قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، إن محمد صلاح مهاجم الفريق الوطني تحمل ضغطا شديدا في الدقائق الأخيرة من مباراة الكونجو قبل أن يسجل هدف الفوز، ويسعد أكثر من 100 مليون مصري بالتأهل لكأس العالم لكرة القدم لأول مرة منذ 1990.
وسجل صلاح، مهاجم ليفربول الإنجليزي، هدفين في فوز مصر 2 - 1 على ضيفتها الكونجو الليلة الماضية، وجاء هدف الانتصار من ركلة جزاء في الوقت المحتسب بدل الضائع أمام حشد هائل من الجماهير في استاد برج العرب أصيبوا بصدمة بعد تعادل الكونجو في الدقيقة الـ87.
واستقبل السيسي الفريق المصري صباح اليوم للاحتفاء بالانتصار، وقال: «شرفتونا وأكرمتونا وأسجل احترامي وتقديري لكم جميعا».
وأضاف: «خلال ساعة واحدة تمكنتم من إسعاد قلوب 100 مليون مصري».
ووجه حديثه لصلاح، الذي كان سببا رئيسيا في نجاح مصر بمشوار التصفيات بعدما سجل خمسة أهداف وصنع هدفين من إجمالي سبعة أهداف سجلتها مصر بالدور الأخير من التصفيات الأفريقية.
وتابع السيسي: «تحمل صلاح ضغطا شديدا في آخر أربع دقائق أثناء تسجيل ركلة الجزاء أمام 100 مليون مصري، وأسجل التقدير والاحترام لكم جميعا في شخص محمد صلاح. كما أشكر المدرب العظيم (هيكتور) كوبر، وكان لا بد أن نسعد بكم اليوم ونشكركم، ونأمل أن تمتعونا في مباريات كأس العالم».
وكادت قلوب المصريين أن تتوقف عندما سجل منتخب الكونغو لكرة القدم هدف التعادل ضد مصر في الدقائق الأخيرة من مباراتهما ضمن التصفيات الأفريقية، التي احتاج فيها منتخب الفراعنة إلى الفوز لضمان بلوغ نهائيات كأس العالم للمرة الأولى منذ 28 عاما.
إلا أن حظ «الفراعنة» كان وافرا هذه المرة، واستطاع نجم ليفربول الإنجليزي محمد صلاح من تسجيل هدف الفوز بركلة جزاء في الوقت بدل الضائع؛ ما دفع الملايين إلى الاحتفال في منازلهم وفي شوارع المحافظات المختلفة بالحدث الذي طال انتظاره: عودة مصر إلى مونديال كرة القدم بعد غياب ناهز ثلاثة عقود.
وتأهل المنتخب المصري إلى النهائيات بفوزه على الكونغو 2 - 1 بهدفين لصلاح، على استاد برج العرب في الإسكندرية في الجولة الخامسة ما قبل الأخيرة من تصفيات المجموعة الأفريقية الخامسة، ليتقدم بفارق أربع نقاط عن أوغندا قبل الجولة الأخيرة من التصفيات.
وكان ملعب المباراة قد امتلأ عن آخره بالجماهير التي زحفت من مختلف المحافظات المصرية منذ الساعات الأولى ليوم الأحد لتحجز لها مقعدا في هذا اليوم الذي وصفه الكثيرون بـ«التاريخي».
وفي مدينة السادس من أكتوبر غرب القاهرة، امتلأت الشوارع بالجماهير الذين تابعوا المباراة في المقاهي، وهم يلوّحون بأعلام مصر ويشعلون الألعاب النارية، ويهتفون بأصوات غلب عليها بكاء الفرح «كأس العالم - كأس العالم» عقب انتهاء المباراة.
وقال محمد محمود الذي كان يتصبب عرقا من حماس الفوز والاحتفال «الآن أيقنت أن المصريين هم الأكثر حظا بعد هذا التأهل الصعب، وما حدث هو حلم كنا ننتظره، وأتوقع حشدا جماهيريا في كأس العالم في روسيا بفضل قدم صلاح الذهبية».
أضاف المحامي البالغ من العمر 29 عاما «كدت أن أفقد الوعي عندما أحرز الكونغو هدف التعادل».
وقال محمد صبري (34 عاما) وقد حبس أنفاسه حتى لا يبكي نتيجة سعادته بفوز المنتخب المصري «حتى الآن أنا لا أصدق أننا تأهلنا إلى كأس العالم، ولن أصدق حتى أسمع السلام الوطني المصري يعزف في روسيا على أحد ملاعب المونديال».
وهنأ الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي المنتخب، ونشر عبر موقع «تويتر» للتواصل الاجتماعي «أتوجه بالتحية والتقدير لرجال المنتخب الوطني على الأداء البطولي وتأهله إلى نهائيات كأس العالم».
كما هنأت الكثير من وزارات ومؤسسات الدولة المنتخب المصري على نجاحه في التأهل لكأس العالم، مثل وزارة الداخلية والدفاع والخارجية.
وفي منطقة هليوبوليس الراقية شرق القاهرة امتلأ ميدان الكوربة بالمئات من المصريين من مختلف الأعمار والفئات، حاملين الأعلام والصافرات، وراحوا يرقصون في الميدان الذي كانت تتوسطه دبابة تابعة للجيش المصري بغرض حفظ الأمن.
وقال هشام حفني (55 عاما) «إنه شعور لا يوصف والفرحة ليس لها مثيل فقد تأهلنا بصعوبة شديدة».
وتابع حفني «بعد أن حققنا حلم التأهل، لا بد من إعادة النظر في المنتخب ولاعبيه، فمن غير المعقول أن يكون تعداد مصر 104 ملايين شخص لا نجد بينهم مهاجما أو لاعب خط وسط يكون بديلا جيدا للاعبين الحاليين».
ويقول أحمد عبد الواحد (28 عاما) «هذه هي الأمنية الوحيدة التي كنت أتمناها قبل أن أموت، هي أن أرى المنتخب الوطني يلعب في بطولة كأس العالم، وبالفعل تحقق الفوز في وقت احتاجت فيه البلاد إلى الفوز».
وفشلت مصر منذ 1990 في الوصول إلى كأس العالم لكرة القدم بعد إخفاقات درامية عدة، وعندما عادت للظهور في الحدث الأكبر في العالم فعلتها بطريقة تنبأ بها فيلم سينمائي، وبجيل لم يكن أكثر المتفائلين يتوقع أن يكون هو سبب الفرحة.
لكن لو أراد المصريون توجيه الشكر إلى شخص واحد فبالتأكيد هو محمد صلاح مهاجم ليفربول الذي افتتح التسجيل بعد 63 دقيقة من وضع انفراد، وبدا أن كل شيء سينهار بعدما تعادلت الكونجو قبل ثلاث دقائق من النهاية.
وحصل محمود حسن (تريزيجيه) على ركلة جزاء في الوقت المحتسب بدل الضائع نفذها صلاح بنجاح وبهدوء أعصاب يحسد عليه ليعود الفراعنة إلى كأس العالم بسيناريو حبس أنفاس أكثر من 100 مليون مصري وعوض إخفاقات 28 عاما.
ففي تصفيات 1994 فازت مصر 2 - 1 على زيمبابوي في القاهرة لتتصدر مجموعتها وتتأهل للدور الأخير.
لكن المباراة تمت إعادتها في ليون بفرنسا بسبب إصابة مدرب زيمبابوي بحجر ألقي من المدرجات لتنتهي بالتعادل من دون أهداف، وتتأهل زيمبابوي على حساب مصر.
وكان هدف جورج ويا أفضل لاعب في العالم سابقا في تصفيات 1998 الذي قاد ليبيريا للفوز 1 - صفر كافيا لتتقلص فرصة مصر في التأهل في مجموعة ضمت أيضا تونس وناميبيا.
وظهرت السنغال للمرة الأولى في كأس العالم 2002 بعدما اكتفت مصر بالتعادل 1 - 1 مع الجزائر في عنابة في المباراة الأخيرة بالتصفيات عندما كانت في حاجة إلى الفوز بفارق كبير من الأهداف.
واستمر نحس مصر عندما صعدت ساحل العاج إلى نهائيات ألمانيا 2006 للمرة الأولى أيضا بعدما خسرت مرتين أمامها في مجموعتها بالتصفيات، لكنها لعبت دورا أساسيا في تأهل ديدييه دروجبا وزملائه بعدما تعادلت 1 - 1 مع الكاميرون في المباراة الأخيرة.
وكانت نهاية التصفيات المؤهلة لنهائيات 2006 هي بداية واحدة من أفضل فترات المنتخب المصري الذي حصد بعدها لقب كأس الأمم الأفريقية ثلاث مرات متتالية، وامتلك جيلا ذهبيا بقيادة محمد أبو تريكة وعصام الحضري وأحمد حسن ووائل جمعة.
ورغم الهزيمة 3 - 1 في الجزائر في تصفيات 2010 حافظ هذا الجيل على آماله في التأهل حتى المباراة الأخيرة ضد المنافس القادم من شمال أفريقيا في القاهرة.
وسجل عماد متعب هدفا في الدقيقة الخامسة من الوقت المحتسب بدل الضائع لتفوز مصر 2 - صفر ويلجأ الفريقان لمباراة فاصلة بعد تساويهما في كل شيء.
وأقيمت المواجهة الفاصلة في السودان وأحرز خلالها عنتر يحيى هدف الفوز لتنتصر الجزائر 1 - صفر وتعود لكأس العالم للمرة الأولى منذ 1986.
ومع تغيير نظام التصفيات المؤهلة لنهائيات 2014، وصلت مصر بسهولة إلى الدور الأخير، لكنها تلقت هزيمة مذلة 6 - 1 أمام غانا في الذهاب قبل أن تكتفي بالفوز 2 - 1 إيابا.
وبعد أربعة أعوام كانت غانا سببا في تأهل مصر إلى النهائيات عندما تعادلت من دون أهداف مع أوغندا أمس السبت لتفتح الباب أمام الفراعنة بسيناريو سينمائي.
ففي يوليو (تموز) 2009 عُرض فيلم حول قصة لاعب مصري شاب ينتقل إلى بلنسية الإسباني، لكنه يتعرض لإصابة كادت أن تنهي مسيرته، لكن يعود ويحرز هدفا في الوقت المحتسب بدل الضائع في آخر مباراة بالتصفيات ليقود مصر لكأس العالم.
وبعد ثمانية أعوام نفذ صلاح سيناريو مشابها فانتقل لاعب «المقاولون العرب» وعمره 20 عاما إلى بازل السويسري، ومنه إلى تشيلسي قبل انتقاله إلى إيطاليا للحصول على فرصة لعب أكبر.
وفي الدوري الإيطالي صنع صلاح اسما كبيرا مع فيورنتينا وروما قبل انتقاله هذا الصيف إلى ليفربول في صفقة ضخمة ويقود مصر لكأس العالم ليصبح من أبرز المرشحين للفوز بجائزة أفضل لاعب أفريقي هذا العام.
السيسي: صلاح تحمّل ضغطاً شديداً لإسعاد 100 مليون مصري
احتفالات عارمة عمت شوارع البلاد بعد تأكد العودة إلى المونديال
السيسي: صلاح تحمّل ضغطاً شديداً لإسعاد 100 مليون مصري
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة