كل يوم نسمع بقرارات كنا متأكدين سابقاً أنها يجب أن تصدر، ولكنها أبَتْ وبقيت عصيَّةً على الصدور... فما الذي اختلف أخيراً حتى خرجت حزمة من القرارات «التاريخية»، التي بدأت بتغيير خريطة كرة القدم السعودية بشكل خاص وبقية الرياضات بشكل عام؟
الجواب: أعتقد أنه لا يحتاج لتفكير طويل، فمع «سلمان الحزم» ورؤية الأمير محمد بن سلمان 2030، أخذت المملكة تمشي بخطوات سريعة ولكن محسوبة نحو التطور المنشود (والمقدور عليه) في كل القطاعات، ومن بينها الرياضة.
وبالتأكيد هذه المقالة لن تكفي لتعداد القرارات، ولا هي أساساً مكتوبة لتعدادها بقدر ما هي مكتوبة لتبيان أهميتها، فتجنيس مواليد السعودية سيؤثر بشكل كبير وربما مذهل على سوية الأندية والمنتخب، وبالتالي على النتائج، وهو ما تفعله كل دول العالم وبالأخص المتقدمة منها، مثل ألمانيا وإيطاليا وفرنسا، ونتذكر أن منتخب فرنسا الذي أحرز كأسَي «العالم 1998» و«أوروبا 2000» كان في غالبيته من أبناء المهاجرين أو المجنسين، وعلى رأسهم زيدان ذو الأصل الجزائري، وروبير بيريز البرتغالي الإسباني الذي كان مؤهلاً لتمثيل البرتغال، وترزيغيه الأرجنتيني، ودجوركاييف الأرمني، وإيفرا السنغالي، وباتريك فييرا الذي حصل على الجنسية لأن والده من الرأس الأخضر خدم في الجيش الفرنسي، ودوساييه المولود في غانا أساساً، وليليان تورام من الجواديلوب، وتييري هنري من بلد تورام نفسه، وكريستيان كاريمبو من كاليدونيا... وللعلم فإن فخر فرنسا ميشال بلاتيني إيطالي الأصل، وكان سيلعب للآزوري.
زبدة الكلام أن مَنْح مختار علي الجواز السعودي، وهو الذي أحرز كأس أوروبا مع تشيلسي في الفئات السنية، أمر لطالما طالب به الكثيرون، إضافة للسماح للاعبين من مواليد المملكة باللعب في دوري المحترفين والدرجة الأولى، وضم محترفين مغتربين أمثال فارس عابدي الذي مثل منتخب أميركا تحت 18، وحسناً فعل باوزا بتحضير لاعبين من مواليد المملكة في معسكر موازٍ لمعسكر المنتخب، وضم فيه لاعبين واعدين جداً، أمثال مختار عبد الله علي، وهارون عيسى، وعبد الفتاح آدم، وأحمد محمد عبد الله، ومروان عثمان محمد، ومحمد السيد الضو، وعبد الباسط سليمان، ونذير إبراهيم خالد، وعلي النمر، وأحمد أشرف، ويوسف العطار، ولن أنسى موضوع الأندية وتغيير بعض الرؤساء ومنعهم من الجلوس على مقاعد البدلاء، ومحاسبة المقصرين، وعشرات القرارات التي تصب حتماً في صالح الكرة السعودية، والتي تأخرت كثيراً، ولكن المثل يقول: أنْ تأتي متأخراً خير من ألا تأتي أبداً.
خير من ألا تأتي أبداً
خير من ألا تأتي أبداً
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة