قائد «الصاعقة» الليبية: ننتصر على المتطرفين في بنغازي رغم ضعف الإمكانيات

بلدية صبراتة حصرت 3 آلاف أسرة نازحة عقب انتهاء القتال ضد «داعش»

وضع مهاجرين على متن شاحنة قبل نقلهم إلى مركز احتجاز في مدينة صبراتة الساحلية الليبية أول من أمس (رويترز)
وضع مهاجرين على متن شاحنة قبل نقلهم إلى مركز احتجاز في مدينة صبراتة الساحلية الليبية أول من أمس (رويترز)
TT

قائد «الصاعقة» الليبية: ننتصر على المتطرفين في بنغازي رغم ضعف الإمكانيات

وضع مهاجرين على متن شاحنة قبل نقلهم إلى مركز احتجاز في مدينة صبراتة الساحلية الليبية أول من أمس (رويترز)
وضع مهاجرين على متن شاحنة قبل نقلهم إلى مركز احتجاز في مدينة صبراتة الساحلية الليبية أول من أمس (رويترز)

أعلن اللواء ونيس بوخمادة قائد آمر القوات الخاصة (الصاعقة) التابعة للجيش الوطني الليبي، أمس أن قواته بعيدة كل البعد عن التجاذبات السياسية، معتبرا في المقابل أن أمن مدينة بنغازي في شرق البلاد «خط أحمر... لن يسمح بالمساس به». وقال بيان لمكتب بوخمادة إن تصريحاته وردت لدى لقائه أمس مع ضباط القوات الخاصة، حيث أثنى بوخمادة على «مجهوداتهم في مواجهة المتطرفين والخوارج حتى هذه اللحظة رغم قلة الإمكانيات ابتداء من القرطاسية إلى استكمال السور الخارجي للمعسكر»، على حد قوله.
وأضاف: «نقدر ما تمر به البلاد من ظروف، وأن القيادة لديها جبهات متعددة»، مؤكدا مع ذلك «ضرورة القضاء على آخر معاقل الإرهاب بالمدينة وتطهيرها من الخلايا النائمة والمندسين».
وحث بوخمادة على دعم ومساندة الأجهزة الأمنية بجميع مسمياتها داخل بنغازي وخارجها لفرض سلطة القانون واستتباب الأمن والضرب بيد من حديد لكل من تسول له نفسه العبث بأمن المدينة.
إلى ذلك، أعلن مجلس بلدية مدينة صبراتة الليبية، أن لجنة الأزمة التي شكلها عقب انتهاء الحرب التي دارت وسط المدينة اعتبارا من السابع عشر من سبتمبر (أيلول) الماضي، حصرت ما يزيد عن ثلاثة آلاف عائلة، قال إنها نزحت من مناطق الاشتباكات.
وأوضح المجلس في بيان له أنه يتم حاليا بالتعاون مع فريق الهلال الأحمر الليبي فرع صبراتة وعدد النشطاء والمتطوعين، حصر كل المتضررين من المعركة التي استمرت ثلاثة أسابيع وأعلن بعدها فصيل موالٍ لحكومة الوفاق الوطني برئاسة فائز السراج، أنه سيطر على المدينة بالإضافة إلى تولي مهام حماية مجمع مليتة للنفط والغاز، عقب طرد جماعة مناوئة.
وقال عمر عبد الجليل قائد غرفة عمليات في صبراتة الواقعة غربي العاصمة طرابلس إن القتال أسفر عن سقوط 17 قتيلا و164 جريحا.
ومنيت كتيبة الدباشي التي كانت تتولى حراسة المنشأة الواقعة غرب صبراتة منذ 2015. بانتكاسة تثير غموضا جديدا بشأن السيطرة على تدفق المهاجرين من ليبيا. وأكدت كتيبة الدباشي الانسحاب من صبراتة حيث أخذت غرفة العمليات الصحافيين في جولة، فيما أصيبت عدة منازل في الشارع الرئيسي بصواريخ أو احترقت ولكن باستثناء ذلك كانت المدينة هادئة.
ولكل من كتيبة الدباشي وغرفة العمليات، التي تشكلت العام الماضي لطرد تنظيم داعش من صبراتة، صلات بحكومة السراج من الأمم المتحدة.
وطبقا لما أعلنه باسم الغرابلي مدير مكتب مكافحة الهجرة غير الشرعية في صبراتة، فقد اعتقل أكثر من ثلاثة آلاف مهاجر في صبراتة بعد أسابيع من المواجهات الدامية في المدينة التي تحولت مركز انطلاق أساسيا للهجرة غير الشرعية.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عنه أنه «تم القبض على ثلاثة آلاف ومائة وخمسين مهاجرا غير شرعي من جنسيات مختلفة آسيوية وعربية وأفريقية».
وقال صالح قريصيعة المسؤول الإعلامي في غرفة مكافحة تنظيم داعش في صبراتة «كانت هناك مجموعة من القناصة داخل المدينة الأثرية وبالأخص على المسرح (الروماني)». وأضاف: «تم التعامل معهم بحذر إلى أن تم إنزالهم من المسرح وقد وقعت بعض الأضرار البسيطة».
إلى ذلك، أطلق خفر السواحل الليبيون النار على ناقلة نفط كانت تهرب وقودا وأصابوا بشكل مباشر خزانات الوقود فيها وحجرة المحركات.
وقال المتحدث باسم القوة البحرية العميد أيوب قاسم إن الوقائع حصلت يوم الجمعة الماضي، لافتا إلى أنه يجهل عدد الأشخاص على متن الناقلة وجنسياتهم، مشيرا إلى أنه «تم رصد سفينة تدعى غوست وتحمل علم جزر القمر منذ ثلاثة أيام، دخلت إلى منطقة بوكماش، وشرعت في شحن الوقود المهرب عبر أنبوب على بعد ميلين من الساحل».
وتضم منطقة بوكماش أكبر مجمع للبتروكيميائيات في ليبيا وتقع على مقربة من الحدود التونسية على بعد نحو 170 كيلومترا غرب طرابلس.
وأضاف قاسم أن دورية لحرس السواحل «اقتربت صباح يوم الجمعة الماضي من الناقلة وحاولت التواصل معها غير أن طاقمها لم يستجب للنداءات المتكررة من قبل الدورية بالتسليم والانصياع وبدل ذلك قام بطلب النجدة من المهربين، عندها اضطرت الدورية للرماية المباشرة عليها، ما أسفر عن الإصابة المباشرة لخزانات الوقود ولحجرة المحركات».
وأظهر شريط مصور عرضه خفر السواحل على صفحتهم على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك», أول من أمس إطلاق النار على الناقلة من زورق يبعد منها عشرات الأمتار وإصابتها مرتين على الأقل بشكل مباشر، ثم تسرب كميات كبيرة من الديزل في البحر بحسب عنصر في خفر السواحل كان يعلق على المشاهد.
وقالت البحرية الليبية إن الناقلة كانت حملت «تسعة آلاف طن من وقود الديزل وكانت شبه ممتلئة عند إصابتها», وأضافت أن «رجال القوات البحرية متمثلة في حرس السواحل أرادوا بهذا الاستهداف المباشر للناقلة إرسال رسالة قوية واضحة وصريحة لمهربي الوقود الليبي (...) بأنهم لن يتساهلوا مستقبلا مع من يقوم بالعبث بقوت الليبيين».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».