أصدر مجلس الأوقاف والشؤون والـمقدسات الإسلامية في فلسطين، والهيئة الإسلامية العليا، ودار الإفتاء الفلسطينية، ودائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس، بيانا مشتركا، أمس، حذر من تكثيف الاقتحامات وإحلال تغييرات جديدة في باحات الأقصى، تشير إلى أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تجري المزيد من التغييرات، وتستجيب لمطالب المستوطنين لانتهاك حرمة الحرم بشكل غير مسبوق. من هذه التغييرات، نقل مئات اليهود مراسم استخراج المياه التقليدية في عيد العرش العبري، إلى منطقة الحرم القدسي، لأول مرة منذ بداية الاحتلال. وقد كانت المراسم الدينية تقام في الحي اليهودي من البلدة القديمة للقدس الشرقية المحتلة. وأثار نقلها غضب الفلسطينيين ومخاوفهم من التبعات.
وشارك في المراسم التي أقيمت في الحديقة الأثرية «ديفيدسون» الملاصقة للجدار الغربي، عشرات المستوطنين والنشطاء المتطرفين. وتأتي هذه المراسم لتجسيد المراسم التي كانت متبعة في فترة الهيكل، حيث يجري في كل يوم من أيام عيد العرش، استخراج المياه من عين سلوان وصبها على المذبح في الهيكل. وكانت المسيرة تنتهي في السابق في ساحة كنيس الحي اليهودي، لكنه سمح للمنظمين هذه السنة، بإقامة المراسم في الحديقة الأثرية حيث أقيم نموذج للمذبح، جنوب ساحة حائط المبكى. وكان المنظمون ينوون، في البداية، إقامة المراسم عند بوابة خلدة على مداخل الحرم القدسي، خارج البلدة القديمة، لكن الشرطة طلبت منهم، في اللحظة الأخيرة، نقل المراسم إلى داخل الأسوار.
وشهدت باحات الأقصى، أمس، تغييرا إضافيا تمثل في مضاعفة عدد اليهود الذين يزورونها ويقيمون الصلوات فيها. فبعد أن كانت تدخل اليهود بمجموعات منظمة من 15 فردا، سمحت أمس بدخولهم بالمئات دفعة واحدة، مما يثير المخاوف من عدم السيطرة عليهم، في حال نفذوا اعتداءات أو جرائم بحق المصلين المسلمين.
وبدأت اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى، أمس، منذ ساعات الصباح الأولى، ضمن برنامج الاقتحامات للمسجد «فترة صباحية وبعد صلاة الظهر». وأوضحت دائرة الأوقاف الإسلامية أن 462 مستوطنا و150 من الطلاب اليهود اقتحموا المسجد عبر باب المغاربة. وأفاد شهود عيان أن العديد من المستوطنين أدوا طقوسهم الدينية خلال اقتحام المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال.
وأكدت الهيئات الإسلامية في بيانها، أمس، أن الـمسجد الأقصى الـمبارك هو مسجد إسلامي ويهم كل مسلم على وجه هذه البسيطة، ومسؤولية حمايته والدفاع عنه هي مسؤولية الأمة العربية والإسلامية، حكاما ومحكومين، ولا يمكن إعفاء أحد من هذه الـمسؤولية العقائدية الدينية، وسيكتب التاريخ على صفحاته من قام بواجبه ومن فرّط وقصّر. وأضافت: «إن من ساهم بالتخفيف عن الـمسجد وكسب هذا الشرف العظيم عليه أن يتحرك الآن وقبل فوات الأوان، فالأقصى مستباح من قبل الـمتطرفين اليهود بحماية الشرطة الإسرائيلية، وبدعم من الحكومة الإسرائيلية».
وكانت منظمات الهيكل المتطرفة قد دعت إلى تنفيذ اقتحامات مكثفة خلال أيام عيد العرش، زاعمة أن هذه واحدة من واجبات هذا العيد الأساسية.
سلطات الاحتلال الإسرائيلي تستجيب لمطالب جديدة للمستوطنين في الأقصى
سلطات الاحتلال الإسرائيلي تستجيب لمطالب جديدة للمستوطنين في الأقصى
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة