أثارت تصريحات السفير الأميركي لدى تل أبيب حول أن إسرائيل لا تحتل سوى 2 في المائة من الضفة الغربية غضب الفلسطينيين، وهو ثاني تصريح إشكالي يدلي به خلال شهر تقريباً.
وقال السفير ديفيد فريدمان في مقابلة مع موقع إخباري إسرائيلي بُثّت بكاملها، أمس، إن «الدولة اليهودية لا تحتل سوى 2 في المائة من الضفة الغربية».
ومباشرة بعد ذلك رد الأمين العام لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات على هذه التصريحات، قائلاً إن «المجتمع الدولي يعترف بأن إسرائيل تحتل مائة في المائة من فلسطين، بما فيها القدس الشرقية ومحيطها».
مضيفاً أن تصريحات فريدمان الأخيرة «ليست فقط كاذبة ومضللة، بل تتعارض مع القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة والموقف الأميركي التاريخي أيضاً». وأوضح عريقات «إنها ليست المرة الأولى التي يستغل فيها» فريدمان منصبه للدفاع عن «سياسات الاحتلال الإسرائيلي وضمه أراضي محتلة وجعلها شرعية»، في وقت يتزايد فيه قلق الفلسطينيين إزاء فريق الرئيس الأميركي دونالد ترمب، وبينهم فريدمان، الذين لم يعلنوا التزامهم بفكرة إقامة دولة فلسطينية مستقلة.
وقال فريدمان في مقابلته حول حل الدولتين «أعتقد أن مفهوم حل الدولتين فقد مغزاه... وقد اختلف كثيرون حول مفهوم الدولتين، وحسب رأيي لن يكون هو المفهوم الذي يجتمع حوله الجميع».
وتنصلت الخارجية الأميركية من تصريحات فريدمان، إذ قالت المتحدثة باسم الوزارة هيذر ناويرت للصحافيين في واشنطن إن «تعليقاته ينبغي ألا تفسر كطريقة للحكم مسبقاً على نتائج أي مفاوضات ستجريها الولايات المتحدة بين إسرائيل والفلسطينيين يجب عدم تفسيرها على أنها تغيير في السياسة الأميركية». وبينما يرى المجتمع الدولي الاستيطان كعقبة كبيرة أمام السلام ولا يعترف بالمستوطنات، يعدها فريدمان جزءاً من إسرائيل.
من جهته، قال نبيل شعث، مستشار الرئيس الفلسطيني محمود عباس، لصحيفة «الأيام» إن «فريدمان سفير متحيز انحيازاً كاملاً إلى الدولة المنتدب لها، ومن الصعب عليّ أن أفهم سفيراً جاهلاً تماماً بالدبلوماسية، وجاهلاً تماماً بمواقف الولايات المتحدة وجاهلاً بالجغرافيا».
في المقابل أكد عوديد رفيفي، ممثل مجلس «يشع» الاستيطاني، وهي الجمعية الرئيسية للمستوطنين في الأراضي الفلسطينية المحتلة، أنه يجب «تهنئة» فريدمان لأنه «وصف بالوقائع الحقيقية» الوضع في الضفة الغربية.
وقال رفيفي في بيان إن المستوطنات والطرقات الإسرائيلية تحتل بالإجمال أقل من 2 في المائة من مساحة الضفة، موضحاً أن «المجتمع الدولي يبتلع منذ عقود الدعاية الفلسطينية دون التحقق من الحقيقة ميدانياً».
ولفت المسؤولون الفلسطينيون، أمس، إلى أن فريدمان واصل منذ مايو (أيار) الماضي زيارة المستوطنات مخالفاً سلوك سابقيه الذين لم يفعلوا ذلك إلا استثنائياً. وكان فريدمان قد أكد لوكالة الصحافة الفرنسية في السابق أنه لم يفعل ذلك في أي وقت بصفة رسمية.
تصريحات سفير أميركا لدى إسرائيل تثير غضب الفلسطينيين
تصريحات سفير أميركا لدى إسرائيل تثير غضب الفلسطينيين
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة