إغلاق الضفة وغزة 10 أيام واعتقالات ومصادرة أسلحة وأموال

مستوطنون يقتحمون الأقصى مع بدء الأعياد اليهودية ودعوات فلسطينية للمرابطة

TT

إغلاق الضفة وغزة 10 أيام واعتقالات ومصادرة أسلحة وأموال

اقتحم مستوطنون المسجد الأقصى، أمس، تحت حراسات مشددة من قبل قوات الشرطة الإسرائيلية، وقاموا بجولات استفزازية في المكان، وذلك عشية الاحتفالات اليهودية بعيد المظلة.
واقتحم عشرات المستوطنين المسجد الأقصى مستغلين فترة الزيارات الصباحية، من جهة باب المغاربة، بحراسة مشددة من شرطة الاحتلال الخاصة، ونظموا جولات استفزازية في أنحاء متفرقة من باحاته.
ويعتقد أن تستمر الاقتحامات في الأيام القليلة المقبلة، بعد دعوات من «منظمات الهيكل» لتكثيف اقتحاماتها للمسجد الأقصى، في فترة العيد العبري الذي يمتد 10 أيام.
وناشدت هيئات القدس الإسلامية المواطنين، ممن يستطيعون الوصول إلى مدينة القدس المحتلة، بشدّ الرحال إلى المسجد الأقصى، والوجود المبكر والمكثف فيه، بدءاً من صباح غد الخميس لإحباط مخططات المستوطنين لاستباحة المسجد.
وعادة ما يستغل المستوطنون فترة الأعياد اليهودية لتنفيذ اقتحامات أوسع للأقصى، بحجة أنه يمثل المكان المقدس للهيكل.
لكن يستبعد أن تتمكن أعداد كبيرة من الفلسطينيين من الوصول إلى الأقصى، بسبب الإغلاق الذي فرضته إسرائيل على الضفة الغربية وقطاع غزة.
وقال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، إن إسرائيل فرضت طوقا أمنيا على الضفة الغربية وقطاع غزة، ابتداء من منتصف ليلة الثلاثاء وحتى منتصف ليلة السبت / الأحد، الرابع عشر من الشهر الحالي، بمناسبة حلول «عيد المظلة» اليهودي.
وخلال هذه الفترة، لن يسمح للفلسطينيين بدخول إسرائيل باستثناء الحالات الإنسانية والطبية والطارئة.
وقال أفيخاي أدرعي في بيان: «بتعليمات من المستوى السياسي وبعد تقدير الموقف تقرر فرض إغلاق كامل على مناطق يهودا والسامرة (الضفة الغربية)، بالإضافة إلى إغلاق المعابر أمام قطاع غزة انطلاقاً من منتصف الليلة، بين يومي الثلاثاء والأربعاء، (3 / 10) وحتى منتصف الليل بين يومي السبت والأحد (14 / 10) وفقاً لتقدير الموقف».
وأضاف: «خلال فترة الإغلاق، سيتم السماح بالعبور في الحالات الإنسانية والاستثنائية وفقاً لموافقة منسق نشاطات الحكومة في المناطق».
وواصلت إسرائيل حملات اعتقال وبحث عن «مطلوبين» في الضفة الغربية، حتى مع دخول الأعياد اليهودية. وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه اعتقل 6 فلسطينيين، وضبط قطع أسلحة، وصادر أموالا في حملات واسعة مختلفة في الضفة الغربية.
واعتقلت عناصر الجيش الإسرائيلي 6 فلسطينيين من مدينة يطا ومدينة الظاهرية القريبة من الخليل، كما صادرت 4 قطع أسلحة وذخيرة في بلدة بيت آمر شمال الخليل وفي مدينة قباطيا جنوب مدينة جنين.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه صادر أيضا، آلاف الشواقل من مدينة يطا ومدينة الظاهرية وبلدة بيت آمر شمال مدينة الخليل، مخصصة لتنفيذ عمليات أمنية.
وتشن إسرائيل حملات منظمة ضد مطلوبين وأموال ومصادر تصنيع وتوزيع السلاح في الضفة الغربية.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.