رحيل جلال طالباني سابع رئيس لجمهورية العراق

الرئيس العراقي السابق الراحل جلال طالباني - أرشيف (د.ب.أ)
الرئيس العراقي السابق الراحل جلال طالباني - أرشيف (د.ب.أ)
TT

رحيل جلال طالباني سابع رئيس لجمهورية العراق

الرئيس العراقي السابق الراحل جلال طالباني - أرشيف (د.ب.أ)
الرئيس العراقي السابق الراحل جلال طالباني - أرشيف (د.ب.أ)

رحل الرئيس العراقي السابق جلال طالباني عن عمر ناهز الرابعة والثمانين عاما، اليوم (الثلاثاء)، بعد حياة ملؤها الأحداث السياسية.
جدير بالذكر أن طالباني أدخل إلى مدينة الحسين الطبية في الأردن في الـ25 من شباط (آذار) عام 2007 بعد وعكة صحية أصابته، وغادر لتلقي العلاج في مستشفى مايوكلينك في الولايات المتحدة الأميركية.
جلال طالباني واسمه الكامل جلال حسام الدين نور الله نوري طالباني، من مواليد مدينة كركوك - التي طالما كانت مثار نزاع بين الحكومة الاتحادية العراقية واقليم كردستان - في 12 اكتوبر (تشرين الثاني) عام 1933، وهو سابع رئيس لجمهورية العراق منذ بدء العهد الجمهوري، ويعد الرئيس الثاني للعراق بعد سقوط نظام الرئيس الأسبق صدام حسين عام 2003.
انتخب في بداية يوليو (تموز) 2008 نائبا لرئيس منظمة سوسيال انترناشينال، وفي 11 أكتوبر 2010 أعيد انتخابه من قبل مجلس النواب العراقي كرئيس ل‍جمهورية العراق لولاية ثانية مدتها أربع سنوات.
طالباني كردي ويعرف أيضاً بجلال الطالباني ويعرف في صفوف الأكراد باسم "مام جلال" أي "العم جلال"، وأطلق عليه هذه التسمية منذ أن كان صغيراً، وذلك لذكائه وتصرفه السليم، ويعد واحداً من أبرز الشخصيات الكردية في التاريخ العراقي المعاصر.
أسس الراحل الاتحاد الوطني الكردستاني في سوريا سنة 1975، وبدأ حركته المسلحة سنة 1976، ودخل في مفاوضات مع الحكومة العراقية سنة 1984 لإقرار قانون الحكم الذاتي، غير أن ضغوط الحكومة التركية حالت دون تطبيق الاتفاق.
طالباني هو ابن الشيخ حسام الدين الطالباني شيخ الطريقة القادرية بمحافظة كركوك وشمال العراق في قرية كلكان التابعة لقضاء كويه قرب بحيرة دوكان. انضم إلى الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة الملا مصطفى البارزاني سنة 1947 عندما كان عمره 14 عاما، وبدأ مسيرته السياسية في بداية الخمسينات كعضو مؤسس لاتحاد الطلبة في كردستان داخل الحزب الديمقراطي الكردستاني ثم عضوا للجنة المركزية للحزب سنة 1951.
التحق بكلية الحقوق سنة 1953 وتخرج منها وهي احدى جامعات بغداد سنة 1959، ثم التحق بالجيش العراقي، حيث كان مسؤولا لكتيبة عسكرية مدرعة. وفي سنة 1961 شارك في انتفاضة الكرد ضد حكومة الزعيم العراقي الأسبق عبد الكريم قاسم، وبعد الانقلاب على قاسم، قاد طالباني الوفد الكردي للمحادثات مع رئيس الحكومة الجديد عبد السلام عارف سنة 1963.
ترأس الراحل حزب الاتحاد الوطني الكردستاني الكردي، وقد شهدت الفترة التي عاشها الراحل الكثير من المتغيرات والأحداث كان آخرها الأزمة التي يشهدها العراق الآن بعد إجراء اقليم كردستان استفتاء الانفصال عن العراق.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.