موجز الحرب ضد الارهاب

TT

موجز الحرب ضد الارهاب

كابل تتسلم الدفعة الأولى من طائرات «بلاك هوك» الأميركية
كابل - «الشرق الأوسط»: تسلم الرئيس الأفغاني أشرف غني رسمياً، أمس، الدفعة الأولى من الطائرات المروحية من طراز «بلاك هوك» التي يجري التزويد بها من قبل الحكومة الأميركية، وذلك خلال مراسم حفل أُقيم في إقليم قندهار الواقع جنوب البلاد.
وحضر مراسم الحفل أيضاً الجنرال جون نيكلسون، قائد القوات الأميركية وبعثة الدعم الحازم التي يقودها حلف شمال الأطلنطي (ناتو) في أفغانستان. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأفغانية دولت وزيري إن «الولايات المتحدة تخطط لتزويد سلاح الجو الأفغاني بـ159 طائرة من طراز بلاك هوك حتى العام 2020». وأضاف وزيري بأن «الرئيس غني تسلم اثنتين من الطائرات الأربع التي كان من المقرر تسلمها»، مشيراً إلى أن السبب وراء تأخر وصول الطائرتين الأخريين هو عدم جاهزيتهما للتسليم في الوقت الحالي. وتابع وزيري بأن الطائرتين الأخريين سيجري تسليمهما قريباً. ووصلت الطائرات المروحية الأميركية إلى أفغانستان في أواخر سبتمبر (أيلول) الماضي. واستطرد وزيري قائلاً إن «الطائرات المروحية التي تصنعها الولايات المتحدة ستساعد القوات الأفغانية على التغلب على التحديات القائمة في الحرب ضد الإرهاب».

مقتل 16 شخصاً في هجمات لمسلحين ضد الشرطة في موزمبيق
مابوتو ـ «الشرق الأوسط»: شن مسلحون سلسلة هجمات ضد مراكز للشرطة في بلدة صغيرة في شمال موزمبيق، أسفرت عن مقتل شرطيين و14 من المهاجمين، حسب ما أعلنت الشرطة أمس. ووقعت هذه الهجمات أول من أمس في بلدة موكيمبواه دي برايا الساحلية على المحيط الهندي في شمال موزمبيق، وأفادت الشرطة بأن هذه الهجمات منسقة.
وقال الناطق باسم الشرطة أناسيو دينا لوكالة «فرانس برس»: «سجلنا 14 قتيلاً، والعديد من أفراد العصابة أصيبوا».
وأكد الإعلام المحلي مهاجمة ثلاثة مراكز شرطة في المدينة الهادئة الواقعة على بعد نحو 80 كلم من حقول الغاز الطبيعي.
وفي مؤتمر صحافي، الخميس، ألمح دينا إلى أن المهاجمين على صلة بالتنظيم المحلي «طائفة الإسلاميين المتطرفين»، دون أن يقدم مزيداً من التفاصيل. وأوقفت الشرطة 10 مسلحين آخرين، وعثرت على 4 قطع سلاح وأكثر من مائة قطعة ذخيرة.
وقال دينا إن «دوافع الهجوم لا تزال غير معروفة، لكن الشرطة اعتقلت بعض زعماء طائفة الإسلاميين المتطرفين في وقت سابق». واستبعد الناطق باسم الشرطة وجود صلات بين «المهاجمين وأي قوى خارجية». وقال دينا «ليس هنا دليل أنهم عناصر في حركة الشباب الصومالية أو (بوكو حرام)، كل الموقوفين والقتلى من موزمبيق».

ألمانيا تدرس زيادة عدد جنودها في أفغانستان
برلين - «الشرق الأوسط»: تدرس وزارة الدفاع الألمانية زيادة عدد قوات الجيش الألماني في أفغانستان، التي تتولى مهمة تدريب القوات المسلحة الأفغانية. وذكرت مجلة «دير شبيجل» الألمانية في عددها الصادر أمس أن القيادة العسكرية للقوات الألمانية تحث على زيادة الحد الأقصى للجنود المشاركين في المهمة من 980 جندياً إلى 1400 جندي، نظراً للأوضاع الأمنية المضطربة في أفغانستان. وذكر متحدث باسم الوزارة أنه يجرى دراسة الأمر من نواحٍ مختلفة، موضحاً في المقابل، أنه لم يتم حتى الآن اتخاذ قرار بشأن زيادة القوات لعدد معين.
تجدر الإشارة إلى أن الجيش الألماني متواجدٌ في أفغانستان منذ نحو 16 عاماً. وأنهت قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) حربها التي تكبدت فيها خسائر كبيرة ضد حركة «طالبان» الإسلامية المتطرفة عام 2013، وتوجد هناك حالياً لتدريب وإرشاد القوات المسلحة الأفغانية. وفي ظل الهجمات المستمرة من حركة طالبان، يدرس «الناتو» والولايات المتحدة، التي تشارك بأكبر عدد من القوات في المهمة بفارق كبير، منذ فترة طويلة، إعادة زيادة عدد القوات الدولية في أفغانستان التي تم تقليصها إلى حد كبير.



إندونيسيون ضحايا «عبودية حديثة» بعد وقوعهم في فخ شبكات جرائم إلكترونية

صورة عامة للعاصمة جاكرتا (أرشيفية - رويترز)
صورة عامة للعاصمة جاكرتا (أرشيفية - رويترز)
TT

إندونيسيون ضحايا «عبودية حديثة» بعد وقوعهم في فخ شبكات جرائم إلكترونية

صورة عامة للعاصمة جاكرتا (أرشيفية - رويترز)
صورة عامة للعاصمة جاكرتا (أرشيفية - رويترز)

كان بودي، وهو بائع فاكهة إندونيسي، يبحث عن مستقبل أفضل عندما استجاب لعرض عمل في مجال تكنولوجيا المعلومات في كمبوديا، لكنّه وجد نفسه في النهاية أسير شبكة إجرامية تقوم بعمليات احتيال رابحة عبر الإنترنت.

يقول الشاب البالغ 26 عاماً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، مفضلاً عدم ذكر كنيته: «عندما وصلت إلى كمبوديا، طُلب مني أن أقرأ سيناريو، لكن في الواقع كنت أعد لعمليات احتيال».

داخل مبنى محاط بأسلاك شائكة وتحت مراقبة حراس مسلّحين، كانت أيام بودي طويلة جداً، إذ كان يقضي 14 ساعة متواصلة خلف شاشة، تتخللها تهديدات وأرق ليلي.

وبعد ستة أسابيع، لم يحصل سوى على 390 دولاراً، بينما كان وُعد براتب يبلغ 800 دولار.

وفي السنوات الأخيرة، اجتذب آلاف الإندونيسيين بعروض عمل مغرية في بلدان مختلفة بجنوب شرقي آسيا، ليقعوا في نهاية المطاف في فخ شبكات متخصصة في عمليات الاحتيال عبر الإنترنت.

أُنقذ عدد كبير منهم وأُعيدوا إلى وطنهم، لكنّ العشرات لا يزالون يعانون في مصانع الاحتيال السيبراني، ويُجبرون على البحث في مواقع وسائل التواصل الاجتماعي وتطبيقاتها عن ضحايا.

تروي ناندا، وهي عاملة في كشك للأطعمة، كيف سافر زوجها إلى تايلاند في منتصف عام 2022 بعد إفلاس صاحب عمله، وانتهز فرصة كسب 20 مليون روبية (1255 دولاراً) شهرياً في وظيفة بمجال تكنولوجيا المعلومات نصحه بها أحد الأصدقاء.

لكن عندما وصل إلى بانكوك، اصطحبه ماليزي عبر الحدود إلى بورما المجاورة، مع خمسة آخرين، باتجاه بلدة هبا لو، حيث أُجبر على العمل أكثر من 15 ساعة يومياً، تحت التهديد بالضرب إذا نام على لوحة المفاتيح.

وتضيف المرأة البالغة 46 عاماً: «لقد تعرض للصعق بالكهرباء والضرب، لكنه لم يخبرني بالتفاصيل، حتى لا أفكر بالأمر كثيراً».

ثم تم «بيع» زوجها ونقله إلى موقع آخر، لكنه تمكن من نقل بعض المعلومات بشأن ظروفه إلى زوجته، خلال الدقائق المعدودة التي يُسمح له فيها باستخدام جواله، فيما يصادره منه مشغلوه طوال الوقت المتبقي.

غالباً ما تكون عمليات التواصل النادرة، وأحياناً بكلمات مشفرة، الأدلة الوحيدة التي تساعد مجموعات الناشطين والسلطات على تحديد المواقع قبل إطلاق عمليات الإنقاذ.

«أمر غير إنساني على الإطلاق»

بين عام 2020 وسبتمبر (أيلول) 2024 أعادت جاكرتا أكثر من 4700 إندونيسي أُجبروا على إجراء عمليات احتيال عبر الإنترنت من ثماني دول، بينها كمبوديا وبورما ولاوس وفيتنام، بحسب بيانات وزارة الخارجية.

لكن أكثر من 90 إندونيسياً ما زالوا أسرى لدى هذه الشبكات في منطقة مياوادي في بورما، على ما يقول مدير حماية المواطنين في وزارة الخارجية جودها نوغراها، مشيراً إلى أنّ هذا العدد قد يكون أعلى.

وتؤكد إندونيسية لا يزال زوجها عالقاً في بورما أنها توسلت إلى السلطات للمساعدة، لكنّ النتيجة لم تكن فعّالة.

وتقول المرأة البالغة 40 عاماً، التي طلبت إبقاء هويتها طي الكتمان: «إنه أمر غير إنساني على الإطلاق... العمل لمدة 16 إلى 20 ساعة يومياً من دون أجر... والخضوع بشكل متواصل للترهيب والعقوبات».

ويقول جودا: «ثمة ظروف عدة... من شأنها التأثير على سرعة معالجة الملفات»، مشيراً خصوصاً إلى شبكات مياوادي في بورما، حيث يدور نزاع في المنطقة يزيد من صعوبة عمليات الإنقاذ والإعادة إلى الوطن.

ولم تتمكن الوكالة من التواصل مع المجلس العسكري البورمي أو المتحدث باسم جيش كارين الوطني، وهي ميليشيا تسيطر على المنطقة المحيطة بهبا لو، بالقرب من مياوادي.

وتشير كمبوديا من جانبها إلى أنها ملتزمة باتخاذ إجراءات ضد هؤلاء المحتالين، لكنها تحض أيضاً إندونيسيا والدول الأخرى على إطلاق حملات توعية بشأن هذه المخاطر.

وتقول تشو بون إنغ، نائبة رئيس اللجنة الوطنية الكمبودية للتنمية، في حديث إلى الوكالة: «لا تنتظروا حتى وقوع مشكلة لتوجيه أصابع الاتهام إلى هذا البلد أو ذاك. هذا ليس بحلّ على الإطلاق».

وتضيف: «لن نسمح بانتشار مواقع الجرائم الإلكترونية هذه»، عادّة أن التعاون الدولي ضروري لوقف هذه المجموعات، لأنّ «المجرمين ليسوا جاهلين: ينتقلون من مكان إلى آخر بعد ارتكاب أنشطتهم الإجرامية».

«جحيم»

تقول هانيندا كريستي، العضو في منظمة «بيراندا ميغران» غير الحكومية التي تتلقى باستمرار اتصالات استغاثة من إندونيسيين عالقين في فخ هذه الشبكات: «الأمر أشبه بعبودية حديثة».

وتمكّن بودي من الفرار بعد نقله إلى موقع آخر في بلدة بويبيت الحدودية الكمبودية.

لكنه لا يزال يذكر عمليات الاحتيال التي أُجبر على ارتكابه. ويقول: «سيظل الشعور بالذنب يطاردني طوال حياتي».