيطرتها على طريق السخنة - دير الزور وتمشيطه، واستعادة مواقع أخرى كان التنظيم قد سيطر عليها.
وأوضح «المرصد» أن قوات النظام نفذت عدة هجمات معاكسة في الريف الحمصي الشرقي، وأخفقت في كل مرة في التقدم بسبب استماتة تنظيم داعش في صد الهجوم، فيما تلجأ قوات النظام إلى عمليات مباغتة وتمهيدية تهدف من خلالها لجس قوة التنظيم في المناطق التي يسيطر عليها. ونقل «المرصد» عن مصادر أن التنظيم عمد منذ سيطرته على مدينة القريتين إلى تنفيذ عمليات اعتقال لمطلوبين له، من المتهمين بـ«التعامل مع قوات النظام والعمالة لها»، فيما خلف القتال العنيف خلال 12 يوماً خسائر بشرية كبيرة في صفوف طرفي القتال، حيث تم توثيق مقتل ما لا يقل عن 479 عنصراً من الطرفين منذ نهاية الشهر الماضي.
«داعش» يباغت النظام في الميادين ويتراجع أمام «سوريا الديمقراطية»
غارات روسية على مواقع التنظيم في دير الزور
«داعش» يباغت النظام في الميادين ويتراجع أمام «سوريا الديمقراطية»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة