تواجه رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي متاعب كبيرة داخل حزب المحافظين الذي تقوده، وتزايدت الضغوط عليها بعد الكلمة التي ألقتها خلال مؤتمر حزب المحافظين، إلا أنها ترفض التنحي. فقد نقلت قناة «سكاي نيوز» أمس عن مكتب رئيسة الوزراء قوله: إن «ماي لا تفكر في الاستقالة».
وتحوّل مؤتمر حزب المحافظين إلى ما يشبه كابوساً بالنسبة لماي، أول من أمس، بعدما جاءت لتطلب من زملائها التوحد خلفها من أجل السير ببريطانيا نحو التغيير، لكن مساعيها لتجاوز الانقسام الذي أحدثه «بريكست» ووُجهت باحتجاج هزلي وبإصابتها بالسعال. واختتمت ماي خطابها خلال اليوم الأخير لمؤتمر الحزب السنوي، بالدعوة إلى الوحدة، ووعدت بإجراء إصلاحات، بينها برنامج إسكاني جديد. لكن خلال خطابها فوجئت ماي بأحد المشاركين، هو الكوميدي سايمون برودكن، يسلمها نموذجا يعبأ لدى الرغبة في ترك الوظيفة قائلا إن وزير الخارجية المشاغب بوريس جونسون هو من أرسله. وما إن واصلت خطابها، حتى أصيبت بسعال استمر طيلة مدة الخطاب. وما زاد الطين بلة بدء سقوط بعض حروف الشعار المرفوع على الجدار خلفها «بناء بلد للجميع».
كانت تلك نهاية مضحكة لأيام المؤتمر الأربعة في مدينة مانشستر في شمال غربي البلاد والذي خيمت عليه أجواء من الشعور بالأسى وغياب الخطط السياسية الكبرى وفتور التأييد لماي نفسها. وكتبت النائبة من حزب العمال المعارض في تغريدة «لا يمكن أن يسوء الأمر أكثر من هذا. يا لها من كارثة. هذه ليست حكومة، هذه فوضى». لكن يبدو أن انتكاسات ماي ألهبت حماس المندوبين الذين وقفوا مرارا وصفّقوا لها، وعندما لم تعد قادرة على الكلام شجعوها عبر الصراخ (هيا، هيا يا رئيسة الوزراء)». وقال النائب الاسكوتلندي ستيفن كير «الواضح أنها واجهت صعوبات، لكن ما رأيناه أنها صمدت. لقد عانت الكثير في الأشهر الماضية، لكنها صامدة؛ ولهذا نحن نقف وراءها».
وخيّم على مؤتمر هذه السنة بوريس جونسون المعروف بطموحاته السياسية والذي عرض رؤيته المختلفة عن «بريكست» في مقال صحافي الشهر الماضي فيما اعتبر محاولة للإيقاع بماي، ورأى كثيرون أن فشلها في تحجيمه دليل على ضعفها.
وبعد أربعة أشهر من الانتخابات التشريعية التي دعت إليها، لكنها جاءت بنتيجة معاكسة، بدأت ماي خطاب أول من أمس بالاعتذار. وقالت: «أنا أتحمل المسؤولية. إني آسفة». لكنها حذرت الوزراء الذين جلسوا قبالتها من أن الوقت حان «للنهوض وإعطاء البلد الحكومة التي تحتاج إليها (..) يجب أن ينصب تركيزنا على توفير فرص العمل للجميع».
وفي أثناء الخطاب، تورط جونسون في جدال بشأن ليبيا بعد تعليقات أدلى بها مساء الثلاثاء، وقال فيها إن على الليبيين «التخلص من الجثث» أولا لكي تصبح البلد جذابة للسياح والمستثمرين. وأكدت ماي أنها عازمة على «إنهاء الظلم وإعطاء صوت للجميع» في بريطانيا، ووعدت بأن تبذل كل جهدها لكي يتمكن «كل جيل جديد من بناء مستقبل أفضل».
رئيسة وزراء بريطانيا ترفض التّنحي رغم الضغوط
رئيسة وزراء بريطانيا ترفض التّنحي رغم الضغوط
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة