«سوريا الديمقراطية» تسيطر على حقول نفط شرق دير الزور

قوات النظام تصد هجوم «داعش» وتوسع «الجبهات»

مقاتلون أكراد في الرقة (حملة تحرير الرقة)
مقاتلون أكراد في الرقة (حملة تحرير الرقة)
TT

«سوريا الديمقراطية» تسيطر على حقول نفط شرق دير الزور

مقاتلون أكراد في الرقة (حملة تحرير الرقة)
مقاتلون أكراد في الرقة (حملة تحرير الرقة)

سيطرت «قوات سوريا الديمقراطية» على حقول الجفرة النفطية شرق معمل كونوكو للغاز في ريف دير الزور الشمالي الشرقي، فيما احتوى النظام السوري وحلفاؤه هجوم «داعش»، وأطلق هجوما تمكن خلاله من استعادة قسم واسع مع المناطق التي خسرها في البادية الغربية لدير الزور وباديتي حمص الشرقية والجنوبية الشرقية. كما واجه هجوما آخر في محيط منطقة الثردات على طريق الميادين - دير الزور.
وأعلنت «قوات سوريا الديمقراطية» سيطرتها على حقول الجفرة النفطية شرق دير الزور من يد تنظيم داعش، موضحة في بيان أن قواتها تقدمت باتجاه حقول الجفرة النفطية شمال شرقي دير الزور، وحررتها بشكل كامل من قبضة الإرهابيين. وقالت إن «حملة عاصفة الجزيرة التي تخوضها قواتنا (قوات سوريا الديمقراطية) تستمر بالتقدم، وتحقق أهدافها العسكرية على الأرض وفق المخطط له».
وتعتبر حقول الجفرة من أهم الحقول النفطية في محافظة دير الزور، التي تحاول «سوريا الديمقراطية» السيطرة عليها بشكل كامل. ويأتي هذا التقدم بعد أسبوع من السيطرة على أكبر حقول الغاز في المحافظة هي «كونوكو» وشركة «العزبة».
وتزامن هذا التقدم مع استهداف طيران «التحالف الدولي» بعدة غارات حقل التنك النفطي في ريف دير الزور الجنوبي الشرقي.
في غضون ذلك، وسع تنظيم داعش معاركه ضد النظام، حيث شن هجمات متزامنة تتواصل منذ يوم الخميس الماضي، ولامست أمس منطقة الثردة، حيث أعلنت ونقلت وكالة «سانا» الرسمية السورية عن مصدر عسكري قوله إن وحدات من الجيش خاضت خلال الساعات الماضية اشتباكات عنيفة مع مجموعات إرهابية من التنظيم هاجمت بعض النقاط العسكرية بمنطقة الثردة على طريق الميادين - دير الزور، لافتة إلى أن قوات النظام أحبطت الهجوم.
وتواصلت الاشتباكات في البادية الغربية لدير الزور وباديتي حمص الشرقية والجنوبية الشرقية، بين قوات النظام المدعمة بالمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية من جانب، وعناصر تنظيم داعش من جانب آخر، حيث أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن قوات النظام خلال هجومها المعاكس على المناطق التي تقدم إليها التنظيم، تمكنت من تحقيق تقدم واسع واستعادة السيطرة على معظم المناطق التي خسرتها في المنطقة الممتدة من محيط مدينة دير الزور إلى منطقة القريتين، في جبهة ممتدة على طول نحو 300 كيلومتر.
وجاء ذلك بعد يومين على المعارك العنيفة التي حاول فيها تنظيم داعش تشتيت قوات النظام وتوجيه ضربات متزامنة لها عبر تنفيذ هذا الهجوم المباغت والعنيف والواسع، حيث عمد المئات من عناصر التنظيم إلى تنفيذ هذا الهجوم، متمكنين من إيقاع خسائر بشرية فادحة في صفوف قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية، بالإضافة إلى خسائر بشرية كبيرة في صفوف عناصر التنظيم، حيث ارتفع إلى 128 على الأقل عدد قتلى قوات النظام والمسلحين الموالين لها، فيما ارتفع إلى 90 على الأقل عدد عناصر تنظيم داعش الذين قتلوا في المعركة.
شرق الفرات، ذكر مراسل «سانا» أن وحدات الجيش النظامي العاملة في الضفة الشرقية للنهر تعاملت بالأسلحة المناسبة مع مجموعات لـ«داعش» شنت هجوما عنيفا على النقاط العسكرية في محور المريعية البوعمر.
وبموازاة الاشتباكات المستمرة، تحدث «المرصد السوري لحقوق الإنسان» عن غارات لطائرات حربية يرجح أنها روسية استهدفت مناطق في قرية أبريهة الواقعة في الريف الشرقي لدير الزور، وأسفرت عن وقوع 6 مدنيين، في حين قتل 8 مواطنين على الأقل جراء القصف من قبل طائرات لا يعلم ما إذا كانت روسية أم أنها تابعة للتحالف الدولي، على مناطق في مدينة الميادين بريف دير الزور الشرقي.
وقصفت طائرات يعتقد أنها روسية فجر أمس (السبت) مدرسة عائشة ومنزلا بالقرب من مسجد الروضة في مدينة الميادين، كما استهدفت بعشرات الضربات، مناطق في قرى وبلدات ومدن الموحسن والبوعمر وجديد بكارة وجديد عكيدات والبوليل والطوب ومناطق أخرى في محيط مراط وخشام بشرق نهر الفرات.



«هدنة غزة»: غموض يكتنف مصير المفاوضات وترقب لنتائج «جولة القاهرة»

صبي فلسطيني يحمل فانوساً وهو يمشي في حي دمرته الحرب بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
صبي فلسطيني يحمل فانوساً وهو يمشي في حي دمرته الحرب بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

«هدنة غزة»: غموض يكتنف مصير المفاوضات وترقب لنتائج «جولة القاهرة»

صبي فلسطيني يحمل فانوساً وهو يمشي في حي دمرته الحرب بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
صبي فلسطيني يحمل فانوساً وهو يمشي في حي دمرته الحرب بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

غموض يكتنف مصير الهدنة في قطاع غزة مع انتهاء المرحلة الأولى دون أفق واضح للخطوة التالية، وسط تمسك كل طرف بموقفه، ومحاولات من الوسطاء، كان أحدثها جولة مفاوضات في القاهرة لإنقاذ الاتفاق، وحديث عن زيارة مرتقبة للمبعوث الأميركي، ستيف ويتكوف، إلى إسرائيل ضمن مساعي الحلحلة، وسط مخاوف من عودة الأمور إلى «نقطة الصفر».

تلك التطورات تجعل مصير المفاوضات بحسب خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، في مهب الريح وتنتظر تواصل جهود الوسطاء وخصوصاً ضغوط أميركية حقيقية على رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو؛ للوصول لصيغة مقبولة وتفاهمات بشأن مسار الاتفاق لاستكماله ومنع انهياره، وخصوصاً أن «حماس» لن تخسر ورقتها الرابحة (الرهائن) لتعود إسرائيل بعدها إلى الحرب دون ضمانات حقيقية.

وبعد 15 شهراً من الحرب المدمّرة، بدأت الهدنة في 19 يناير (كانون الثاني) الماضي، وانتهت مرحلتها الأولى (42 يوماً)، السبت، وشملت إفراج «حماس» وفصائل أخرى عن 33 من الرهائن بينهم 8 متوفين، مقابل إطلاق سراح نحو 1700 فلسطيني من سجون إسرائيل، فيما لا يزال 58 محتجزين داخل قطاع غزة، بينهم 34 يؤكد الجيش الإسرائيلي أنهم قد تُوفوا، وسط انتظار لبدء المرحلة الثانية المعنية بانسحاب نهائي ووقف للحرب على مدار 42 يوماً، وأخرى ثالثة معنية بإعمار القطاع.

وأفادت صحيفة «تايمز أوف» إسرائيل، السبت، بأن نتنياهو أجرى، مساء الجمعة، مشاورات مطولة مع كبار الوزراء ومسؤولي الدفاع بشأن الهدنة، على غير العادة، في ظل رفض «حماس» تمديد المرحلة الأولى «ستة أسابيع إضافية» ومطالبتها بالتقدم إلى مرحلة ثانية.

وطرحت المشاورات بحسب ما أفادت به «القناة 12» الإسرائيلية، السبت، فكرة العودة إلى القتال في غزة، في حال انهيار الاتفاق، لافتة إلى أن الولايات المتحدة تضغط لتمديد المرحلة الأولى.

فلسطينيون نزحوا إلى الجنوب بأمر إسرائيل خلال الحرب يشقُّون طريقهم عائدين إلى منازلهم في شمال غزة (رويترز)

بينما نقلت «تايمز أوف إسرائيل»، السبت، عن مصدر دبلوماسي إسرائيلي، أن وفد بلادها عاد من محادثات تستضيفها القاهرة منذ الخميس بشأن المراحل المقبلة وضمان تنفيذ التفاهمات، كما أعلنت الهيئة العامة للاستعلامات المصرية الرسمية، لكن المحادثات «ستستأنف السبت»، وفق الصحيفة.

وأكدت متحدث «حماس»، حازم قاسم، السبت، أنه لا توجد حالياً أي «مفاوضات مع الحركة بشأن المرحلة الثانية»، وأن «تمديد المرحلة الأولى بالصيغة التي تطرحها إسرائيل مرفوض بالنسبة لنا»، وفق ما نقلته وكالة «رويترز»، دون توضيح سبب الرفض.

ويرى الخبير الاستراتيجي والعسكري، اللواء سمير فرج، أن مصير المفاوضات بات غامضاً مع تمسك إسرائيل بطلب تمديد المرحلة الأولى، ورفض «حماس» للتفريط في الرهائن أهم ورقة لديها عبر تمديد لن يحقق وقف الحرب.

ولا يمكن القول إن المفاوضات «فشلت»، وفق المحلل السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، الذي لفت إلى أن هناك إصراراً إسرائيلياً، على التمديد والبقاء في 3 بؤر عسكرية على الأقل في شمال وشرق القطاع و«محور فيلادليفيا»، بالمخالفة لبنود الاتفاق ورفض من «حماس».

لكنّ هناك جهوداً تبذل من الوسطاء، والوفد الإسرائيلي سيعود، وبالتالي سنكون أمام تمديد الاتفاق عدة أيام بشكل تلقائي دون صفقات لحين حسم الأزمة، بحسب الرقب.

ونقلت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية عن مصادر، قولها إنه إذا وافقت «حماس» على تمديد المرحلة الأولى من خلال الاستمرار في تحرير دفعات من الرهائن، فإنها بذلك تخسر النفوذ الرئيسي الوحيد الذي تمتلكه حالياً. وذلك غداة حديث دبلوماسي غربي كبير لصحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، أشار إلى أن نتنياهو يستعد للعودة إلى الحرب مع «حماس».

طفل يسير في حي دمرته الحرب تم وضع زينة شهر رمضان عليه في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

ووسط تلك الصعوبات، استعرض وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، بالقاهرة، مع رئيس وزراء فلسطين، محمد مصطفى مستجدات الجهود المصرية الهادفة لتثبيت وقف إطلاق النار في غزة وتنفيذ كل بنوده خلال مراحله الثلاث، وخطط إعادة الإعمار في قطاع غزة في وجود الفلسطينيين على أرضهم وترتيبات القمة العربية غير العادية المقرر عقدها يوم 4 مارس (آذار) الحالي بالقاهرة، مؤكداً دعم مصر للسلطة الفلسطينية ودورها في قطاع غزة.

ويعتقد فرج أن حل تلك الأزمة يتوقف على جدية الضغوط الأميركية تجاه إسرائيل للوصول إلى حل، مؤكداً أن التلويح الإسرائيلي بالحرب مجرد ضغوط لنيل مكاسب في ظل حاجة «حماس» لزيادة دخول المواد الإغاثية في شهر رمضان للقطاع.

وبعد تأجيل زيارته للمنطقة، ذكر ويتكوف، الأربعاء، خلال فعالية نظّمتها «اللجنة اليهودية-الأميركية»، إنه «ربّما» ينضمّ إلى المفاوضات يوم الأحد «إذا ما سارت الأمور على ما يرام».

ويرجح الرقب أن الأمور الأقرب ستكون تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق مع ضمانات واضحة لأن الوسطاء و«حماس» يدركون أن إسرائيل تريد أخذ باقي الرهائن والعودة للحرب، مشيراً إلى أن «الساعات المقبلة بمحادثات القاهرة ستكون أوضح لمسار المفاوضات وتجاوز الغموض والمخاوف الحالية».