لجنة في {النواب} الأميركي توافق على مشروعين لمعاقبة {حزب الله}

TT

لجنة في {النواب} الأميركي توافق على مشروعين لمعاقبة {حزب الله}

صوت أعضاء لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأميركي بالإجماع، أمس الخميس، على تسعة مشروعات لقوانين من بينها مشروعا قانونين لمعاقبة حزب الله اللبناني، حيث يفرض التشريع الأول عقوبات على الدول التي تقدم الدعم المالي لحزب الله ويقصد بها إيران بالأساس، وينص التشريع الثاني على فرض عقوبات على حزب الله لقيامه باتخاذ مدنيين كدروع بشرية وارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان.
وفي جلسة استمرت لعشرين دقيقة، فيما يطلق عليه «جلسة ترميز»، وافق أعضاء اللجنة على النسخة النهائية لمشروعي القرار لمعاقبة حزب الله. ومن المقرر أن تعقد جلسة استماع في مجلس النواب ثم مجلس الشيوخ لإقرار القانون.
وفي افتتاح الجلسة، حذر ايد رويس رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب من تصاعد نفوذ حزب الله، مشيرا لأعضاء اللجنة إلى وجود عدة تقارير حديثة تشير إلى قيام حزب الله بدعم من إيران، ببناء مصنع للصواريخ بشكل غير قانوني عند الحدود اللبنانية الإسرائيلية. وقال رويس إن إيران تساند حزب الله وتدفع إقليم الشرق الأوسط للانهيار.
وأضاف رويس علينا أن نقطع شبكة الموارد المالية لحزب الله الذي يحصل على ملايين الدولارات من التجارة في المخدرات والكوكايين، ويحصل على الأموال من طهران.
وأقر أعضاء اللجنة صياغة مشروعي القانونين دون أي اعتراض أو تعديل. وينص التشريع الأول (HR 3329) على فرض عقوبات على الدول الأجنبية التي تقوم بتقديم الدعم المالي لتلك الجماعة الإرهابية اللبنانية، ويقصد التشريع بصفة خاصة إيران مع زيادة الضغط على البنوك التي تتعامل مع حزب الله وقياداته.
ويطالب التشريع الرئيس الأميركي بفرض عقوبات على أي شخص أجنبي يقدم دعما ماليا أو تكنولوجيا إلى هيئات، مثل بيت المال أو جمعية دعم المقاومة الإسلامية أو إدارة العلاقات الخارجية أو الأمن الخارجي لحزب الله، أو تلفزيون المنار أو راديو النور أو مجموعة الإعلام اللبنانية، وتطبيق العقوبات على أي شخص، يقوم بجمع الأموال أو التجنيد لصالح حزب الله. ويتضمن مشروع القانون إمكانية فرض عقوبات على دول أجنبية في حال قدمت دعما عسكريا أو مالية ذا أهمية، إلى حزب الله أو أحد الكيانات المرتبطة به. ويعطي مشروع القانون للرئيس الأميركي صلاحية تحديد الأشخاص والكيانات التي ستفرض عليهم عقوبات لتعاونهم مع حزب الله.
وينص التشريع الثاني ويحمل رقم HR 3342 على عقوبات ضد حزب الله لقيامة باتخاذ المدنيين كدروع بشرية خلال الصراع بين حزب الله وإسرائيل عام 2006. حيث يفرض عقوبات على أشخاص وكيانات يثبت ضلوعهم في ارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان المعترف بها دوليا والمرتبطة بقيام حزب الله استخدام المدنيين كدروع بشرية.
وأشار مشروع القانون أن حزب الله استخدم المدنيين كدروع بشرية لحماية نفسه من هجمات إسرائيلية. وشمل ذلك قيام حزب الله بتخزين أسلحة في منازل المدنيين وإطلاق قذائف من داخل مناطق مأهولة بالسكان.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».