تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أمس، خلال زيارة قام بها لمستوطنة «معاليه أدوميم»، ببناء ألوف الوحدات السكنية فيها. في حين وجه أحد وزرائه المخلصين له، انتقادات مباشرة إلى إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، واتهمه بالسير على طريق سابقه، باراك أوباما، في كل ما يتعلق بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني والاستيطان.
وأعلن نتنياهو، الذي عقد اجتماعا تظاهريا لكتلته البرلمانية في مستعمرة معاليه أدوميم، عن «بدء تطوير المدينة بوتيرة عالية». وقال: «سنبني هنا آلاف الوحدات السكنية، سنقيم مناطق صناعية، وسنضيف إلى المدينة قطع الأرض اللازمة من أجل تطويرها بوتيرة متسارعة».
ولم يكن اختيار هذه المستوطنة صدفة؛ إذ إن غالبية وزرائه ونوابه يسعون لضمها إلى تخوم إسرائيل، ووضعها تحت سيادتها. وقال نتنياهو: «هذا المكان سيكون جزءا من دولة إسرائيل. أدعم قانون أورشليم (القدس) الكبرى الذي سيسمح لأورشليم وللمدن المتاخمة لها بالتطور على أصعدة عدة. هذه هي بشرى كبيرة ومهمة».
من جهته، وجه وزير شؤون البيئة، زئيف الكين، المعروف بقربه من نتنياهو، والعضو في المجلس الوزاري الأمني المصغر (الكابنيت)، انتقادات للإدارة الأميركية، بسبب سياستها في مسألة الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني عامة، وتعاملها مع البناء الإسرائيلي الاستيطاني وراء الخط الأخضر، بشكل خاص. فقد أعرب عن خيبة أمل اليمين الإسرائيلي من هذه الإدارة: «بعدما كنا قد توقعنا منها أن تقوم بإلغاء القيود الأميركية على البناء الإسرائيلي وراء الخط الأخضر، في مناطق الضفة الغربية والقدس الشرقية. فقد اتضح مع مرور الوقت، بأن الإدارة تراكم الكثير من المصاعب أمام هذا البناء. ومؤخرا فقط، تم تأخير بناء 31 وحدة إسكان في الحي اليهودي في الخليل، بسبب التخوف من إثارة غضب هذه الإدارة».
وادعى الوزير الكين، الذي يعمل على دفع خطة البناء الاستيطاني في الخليل، أن «إدارة ترمب غيرت السياسة الخارجية التي اتبعتها إدارة أوباما في كل مجال تقريبا، إلا في المجال الإسرائيلي – الفلسطيني». وقال في حديث مع مراسلي الصحف الإسرائيلية: إن «هذه الإدارة تشعر بالراحة في تغيير التزام إدارة أوباما باتفاق المناخ وأمور أخرى كثيرة، لكن لسبب ما، في الموضوع الذي يتعلق بنا، لديهم التصور نفسه بأن البناء خارج الخط الأخضر هو خطوة إسرائيلية سلبية».
وعلى الرغم من ذلك، طلب الكين التأكيد، بأن التعاون بين إسرائيل وإدارة ترمب أفضل بكثير في المقارنة مع فترة أوباما، أيضا في الموضوع الفلسطيني، وقال: «هذه الإدارة تعمل بالتعاون معنا بشكل أفضل بكثير، لكنها، لسبب ما، تسير في موضوع البناء على خطى إدارة أوباما». وأضاف: «في السابق كنا نواجه ضغوطا كبيرة، وفعلنا ما كنا نراه مناسبا، وأيضا لهذه الإدارة (الصديقة)، علينا أن نشرح دائما أن هناك أمورا تمثل مصلحة وطنية عليا، مثل البناء الاستيطاني في منطقة الخليل».
وكشف الكين عن أن وزير التربية والتعليم، نفتالي بينيت، ووزير الداخلية الإسرائيلية، آريه درعي، حصلا على تعهد من رئيس الحكومة نتنياهو، بالشروع ببناء المشروع في قلب الخليل. وأنه هو شخصيا أثار هذه المسألة في اجتماعين لوزراء الليكود، الأسبوع الحالي والأسبوع الماضي. وتابع: «قلت لنتنياهو إن هناك أهمية خاصة للبناء في البؤرة الاستيطانية في الخليل، وبخاصة في هذا التوقيت الذي يقوم به الفلسطينيون بحملة دولية لإنكار الحق التاريخي لليهود في الخليل، في مؤسسات دولية مثل يونيسكو وغيرها. فالبناء في الخليل هو تعبير عن حقنا التاريخي في المدينة، وهو أفضل رد على قرار آخر من المتوقع أن يصدره اليونيسكو لصالح الفلسطينيين».
وقالت مصادر مقربة من نتنياهو، إنه يعمل على هذا الملف الاستيطاني منذ أكثر من شهر، وإنه ناقشه مع ممثلي الإدارة الأميركية.
تل أبيب تتعهد ببناء ألوف الوحدات السكنية
تل أبيب تتعهد ببناء ألوف الوحدات السكنية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة