بيانات الوظائف الأميركية تدعم رفع الفائدة... رغم انخفاضها «العرضي»

«زيادة الأجور» تعزز الدولار وعائد السندات قصيرة الأجل... والأسهم والذهب يتراجعان

من المحتمل أن يرفع مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) أسعار الفائدة في ديسمبر المقبل ({بلومبيرغ})
من المحتمل أن يرفع مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) أسعار الفائدة في ديسمبر المقبل ({بلومبيرغ})
TT

بيانات الوظائف الأميركية تدعم رفع الفائدة... رغم انخفاضها «العرضي»

من المحتمل أن يرفع مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) أسعار الفائدة في ديسمبر المقبل ({بلومبيرغ})
من المحتمل أن يرفع مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) أسعار الفائدة في ديسمبر المقبل ({بلومبيرغ})

رغم أن تقرير الوظائف الأميركية الصادر، أمس، قد يبدو للوهلة الأولى صادماً، مع إظهاره الانخفاض الأول من نوعه منذ 7 سنوات في عدد الوظائف بالقطاعات غير الزراعية في سبتمبر (أيلول) الماضي، فإن القراءة المتأنية للبيانات تؤكد أن هذا التراجع مؤقت وناجم عن ظروف «عرضية» قد لا تتكرر، خصوصاً أن التقرير أظهر نمواً بالأجور يرجح معه اتجاه الاحتياطي الفيدرالي (المركزي الأميركي) إلى رفع الفائدة قبل نهاية العام.
وبحسب التقرير، فقد انخفض عدد الوظائف الأميركية في سبتمبر للمرة الأولى في سبع سنوات، في الوقت الذي ترك فيه الإعصاران هارفي وإرما العمال المشردين دون عمل «بشكل مؤقت»، وتسببا في تأجيل التوظيف، في مؤشر جديد على أن العواصف أثرت سلبا على النشاط الاقتصادي في الربع الثالث من العام.
وقالت وزارة العمل الأميركية أمس إن عدد الوظائف في القطاعات غير الزراعية بالولايات المتحدة انخفض 33 ألف وظيفة، الشهر الماضي، في ظل تراجع قياسي في التوظيف بقطاع الترفيه والضيافة.
والانخفاض في عدد الوظائف هو الأول منذ سبتمبر عام 2010. وقالت الوزارة إن الإعصارين هارفي وإرما، اللذين تسببا في دمار بولايتي تكساس وفلوريدا في أواخر أغسطس (آب) وأوائل سبتمبر، قلصا «تقدير مجموع الوظائف غير الزراعية في سبتمبر».
وكان خبراء اقتصاديون استطلعت «رويترز» آراءهم توقعوا أن يزيد عدد الوظائف 90 ألف وظيفة الشهر الماضي. وعدلت الحكومة بيانات أغسطس لكي تظهر زيادة بواقع 169 ألف وظيفة في ذلك الشهر، بدلاً من 156 ألفاً في التقديرات السابقة.
ومن المرجح أن يعود كثير من المشردين إلى العمل. ومن المتوقع أن يدعم ذلك - بالإضافة إلى أعمال إعادة البناء وإزالة آثار الأعاصير - نمو الوظائف في الأشهر المقبلة.
وانخفض عدد العاملين في قطاع الترفيه والضيافة 111 ألفاً، في أكبر تراجع منذ بدء تسجيل البيانات في 1939، بعد استقراره دون تغير يُذكَر في أغسطس. وكان هناك أيضاً انخفاض في أعداد العاملين بقطاعي التجزئة والصناعات التحويلية الشهر الماضي.
ولم يؤثر هارفي وإرما على معدل البطالة، الذي انخفض 0.2 نقطة مئوية، إلى 4.2 في المائة، وهو أدنى معدل منذ فبراير (شباط) 2001.
وشهدت الأسهم الأميركية، سريعة التأثر بالقراءات المتعجلة، تراجعاً مع افتتاح التعاملات أمس، حيث تراجعت المؤشرات الرئيسية الثلاثة في «وول ستريت». وتراجع المؤشر «داو جونز» الصناعي 26.63 نقطة أو 0.12 في المائة، إلى مستوى 22748.76 نقطة. كما نزل المؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بمقدار 5.2 نقطة أو 0.20 في المائة، إلى 2546.87 نقطة. وانخفض المؤشر «ناسداك المجمع» 16.49 نقطة أو 0.25 في المائة، إلى 6568.86 نقطة.
أما الدولار، فقد تأثر إيجابياً بزيادة الأجور، وقفزت العملة الأميركية إلى 113.41 ين، وهو أعلى مستوى منذ 14 يوليو (تموز). وتراجع اليورو إلى 1.167 دولار، وهو أدنى مستوى منذ 17 أغسطس.
وتلقت العملة الأميركية في الأسابيع الأخيرة دعماً من تحسن بيانات أميركية، بجانب توقعات بتخفيضات ضريبية في الولايات المتحدة، واحتمال أن يرفع مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) أسعار الفائدة في ديسمبر (كانون الأول) المقبل.
وأشار تقرير وزارة العمل أمس إلى زيادة متوسط الأجر في الساعة 12 سنتاً، أو ما يعادل 0.5 في المائة في سبتمبر، بعد أن زاد 0.2 في المائة في أغسطس. ودفع ذلك الزيادة السنوية في الأجور إلى 2.9 في المائة في أكبر ارتفاع منذ ديسمبر الماضي، من 2.7 في المائة في أغسطس.
ويقول محللون إن ارتفاع التضخم إلى المستوى الذي يستهدفه مجلس الاحتياطي الفيدرالي عند 2 في المائة يستلزم وصول معدل النمو السنوي للأجور إلى ثلاثة في المائة على الأقل.
وعززت البيانات، وبالتالي احتمالات رفع الفائدة، عوائد سندات الخزانة الأميركية القصيرة الأجل، التي قفزت إلى أعلى مستوى في تسع سنوات.
ومع انتعاش الدولار، وارتفاع عوائد سندات الخزانة الأميركية، على وقع زيادة الأجور، انخفض الذهب لأدنى مستوياته في شهرين أمس. وبحلول الساعة 13:10 بتوقيت غرينتش، انخفض الذهب في المعاملات الفورية 0.2 في المائة إلى 1265.60 دولار للأوقية (الأونصة)، بعدما بلغ أدنى مستوياته منذ أوائل أغسطس عند 1263.26 دولار للأوقية. وتراجع الذهب في العقود الأميركية الآجلة تسليم ديسمبر 5.70 دولار، إلى 1267.70 دولار للأوقية.
ويتأثر الذهب كثيراً بارتفاع أسعار الفائدة الأميركية، لأنه يزيد من تكلفة الفرص البديلة الضائعة على حائزي المعدن الأصفر الذي لا يدر عائداً، بينما يعزز الدولار المقوم به المعدن.
وانخفضت أسعار الذهب أكثر من واحد في المائة هذا الأسبوع، وتتجه للتراجع للأسبوع الرابع على التوالي، وهي أطول موجة من الخسائر الأسبوعية يسجلها المعدن هذا العام.
ومن بين المعادن النفيسة الأخرى، انخفضت الفضة 0.2 في المائة إلى 16.57 دولار للأوقية.
وزاد البلاتين 0.1 في المائة إلى 912.30 دولار للأوقية، في حين ارتفع البلاديوم 0.6 في المائة إلى 944.80 دولار للأوقية.


مقالات ذات صلة

الأسواق الأميركية تشهد تراجعاً بسبب بيانات اقتصادية محبطة

الاقتصاد متداولون يعملون في بورصة نيويورك (رويترز)

الأسواق الأميركية تشهد تراجعاً بسبب بيانات اقتصادية محبطة

انخفضت مؤشرات الأسهم الأميركية، يوم الخميس، في ظل بيانات محبطة قد تشير إلى تباطؤ بالنمو الاقتصادي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد يشتري الناس الهدايا في منطقة تايمز سكوير في نيويورك (رويترز)

تضخم الجملة يقاوم الانخفاض في الولايات المتحدة

ارتفعت تكاليف الجملة في الولايات المتحدة بشكل حاد خلال الشهر الماضي، ما يشير إلى أن ضغوط الأسعار لا تزال قائمة في الاقتصاد حتى مع تراجع التضخم من أعلى مستوياته.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد لافتة مكتوب عليها «نوظف الآن» في مغسل سيارات بأحد شوارع ميامي بفلوريدا (رويترز)

زيادة غير متوقعة في طلبات إعانات البطالة الأميركية

ارتفع عدد الأميركيين الذين تقدموا بطلبات جديدة للحصول على إعانات البطالة بشكل غير متوقع، الأسبوع الماضي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن )
الاقتصاد يقوم عامل بإجراء فحص الجودة لمنتج وحدة الطاقة الشمسية في مصنع «لونجي للتكنولوجيا الخضراء» في الصين (رويترز)

واشنطن تُصعِّد تجارياً... رسوم جديدة على واردات الطاقة الصينية

تخطط إدارة بايدن لزيادة الرسوم الجمركية على رقائق الطاقة الشمسية، البولي سيليكون وبعض منتجات التنغستن القادمة من الصين.

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد أشخاص يتسوقون في متجر بقالة في روزميد - كاليفورنيا (أ.ف.ب)

التضخم الأميركي يرتفع في نوفمبر إلى 2.7 % على أساس سنوي

ارتفعت أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة بأكبر قدر في 7 أشهر في نوفمبر.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

معنويات متأرجحة للشركات اليابانية تصعب من مهمة «المركزي»

مشاة يمرون أمام محال تجارية في وسط العاصمة اليابانية طوكيو (إ.ب.أ)
مشاة يمرون أمام محال تجارية في وسط العاصمة اليابانية طوكيو (إ.ب.أ)
TT

معنويات متأرجحة للشركات اليابانية تصعب من مهمة «المركزي»

مشاة يمرون أمام محال تجارية في وسط العاصمة اليابانية طوكيو (إ.ب.أ)
مشاة يمرون أمام محال تجارية في وسط العاصمة اليابانية طوكيو (إ.ب.أ)

أظهر مسح ربع سنوي أجراه البنك المركزي الياباني تحسناً طفيفاً في توقعات الشركات، لا سيما في الصناعات الثقيلة الرئيسية، مثل صناعة السيارات والوقود الأحفوري والآلات، بينما تراجعت في صناعة الخدمات.

ومن شأن نتائج استطلاع «تانكان» التي أصدرها بنك اليابان يوم الجمعة، وهو المسح الاقتصادي القصير الأجل للشركات، أن يؤثر على قرار البنك بشأن رفع سعر الفائدة الرئيسي، الأسبوع المقبل.

ويظهر الاستطلاع الفارق بين الشركات التي تقول إنها متفائلة حيال أوضاع الأعمال وتلك المتشائمة. وقوضت نتيجة الاستطلاع الأحدث توقعات زيادة سعر الفائدة، كما تأرجح الين الياباني خلال الأسبوع؛ حيث بلغ معدل تداول الدولار الأميركي أمام الين 152.9 ين يوم الأربعاء، وهو معدل قريب لأعلى مستوى خلال أسبوعين. ونما اقتصاد اليابان بوتيرة سنوية معدلة بلغت 1.2 في المائة في الربع السابق، مدفوعاً بإنفاق استهلاكي مستدام.

وارتفعت المعنويات الإجمالية للشركات، للمصنعين وغير المصنعين إلى 15 نقطة من 14 نقطة في مسح سابق. وارتفع مؤشر معنويات كبرى الشركات الصناعية إلى 14 نقطة في ديسمبر (كانون الأول)، من 13 نقطة في سبتمبر (أيلول) الماضي، ويرجع ذلك جزئياً إلى استئناف مصنعي السيارات الإنتاج عقب فضائح شهادات اختبارات السيارات في الصناعة. كما تحسّنت شركات الإنشاءات والعقارات.

وفي حين أن شركات تصنيع السيارات وغيرها من الصناعات الأخرى الكبيرة أحرزت تقدماً، تراجعت المعنويات بين تجار التجزئة وغيرهم في صناعة الخدمات؛ حيث انخفضت إلى 33 نقطة من 34 نقطة رغم أنها ما زالت في منطقة إيجابية. وتراجع مؤشر تجار التجزئة بشكل حاد إلى 13 نقطة من 28 نقطة.

وفي الأسواق، تراجعت عائدات السندات الحكومية اليابانية متوسطة وطويلة الأجل يوم الجمعة مع تراجع احتمالات قيام بنك اليابان المركزي برفع أسعار الفائدة في اجتماعه للسياسة النقدية الأسبوع المقبل.

وانخفض العائد على السندات الحكومية اليابانية لأجل عامين نقطة أساس واحدة إلى 0.565 في المائة، والعائد على السندات لأجل خمس سنوات نقطتين أساس إلى 0.69 في المائة.

وقال ميكي دين، كبير استراتيجيي أسعار الفائدة في اليابان لدى «إس إم بي سي نيكو» للأوراق المالية: «تراجعت رهانات رفع أسعار الفائدة من جانب بنك اليابان المركزي، في حين دعمت عمليات شراء السندات التي يقوم بها بنك اليابان أيضاً المعنويات».

وأفادت «رويترز»، يوم الخميس، بأن بنك اليابان المركزي يميل إلى إبقاء أسعار الفائدة ثابتة مع تفضيل صناع السياسات قضاء المزيد من الوقت في التدقيق في المخاطر الخارجية والمؤشرات بشأن توقعات الأجور في العام المقبل. وجاء ذلك في أعقاب تقرير لوكالة «بلومبرغ» نيوز يوم الأربعاء أن بنك اليابان يرى «تكلفة ضئيلة» في الانتظار لرفع أسعار الفائدة.

وأشارت التوقعات إلى احتمال بنسبة 22.86 في المائة لرفع بنك اليابان أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس إلى 0.5 في المائة هذا الشهر، واحتمال بنسبة 65.5 في المائة لهذه الخطوة في اجتماعه في يناير (كانون الثاني).

من جانبه، أغلق المؤشر «نيكي» الياباني منخفضاً يوم الجمعة مع اتجاه المتعاملين لجني الأرباح عقب صعود استمر 4 جلسات بعد أن رفعت البيانات الاقتصادية الأميركية الرهانات على خفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي) أسعار الفائدة الأسبوع المقبل.

وهبط المؤشر «نيكي» 0.95 في المائة إلى 39470.44 نقطة، لكنه كسب 1.94 في المائة خلال الأسبوع. ودفعت مكاسب يوم الخميس المؤشر القياسي إلى أعلى مستوى في شهرين. وتراجع المؤشر توبكس الأوسع نطاقاً 0.95 في المائة إلى 2746.56 نقطة، لكنه ارتفع 1.68 في المائة خلال الأسبوع.

وقال تاكيهيكو ماسوزاوا، رئيس التداول في «فيليب سيكيوريتيز اليابان»: «أدى ضعف إغلاق الأسواق الخارجية خلال ساعات الليل إلى انخفاض المعنويات، ما دفع المستثمرين إلى بيع الأسهم لجني الأرباح». وأضاف: «أرادت السوق تعديل مراكزها قبل عطلة نهاية الأسبوع».

وتجاوز المؤشر «نيكي» يوم الخميس مستوى 40 ألف نقطة الرئيسي للمرة الأولى منذ 15 أكتوبر (تشرين الأول). وتراجعت مؤشرات وول ستريت الليلة السابقة، إذ قيم المتعاملون المؤشرات الاقتصادية الرئيسية قبل اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأسبوع المقبل.

وأظهر تقرير وزارة العمل الأميركية، يوم الخميس، أن أسعار المنتجين ارتفعت 0.4 في المائة على أساس شهري في نوفمبر (تشرين الثاني)، مقارنة بتقديرات ارتفاع 0.2 في المائة، وفقاً لخبراء اقتصاد استطلعت «رويترز» آراءهم.

وتراجعت جميع مؤشرات القطاعات الفرعية في بورصة طوكيو للأوراق المالية البالغ عددها 33 باستثناء ثلاثة. ومن بين 1644 سهماً في السوق الرئيسية في بورصة طوكيو، ارتفع 32 في المائة وانخفض 64 في المائة، بينما استقر 3 في المائة.