«تمديد الفترة الرئاسية» نقاش ساخن في البرلمان المصري مع افتتاح دور انعقاده الثالث

صاحب مشروع التعديل لـ«الشرق الأوسط»: سأبدأ جمع التوقيعات وأنتظر تأييداً واسعاً من النواب

البرلمان المصري (الشرق الأوسط)
البرلمان المصري (الشرق الأوسط)
TT

«تمديد الفترة الرئاسية» نقاش ساخن في البرلمان المصري مع افتتاح دور انعقاده الثالث

البرلمان المصري (الشرق الأوسط)
البرلمان المصري (الشرق الأوسط)

يفتتح مجلس النواب المصري (البرلمان)، دور انعقاده الثالث اليوم (الاثنين)، بحضور رئيس الحكومة شريف إسماعيل وعدد من الوزراء. وفي حين ينتظر أن يناقش المجلس مشروعات قوانين ساخنة على الصعيد السياسي والاقتصادي والاجتماعي، على رأسها تعديلات قوانين سحب الجنسية والسكك الحديدية، وغيرها. قال إسماعيل نصر الدين، عضو المجلس لـ«الشرق الأوسط»، إنه «سيبدأ على الفور حشد النواب للتوقيع على مقترحه تعديل الدستور، والذي يتضمن تمديد الفترة الرئاسة»، متوقعا حصوله على تأييد واسع من النواب.
ويسعى نصر الدين إلى تعديل دستوري برفع القيد على عدد فترات الرئاسة، وجعل الفترة الرئاسية الواحدة ست سنوات بدلا من أربع، إضافة إلى منح صلاحيات كاملة لرئيس الدولة في تعيين وإقالة رئيس وأعضاء الحكومة.
ويأتي هذا التحرك قبل نحو 9 أشهر فقط على انتهاء فترة الرئاسة الأولى للرئيس عبد الفتاح السيسي. وحدد الدستور الحالي، الذي أقر في استفتاء عام 2014، رئاسة جمهورية بفترتين حداً أقصى، وأن الفترة الواحدة أربع سنوات. في حين حظر أي تعديل يسمح بزيادة المدد الرئاسية.
وقال نصر الدين، وهو نائب مستقل عن دائرة انتخابية في جنوب القاهرة، لـ«الشرق الأوسط» إنه «سيبدأ على الفور مع انطلاق الدورة الثالثة هذا الأسبوع مناقشة النواب والحصول على توقيعاتهم لتقديم مشروع قانون بتعديل الدستور إلى المجلس». مضيفا: «تلقيت تأييدا واسعا من النواب خلال الفترة الماضية، لكن الآمر يتطلب اللقاء بهم والحصول على توقيعات شخصية منهم».
وأكد نصر الدين، أن «الدستور نص على طريقة تعديله، وبالتالي ليس هناك انتهاك دستوري... كما أن تلك التعديلات هي في جوهرها في صالح البلد وليس لشخص معين كما يدعي المعارضون».
وأوضح النائب، أن «المقترح لا بد أن يحصل على توقيع 120 نائبا على الأقل، وهو ما يعادل خُمس أعضاء مجلس النواب، لكي يسمح بمناقشته والتصويت عليها في مجلس النواب».
ويقر المجلس التعديلات بموافقة ثلثي أعضائه، ولا تسري قبل موافقة الناخبين عليها في استفتاء. ويُشكل البرلمان، الذي انتخب في 2015، من تجمعات حزبية معظمها من مؤيدي الرئيس السيسي.
ويوضح النائب، أن «الفترة الرئاسية المحددة في الدستور بأربع سنوات قصيرة بدرجة لا تمكّن رئيس الدولة من تنفيذ مشروعات التنمية».
وسبق أن أبدى عدد من البرلمانيين تأييدهم دعوات تعديل الدستور. كما صرح رئيس مجلس النواب علي عبد العال بأن «أي دستور يوضع في ظروف عدم استقرار يحتاج إلى إعادة نظر بعد استقرار الدولة»، موضحا أنه «من غير المنطقي ألا يكون من حق الرئيس عزل الوزراء الذين عيّنهم... وأن الرئيس لن يكون بإمكانه التعامل مع وزير أراد إقالته ورفض مجلس النواب الإقالة».
ولم يعلق الرئيس السيسي أو مسؤولو الرئاسة بشكل عام على تلك التحركات لتعديل الدستور.
ويتبقى نحو 5 أشهر فقط على انطلاق إجراءات الانتخابات الرئاسية في مصر، دون أن يظهر حتى الآن أي مرشح جدي لمنافسة الرئيس السيسي (62 عاما)، الذي لم يقل بشكل حاسم حتى الآن إن كان يعتزم الترشح لفترة رئاسة ثانية في 2018، لكنه شدد على أنه سيحترم الإرادة الشعبية.
من جهة أخرى، من المقرر أن يلقي رئيس مجلس النواب، كلمة في بداية افتتاح الدور الثالث اليوم (الاثنين)، يقرأ خلالها قرار الرئيس السيسي لانعقاد البرلمان، وسيدعو أيضا أعضاء البرلمان لكتابة رغباتهم في الانضمام لأي من اللجان النوعية.
وعلى مدار الأسابيع الماضية، أقرت الحكومة عددا من التشريعات سيتم عرضها على المجلس فور انعقاده. أولها مشروع قانون إسقاط الجنسية، إضافة إلى مشروع قانون الإجراءات الجنائي الذي تستعد اللجنة التشريعية لمناقشته، وقانون التأمين الصحي الشامل.
كما تشمل الأجندة التشريعية تعديل قانون السكة الحديد، الذي سيعطي للقطاع الخاص حق الشراكة في إدارة الهيئة وتطويرها، وقانون الإدارة المحلية الذي ينتظر حسما لملفه منذ بداية الدور الثاني، لكن تأجل لأكثر من مرة.
أيضا، ينتظر إصدار تشريعات مهمة معنية بمكافحة الإرهاب ووضع وضع ضوابط إصدار الفتاوى العامة، ومشروع قانون تنظيم الخطابة الدينية.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».