على الرغم من زيارة الخليجيين لندن بانتظام، ودراسة عدد كبير من أبناء الجاليات الخليجية فيها، وإقامة البعض منهم في العاصمة وخارجها، فإنه لم يكن يوجد مطعم خليجي واحد تطفئ أطباقه نار الغربة والحنين لرائحة الأكلات الخليجية التقليدية، إلى أن افتتحت الطاهية البحرينية رؤيا صالح مطعمها «فيلا ماماز» Villa Mamas في شارع إيلستان Elystan Road في منطقة تشيلسي الراقية، لتكون أول من عرّف البريطانيين على المطبخ الخليجي المميز ببهاراته. والأهم هو أن الشيف صالح لها باع طويل في هذا المجال، ونجاحاتها واضحة منذ أن افتتحت أول مطعم لها بالاسم نفسه في البحرين، واليوم توسعت إلى لندن وبعدها إلى نيويورك.
خلال افتتاح رسمي ضم كوكبة من السفراء والدبلوماسيين العرب والأجانب في لندن، استقبلت الشيف صالح بابتسامتها العريضة جميع المدعوين، ولم تبخل بالتحدث إلى أحد والشرح عن مشوارها وبدايتها ورؤيتها ونشأتها في مزرعة مع أب بحريني وأم إيرانية، ورثت منهما حب الطهي والتفنن بالنكهات.
التقيت بالعديد من الطهاة ولكني لم ألتق بطاهٍ بنشاط وحيوية مثل الشيف صالح، ففي مطعمها اللندني اعتنت بكل التفاصيل من أصغرها إلى أكبرها. المطعم صغير الحجم ولكنه جميل ويشعرك بأنك في منزل، وهذا ما آلت إليه الطاهية، لأن رسالتها هي تقديم الأكل المنزلي تماماً مثل أكل الأم، وهذا ما يعنيه اسم المطعم «بيت الأم».
في شارع أنيق يضم أسماء كبرى في عالم الطهي مثل الشيف توم إيكنز وغيره، يشاطر «فيلا ماماز» تلك الأسماء الكبرى، ليقدم شيئا جديدا ليس له مثيل في لندن.
جلسات من الخشب في الخارج، وواجهات زجاجية تغطي نصفها السفلي ستائر تركية التصميم على غرار المطاعم الفرنسية، وفي المدخل رفوف من الخشب وضعت عليها منتجات ومعلبات ومربيات من تحضير الشيف نفسها. الجدران غير مطلية وبار صغير، وطاولات من الخشب والرخام، ومرايا على الجدران توهم بمساحة أكبر للمكان. أرائك جميلة ومريحة من وحي المجالس العربية.
وساهمت الشيف صالح إلى جانب «إيرتا ديزاينز» في تحقيق الديكورات الجميلة التي تحمل في طياتها رؤية رؤيا المبنية على سفرها المستمر حول العالم.
هذا من ناحية الديكور، أما من ناحية الطعام فالمطعم يقدم الأطباق الخليجية المطعمة بالأكلات الهندية والفارسية، فالأطباق لذيذة لأنها مزيج من أكثر من مطبخ، واستطاعت الطاهية أن تضع لمستها الخاصة من خلال مزج بهاراتها الخاصة بها، واتباع وصفات تعلمتها من والديها، كما أشارت إلى الحمص مع اللحم الذي تعلمته من والدها.
المازة كانت عبارة عن خبز تندور مع صلصة «ميهاوة» من تحضير عمة الشيف صالح، وطبق «مضروبة الدجاج» وهو عبارة عن أرز مطهو مع الدجاج (يعد على نار هادئة لفترة زمنية طويلة) وطبق «الصيادية» و«طاجين» و«برياني» و«مرقوق» ولا تفوتوا عليكم العصائر العديدة التي يقدمها «فيلا ماماز» والتي يحوي الكثير منها على ماء الورد والزهر. أما بالنسبة لأطباق الحلوى فالمهلبية لذيذة جدا وإذا كنت من محبي السكر ولا تأبه للسعرات الحرارية فما عليك إلا أن تلتهم «أم علي» وهي وصفة مصرية أجرت عليها الشيف صالح بعض التعديلات.
ومنذ افتتاح المطعم في أواخر سبتمبر (أيلول) الماضي، والمقاعد الـ50 في المطعم محجوزة بالكامل. الإقبال شديد ليس فقط من الجاليات العربية والخليجية إنما أيضا من الذواقة الأوروبيين الباحثين عن نكهات جديدة في عاصمة المطاعم لندن التي اكتمل لقبها «عاصمة الطعام» بانضمام المطبخ الخليجي إليها لتكتمل الصورة، وتصبح بذلك أهم عاصمة من حيث تقديم كل المطابخ الإثنية.
«فيلا ماماز» أول مطعم خليجي في لندن
الشيف رؤيا صالح تحمل عطر أطباقها من البحرين إلى بريطانيا
«فيلا ماماز» أول مطعم خليجي في لندن
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة