عشرات القتلى من النظام و«حزب الله» خلال هجوم «داعش» في {البادية}

«عاصفة الجزيرة» تتقدم في دير الزور

سوريون يفرون من المعارك في دير الزور باتجاه مخيم في ضواحي الرقة (أ.ف.ب)
سوريون يفرون من المعارك في دير الزور باتجاه مخيم في ضواحي الرقة (أ.ف.ب)
TT

عشرات القتلى من النظام و«حزب الله» خلال هجوم «داعش» في {البادية}

سوريون يفرون من المعارك في دير الزور باتجاه مخيم في ضواحي الرقة (أ.ف.ب)
سوريون يفرون من المعارك في دير الزور باتجاه مخيم في ضواحي الرقة (أ.ف.ب)

قُتل العشرات من عناصر النظام السوري والميليشيات الموالية له، خصوصاً من «حزب الله» اللبناني، في هجمات واسعة شنّها تنظيم داعش على مواقعهم في وسط سوريا، ولقد اعترف النظام بخسارته مواقع عسكرية جراء تلك الهجمات، لكنه تجنّب ذكر الخسائر البشرية التي مُني بها.
من جانبها أعلنت وكالة الصحافة الفرنسية، أن «58 عنصراً من قوات النظام السوري قتلوا، في سلسلة هجمات مباغتة شنها تنظيم داعش على حواجز في محافظة حمص بوسط سوريا». وقالت إن «الهجمات الأولى استهدفت حواجز ومناطق تسيطر عليها قوات النظام، في منطقة الشولا القريبة من مدينة دير الزور بشرق سوريا»، مشيرة إلى أن «التنظيم المتطرف تبنّى هذه الهجمات، وأكد أن مفارز عدّة شنت هجوماً على مواقع جنوب مدينة السخنة في الصحراء السورية، ما أسفر عن مقتل عشرات العسكريين».
من جانبها، ذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) الناطقة باسم النظام، أن «مجموعات إرهابية كبيرة من تنظيم داعش، هاجمت خلال الساعات الماضية نقاط الجيش العاملة على حماية الطريق الدولي بين دير الزور وتدمر في منطقة الشولا وكباجب بعمق البادية السورية». وقالت إن «وحدات الجيش والقوات الرديفة والحليفة، وبتغطية من الطيران الحربي والمروحي، تعاملت مع الهجوم الإرهابي بالأسلحة المناسبة»، لكن الوكالة لم تشر إلى القتلى والإصابات التي سقطت في صفوف قوات النظام والميليشيات التابعة والحليفة. وكانت قوات النظام والميليشيات التابعة والحليفة قد تمكنت في الأسبوع الأول من شهر سبتمبر (أيلول) الحالي من استعادة السيطرة على هذا الطريق المؤدي إلى دير الزور، وأعلنت كسر الحصار الذي يفرضه «داعش» على المدينة منذ ثلاث سنوات.
وحول الموضوع نفسه، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن «نحو 120 عنصراً قتلوا في معارك طاحنة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، وتنظيم داعش من جهة أخرى، في بادية دير الزور الغربية وبادية حمص الشرقية». ووثّق «المرصد» سقوط ما لا يقلّ عن 73 عنصراً من قوات النظام والحلفاء، بينهم 34 من جنسيات غير سورية، منهم 10 على الأقل من عناصر (حزب الله) اللبناني، بالإضافة إلى 45 عنصراً من (داعش)، في حين أصيب العشرات من الطرفين بجراح متفاوتة». ونقلت وكالة «رويترز» عن قيادي في تحالف موالٍ للنظام، أن «الجيش السوري وحلفاءه يقاتلون اليوم الجمعة (أمس)، لاستعادة أراضٍ خسروها في هجوم شنه تنظيم داعش في شرق سوريا، استهدف مواقع على طريق يؤدي إلى دير الزور»، مؤكداً أن الهجوم الذي بدأ أول من أمس، هو أول هجوم كبير يستهدف جيش النظام القوى الحليفة له منذ تقدمهم في منطقة يسيطر عليها التنظيم المتشدد، ليصلوا إلى مدينة دير الزور. وأضاف القيادي، الذي رفض ذكر اسمه: «لقد استولوا على عدد من المواقع، لكننا استوعبنا الهجوم والعمل جارٍ لاستعادة المواقع».
في هذه الأثناء، أعلن موقع «ليبانون نيوز» الإخباري اللبناني أن 14 عنصرا من «حزب الله» سقطوا خلال معارك على محاور البادية الشرقية في منطقة حميمة في سوريا، وأفاد الموقع أنه عرف منهم حتى الآن: علي محمد البزال (من بلدة البزالية البقاعية)، وحسان زين من كفردان، وحسين أسعد من حي الأبيض، ومحمد ناصر الدين (من بلدة العين البقاعية)، ومصطفى صالح من حارة حريك (ضاحية بيروت الجنوبية)، ومحمد تامر (حبوش - جنوب لبنان)، وعلي عمار (بئر حسن - ضاحية بيروت الجنوبية)، وعماد موسى (الهرمل - البقاع)، وعلي العاشق (النبي عثمان - البقاع)، وعلي ياسين (النبطية - الجنوب)، وعلي زعيتر (عين الغويبة)، ومحمد نعيم (سلعا)، ومحمد علوية (برج البراجنة - ضاحية بيروت الجنوبية)».
على صعيد ثانٍ، شهد ريف محافظة دير الزور الشمالي حركة نزوح واسعة لمئات المدنيين، الذين تركوا قراهم ومنازلهم في المنطقة الواقعة على الطريق إلى محافظة الحسكة، وتوجهوا نحو مناطق بعيدة عن الاشتباك. وجاءت عملية النزوح هذه مع تصاعد العمليات العسكرية في المنطقة التي تنفذها قوات «عاصفة الجزيرة» والتي تهدف إلى توسيع نطاق سيطرتها وإنهاء وجود «داعش» في مناطق شرق الفرات وريف محافظة دير الزور الشمالي وريف محافظة الحسكة الجنوبي.
واستمرت، أمس، الاشتباكات العنيفة بين «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) -ذات الغالبية الكردية- المدعومة بالقوات الخاصة الأميركية من جهة، وعناصر «داعش» من جهة أخرى، في القسم المتبقي تحت سيطرة التنظيم من بلدة الصور في ريف دير الزور الشمالي، وذلك بعدما تمكنت «قسد» من انتزاع السيطرة على أجزاء واسعة من بلدة الصور من التنظيم، الذي يحاول عبر تنفيذ هجمات معاكسة.
أيضاً تعرضت مدينة الميادين، ثالث كبرى مدن محافظة دير الزور، لقصف جوي عنيف، أدى إلى سقوط قتلى وجرحى. وأعلن تجمع «فرات بوست» أن «أربعة مدنيين قتلوا جراء غارات شنتها طائرات روسية على الميادين، ولا يزال قرابة 21 شخصاً أغلبهم من النساء والأطفال، عالقين تحت الأنقاض منذ عصر الخميس». وأشار التجمع إلى أن القصف الجوي الروسي «استهدف نقاطاً بالقرب من المصرف الزراعي والصيدلية الشاملة في الشارع العام باتجاه النادي، بينما تم إنقاذ عدد آخر كانوا عالقين تحت الأنقاض».
في وقت لاحق، قالت وحدة الإعلام الحربي التابعة لـ«حزب الله» إن الجيش السوري النظامي وحلفاءه تمكنوا من تأمين الطريق من تدمر إلى دير الزور، وهو خط إمداد رئيسي من الأراضي الخاضعة لسيطرة النظام إلى المدينة الواقعة بشرق البلاد، بعد صد هجوم عنيف لتنظيم داعش. وتابعت أنهم «يؤمنون أوتوستراد دير الزور - تدمر بالكامل بعد إفشالهم الهجوم العنيف الذي شنه تنظيم داعش على نقاطهم بين بلدتي الشولا وكباجب بريف دير الزور الجنوبي الغربي وبات الأوتوستراد سالكاً أمام حركة المرور بالاتجاهين من وإلى دير الزور».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.