أبدى خبراء فنيون تفاؤلهم بمشاركة قوية ومشرفة للمنتخب السعودي الأول لكرة القدم في مونديال روسيا 2018، معتبرين الخطوات التي قام بها اتحاد الكرة والمتمثلة في رسم الخطوط العريضة لتجهيز الأخضر لكأس العالم إيجابية حيث ستكون لها أثر كبير متى ما وفق المسؤولون في تطبيقها.
وأشاد الخبراء بالخطوة الشجاعة المتمثلة بعدم التجديد مع المدرب الهولندي مارفيك، والتعاقد مع المدرب الأرجنتيني باوزا وكذلك تعيين النجم الأبرز في تاريخ الكرة السعودية ماجد عبد الله مشرفاً على الجهاز الإداري بالمنتخب.
وقال المدرب خليل الزياني عميد المدربين السعوديين لـ«الشرق الأوسط» إن المنتخب السعودي مقبل على مشاركة قوية بعد 8 أشهر في مونديال روسيا الذي يجمع أقوى المنتخبات في العالم، ولذا يجب أن يكون الإعداد قوياً ومناسباً من كل النواحي.
وأضاف: «كنا نتمنى أن يستمر مارفيك بكونه الأكثر قربا من اللاعبين ومستوياتهم الفنية والأكثر دراية بهم ولكن كان من المفترض عليه أن يبدي قناعة حقيقية بأن يغير أسلوبه السابق والمتمثل في عدم السفر الدائم إلى بلاده والاعتماد على مساعديه في خيارات اللاعبين والوجود في فترات قصيرة، وخصوصا أن هناك لاعبين من الممكن أن يتم ضمهم ويقدموا إضافة فنية للمنتخب في المونديال».
وبين الزياني أن التعاقد مع المدرب الأرجنتيني باوزا خطوة جيدة لأن المدربين من قارة أميركا الجنوبية أكثر قربا من اللاعب السعودي إضافة إلى قدرتهم على التوظيف الجيد للاعبين داخل الملعب، خصوصا من حيث استغلال الجانب المهاري الذي يتميز به اللاعب السعودي.
واستشهد الزياني في حديثه بتجربة الأخضر في مونديال أميركا 1994، حينما قاد الأرجنتيني سولاري المنتخب وقدم معه نتائج ومستويات مميزه وقاده للعبور إلى الدور الثاني بعد أن جاء خلفا للهولندي لوبينهاكر، لافتاً إلى أهمية في عدم المقارنة بين الفترتين الزمنيتين، حيث حدثت أمور كثيرة بشأن كرة القدم السعودية وأيضاً الكرة العالمية بشكل عام.
وعن أهم معطيات التألق في مونديال روسيا قال الزياني: «من المهم خوض مباريات ودية قوية بشكل تدريجي حتى الوصول إلى الجاهزية الكاملة للمونديال، ويتوجب أن يتم الاستفادة الكاملة من أيام الفيفا، وكذلك مواجهة منتخبات من قارات أوروبا وأميركا الجنوبية وأفريقيا لأن المنتخب السعودي سيخوض المنافسات مع دول من هذه القارات في دور المجموعات».
وحول المدرب باوزا وقدراته قال الزياني: «بكل تأكيد هذا المدرب من أميز المدربين في بلاده، والجميع يعلم قيمة كرة القدم الأرجنتينية، وحقق هذا المدرب نجاحات مع عدة أندية حتى خارج بلاده وخصوصا في الإكوادور كما أن له تجربه مشهودة مع فريق النصر السعودي قبل سنوات قليلة، ولذا نتفاءل بهذا المدرب وقدرته على تحقيق عمل كبير ومثمر».
وأضاف: «ليس من الضروري أن نبحث عن مدرب له اسم براق على المستوى العالمي حتى نضمن النجاح، هناك الكثير من المدربين العالميين الذين أشرفوا على المنتخب السعودي في بطولات كبرى ولم يقدموا أي شيء يذكر وخيبوا التوقعات، ولذا من المهم أن يكون التعاقد مع مدرب يناسبنا ويعتمد الأسلوب الناجح للكرة السعودية والمتناسب مع طبيعة اللاعب السعودي وهذا هو الأهم».
وبين أن الاهتمام الذي وجده المنتخب السعودي من قيادة البلاد سيكون له الأثر الإيجابي الكبير، مشيداً بالخطوات التي اتخذت بتدعيم المنتخب بأسماء كبيرة على المستوى الإداري ممثلا في ماجد عبد الله ومساعده عمر باخشوين، مشيراً إلى أن ذلك يؤكد أن هناك فعلا حلم كبير لإنجاز هو الأكبر للكرة السعودية في مونديال روسيا لا يقل عن إنجاز مونديال أميركا.
واعتبر الزياني أن حظوظ المنتخب السعودي للعبور للدور الثاني لن تكون مستحيلة بل أنها متاحة خصوصا في حال كان الإعداد قوي ويتوافق مع الخطط المرسومة، بكون الكرة السعودية تملك عناصر فنية على مستوى فني عالي يمكنها لتكون ذات مكانة متقدمة في الكرة العالمية وإن كانت هناك بعض النواقص التي يتوجب توفيرها وخصوصا في ما يتعلق بالجانب الاحترافي.
من جانبه، قال رئيس لجنة المدربين السعوديين محمد الخراشي والذي سبق وأن قاد المنتخب السعودي الأول في كأس العالم 1998 كمدرب بديل أن الأخضر قادر على العبور للدور الثاني في حال كان الإعداد ناجحا وقويا وتم خوض مباريات ودية مفيدة مع المدرب الأرجنتيني باوزا.
وقلل الخراشي من الآثار السلبية التي يراها البعض برحيل المدرب مارفيك، ومبينا أن الدعم الكبير من القيادة السعودية والهيئة العامة للرياضة سيكون لها الأثر الإيجابي في خروج الأخضر بالصورة الإيجابية وارتفاع حظوظه في العبور للدور الثاني.
وبين أن الكرة السعودية تزخر بعدد وافر من المواهب ولكن المهم أن يتم العمل على تصحيح كثير من الأمور وخصوصا فيما يتعلق بالاحتراف.
من ناحيته، بين المدرب الوطني خالد القروني الذي كانت له تجربة مميزة مع المنتخب السعودي للشباب في مونديال 2011 وهو الذي عبر بالأخضر الشاب إلى الدور الثاني بجيل يوجد عدد من عناصره في المنتخب الأول الحالي أن المنتخب السعودي الأول قادر على العبور للدور الثاني في مونديال روسيا متى ما توافرت لديه المعطيات اللازمة.
وبين القروني أن أهم المعطيات يتمثل في الجانب الفني والإداري، حيث يتوجب أن تكون هناك خطط وبرامج إعداد قوية ومناسبة تتمثل في خوض مباريات ودية قوية مع منتخبات من أوروبا وأميركا الجنوبية وأفريقيا وأن يتم اختيار المنتخبات وفق معايير مناسبة، على أن يتحقق من هذه المباريات الجانب الفني اللازم والمفيد للاعبين.
وأضاف: «الجميع يتذكر أن المنتخب التقى قبل قرابة العام مع المنتخب الأرجنتيني في ودية كانت مفيدة، وقبلها كانت مواجهات مع منتخبات لها وزنها الكبير على مستوى الكرة العالمية وهذا النوع من المباريات له فوائد فنية ومعنوية في آن واحد للاعبين تحديدا من حيث زرع الثقة، ونزع فتيل الرهبة والخوف، وكذلك للجهاز الفني الذي يتوجب عليه أن يعد ما لا يقل عن 20 لاعبا يكونون جاهزين للتنافس القوي على التشكيلة الأساسية».
وأشار القروني إلى أن المنتخب السعودي سيفقد أكثر من نجم في فترة الإعداد أو الدوري أو غيرها من المسابقات ولكن يجب أن يكون البديل جاهز في مستوى الأساسي وهذا الشرط الذي يجب أن يتوافر حتى لا نقلق في حال إصابة أي لاعب مهما تكن قيمته الفنية.
وحول المدرب الأرجنتيني باوزا الذي جاء خلفا للهولندي مارفيك والفترة الزمنية التي يمكن أن يعمل فيها من أجل تحقيق إنجاز للكرة السعودية قال القروني «ما أشبه اليوم بالبارحة، في مونديال 1994 تم استبدال المدرب الهولندي لوبينهابكر بالأرجنتيني (المغمور حينها) خورجي سولاري وحقق المنتخب السعودي أداء ونتائج مبهرة، ونتمنى بكل تأكيد أن يعود هذا السيناريو، وجميعنا كنا نتمنى الاستقرار على مارفيك ولكنه للأسف حاول أن يفرض شروطه بعدم البقاء في السعودية ومتابعة اللاعبين مباشرة فكان من الإيجابي جدا اتخاذ قرار بعدم التجديد له، والبحث عن آخر، ونتمنى بكل تأكيد أن يكون باوزا على قدر التطلعات وينجح في المهمة، خصوصا أن هناك دعماً كبيراً جداً من القيادة ومن الهيئة العامة للرياضة وتوفير ميزانيات ضخمة، وفي النهاية يجب أن يحضر التوفيق من الله حتى تتحقق النتائج الإيجابية».
وفيما يخص الجانب الإداري وتعيين النجم ماجد عبد الله مشرفا وإعلانه أن مهمته سهله قال القروني: «ماجد اسم لامع وسيوفق في مهمته بالتعاون مع الجهازين الإداري المساعد والفني وكذلك اللاعبين، أما موضوع المهمة السهلة فأعتقد أنها قد تشكل ضغطا على ماجد نفسه لأن هناك وبصراحة من يتصيد كل صغيرة وكبيرة وقد يكون مردودها سلبياً لاحقاً».
من جهته، أكد حاتم خيمي قائد فريق الوحدة السابق والمحلل الفني أن المنتخب السعودي بعناصره الموجودة قادر على العبور لأبعد من دور المجموعات حيث توجد العناصر الفنية القادرة على عمل الشيء الكثير، كما أن وجود مدرب طموح وصاحب تاريخ جيد ممثلا في باوزا سيكون عاملا مساعدا لإعداد قوي للمونديال.
وأضاف: «وإن رحل المدرب السابق مارفيك فمن المهم أن نعطيه حقه من الإشادة في جوانب كثيرة، وخصوصا من حيث الاستقرار على قائمة طوال التصفيات، وهذا ما أنتج عنه منتخب قوي نجح في التفوق على المنتخب الأسترالي وكذلك الوقوع خلف المنتخب الياباني بفارق نقطة وحيدة، كما أن مارفيك أعاد للمنتخب هيبته من خلال عدم ضم أي لاعب يتألق مباراة أو مباراتين بل جعل المنتخب يعود حلماً لأي لاعب وليس كما كان قبل سنوات قليلة سهل الوصول له».
وبين خيمي أن المنتخب السعودي سيحتاج إلى مباريات قوية، وكان الإعلان عن خوض ودية منتصف الشهر المقبل مع المنتخب الغاني تأكيد على أن هناك إعداداً سيكون مناسباً ويكون الأخضر في كامل جاهزيته من خلال خوض مباريات قوية مع المنتخبات التي تمثل المدارس الكروية الرئيسية في العالم.
وأشار إلى أن الاهتمام الكبير من القيادة العليا في المملكة ستظهر آثاره الإيجابية في حال تم استغلال هذا الدعم والوقفة بطريقة إيجابية من قبل القائمين على الاتحاد السعودي، وخصوصا المتعلق بالمنتخب الأول.
في المقابل، قال بندر الأحمدي المحاضر بالاتحاد الآسيوي وعضو اللجنة الفنية الاستشارية بالنادي الأهلي أنه يتوجب الاستفادة من أيام الفيفا وخوض مباريات أمام منتخبات عالمية كبيرة. وستكون فترة 9 أشهر كافية جدا لإعداد منتخب قادر على العبور للدور الثاني على أقل تقدير. مشيراً إلى أن الجميع كان يتمنى بقاء مارفيك ولكن وجود باوزا سيكون له أثر إيجابي بكونه مدرباً له تاريخ جيد، كما أن لديه خبرة جيدة بوضع اللاعب السعودي من خلال إشرافه على فريق النصر قبل سنوات قليلة كما أن وجوده في المملكة سيعزز معرفته باللاعبين وقدرته على الاختيار.
وأخيرا يرى المحلل الفني واللاعب الدولي السابق حمد الدبيخي أن الاتحاد السعودي أحسن باتخاذ قرار عدم التجديد لمارفيك والاستعانة بالأرجنتيني باوزا لأن المدرب الهولندي السابق يبدو أنه حقق هدفه ولم يعد لديه طموح أكبر مع المنتخب السعودي ولذا لم يحرص على البقاء ولم يقدم أي تنازلات بشأن قناعاته.
وبين أن المنتخب السعودي يضم مجموعة مميزة كما أن هناك استقراراً إدارياً بثبات زكي الصالح ومجموعته وإن كان هناك إضافة في الإشراف الإداري من خلال تعين النجم السابق ماجد عبد الله ونائبه عمر باخشوين، معتبراً أن هذا الاستقرار عامل مهم، مشدداً على أهمية أن يكون البرنامج قوياً وطموحاً جداً ليسهل للمنتخب السعودي عبور الدور الأول إلى ما هو أبعد من ذلك.
خبراء فنيون: هذه وصفة نجاح «الأخضر» في كأس العالم 2018
مواجهة المنتخبات العالمية ودياً... خبرة باوزا... وتعيين ماجد عبد الله ستقوي «المنتخب السعودي»
خبراء فنيون: هذه وصفة نجاح «الأخضر» في كأس العالم 2018
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة